04:14 pm 29/11/2020
| رأي
| 2970
اكتب لكم هذا المقال و انا جالس علي كرسي المقهي الذي يصدر اصواتاً من جميع زواياه (بيزيق) بسبب حالته المتهالكة نتيجة الزمن الذي مر عليه بعد ان جلست عليه مؤخرات لا حصر لها من مختلف الاوزان وعلي مر السنين منذ نشأة تلك القهوة.
اكتشفت بالصدفة انه لرواد المقاهي لغة مختلفة، فكل الكلمات التي اعتدنا ان نقولها في الظروف الحياتية العادية تختلف تماماً حينما نجلس علي المقهي!
فمثلاً كلمة مثل "ترابيزة صغيرة" تصبح "طقطوقة"، كوب شاي من الممكن ان يكون "خمسينة، عالابيض، بربري، منه فيه ... الخ"، فنجان قهوة من الممكن ان يصبح "واحدة فرنساوي، سكيتو، مانو، دوبل... الخ" اما اذا اردت ان تطلب شيشة او ارجيلة فكل ما عليك هو ان تصيح (عايز حَجَر هنا) و لا تقلق لن يأتي لك القهوجي بقالب طوب بل سيحضر لك شيشتك المفضلة!
عندما تجلس في مقهاك المفضل ينتابك مزيج من المشاعر المختلفة بداية من شعورك بأنك داخل منزلك الدافئ شتائاً البارد صيفاً.. و لا غني عن الاصوات العالية التي تحيط بك من كل الاتجهات لتعطيك شعور بانك ما زلت حياً تتنفس .. و بالطبع يجب الا ننسي الطاولة و الدومينو و الكوتشينة التي تعطيك طاقة مُضارب بالبورصة يستثمر كل خلية من خلايا عقله ليحصل علي اكبر مكاسب ممكنة.
فقد خاب من قال ان المقهي يضيع وقتك بل علي العكس المقهي هو بيتك الثاني الذي لا غني عنه في اوقات الضيق او الفرح كَرَجُل.