05:49 am 24/11/2020
| رأي
| 4021
كنت مرافقة لجدتي في المستشفى لمدة اسبوع ، ويُعرَف عن جدتي الخوف ، لأنه تفقد الأمان في كل شئ كالأطفال بالرغم من كِبَر العُمر ،
وكانت الليلة الأولى بعد إنتقالها من الرعاية إلى غرفة عادية ، أعطيتها الدواء ، أسدلت الغطاء على جسدها المُتعَب وتراجعت على أطراف قدميّ وإذا بها تستغيث كطفلة :
"إرفعي مسند السرير حأقع لو نمت"
-"ياتيتا ياحبيبتي مش حاتقعي أنا سهرانة جنبك"-"إرفعيه علشان خاطري بأمسك فيه لما أتقلب"
-"حاضر ياتيتا من عيوني"
قمت برفعه بالرغم مِن أنه كان يُعيق حركة الدواء داخل الأنبوبة الموُصِلة إلى يديها ، وما إن رفعته حتى تشبثت به تشبُث الغريق بطوق النچاة وماهي إلا لحظات وإنطلقت في النوم مطمئنة وذهبت أنا للنوم على كرسي أمامها .
وفي يوم قيل لي مِن قِبَل فريق التمريض : يُفَضل عدم رفع المسند لضمان إنسياب الدواء ،فقررت في ذلك اليوم أن أمنحها الطمأنينة و أرفعه ثم أقوم بإنزاله عندما تذهب في نوم هادئ.
كانت المفاجأة :-
مشهد لن أنساه طيلة حياتي؛ بعد أن قمت بإنزاله والتأكد من سريان الدواء في الأنبوبة بشكل مريح ذهبت و جلست على الكرسي كعادتي كل يوم و ماهي إلل لحظات حتى رأيت العَجب
رأيتها تقوم برفع يديها في اتجاه المسند (المُنزَل) و تقوم بتثبيت يديها بكل قوة في الهواء كأنها تمسك بقوة في المسند وتقوم بكل ثبات بتقليب جسدها متكئة على المسند القاطن بداخلها و لا وجود له في الواقع وعندما اعتدلت في نومها قامت بإنزال يديها المعلقة في الهواء و الظانة أنها ممسكة بالمسند و إذا ببسمة ترتسم على وجهها النائم والمنهك من الألم.
هنا أدرَكتُ و أيقَنتُ أن كل انسان لا يستطيع العيش دون مسند.
حتى وإن كانت مجرد فكرة داخلية تمنحه الأمان و الراحة فيسير في دربه و يتحمل عثراته و يحقق أحلامه
إنه ليس مسند سرير ياسادة ..إنه إحساس الأمان .
Samar Hammad
تناولك للفكرة رائع وباسلوب بسيط ولكن ينم عن ثقافة وإتقان، ربنا يوفقك وفعلا سوف تسعدي قلبي إذا قرأت لك المزيد من المقالات الرائعة المميزة.