11:11 am 28/11/2020
| رأي
| 2202
غالباً ما ندون ذكرياتنا كى لا ننساها ، نلتقط صوراً تذكارية للحظات قد لا تُسعفُنا الذاكرة ذات يوم لتذكرها ، فتكون بمثابة أرشيف موثق لبعض مواقفنا او ذكرياتنا، وأحياناً نضطر للإستعانه بآخرين لتذكر فترات محددة من حياتنا ولاسيما مرحلة الطفولة ، من منا لم يسأل والدية عن تلك المرحلة ؟ حتى أننا نستمع مدهوشين من تصرفات قمنا بها ولم تحتفظ بها ذاكرتنا وسط خضم الذكريات.
فالعقل البشري دائماً ما يكون في صرع بين ما هو سعيد وما هو مؤلم فى محاولة منه للحذف الإنتقائى لكل ما هو مؤلم ولا يقتصر هذا الحذف على الأحداث فقط بل يمتد للأشخاص فى محاولة من اللاوعى لإبعاد أحدهما عن الأضواء ليزيحه العقل لطى النسيان.
فالذاكرة البشرية من وقت لأخر تحتاج لإعادة تأهيل وإعادة برمجة كما يحدث فى أجهزة الكمبيوتر، وإعادة تشغيها مرة أخرى لتعود بنشاط أكبر، وخلال عملية إعادة البرمجة يُجبر العقل البشري نفسه على تناسي مواقفة المؤلمه ، حيث لافائدة من تذكر تلك المواقف والتى لن تزيدنا إلا وجعاً وتوتراً وقلقاً وإحباطاً بينما يبحث العقل وسط جنباته عن لحظات النجاح فى محاولة منه لتعزيز تفوقنا، الا انه وفى بعض الأحيان لا يقبل العقل مرونه عمليه البرمجة فبعض العقول ولسوء حظها لاتستطيع المضي في إعادة برمجة ذكرياتها ولاتستطيع تناسي تفاصيلها المؤلمة.
فالإنسان بطبعة يحاول أن يضفى قيمة أكبر للأشياء التى فقدها أو فشل فيها ويقوم بتحويلها لأشياء غير قابلة للتعويض ولا يعطى قيمة لما بقى لديه، لذا لابأس من نبش الذاكرة بين حين وآخر ، ودفن ماهو مؤلم من الذكريات الباليه فى مقبرة اللاوعي، والبدء من جديد والثقة فى قيمة ما بين أيدينا.