الكاتب : د أحمد هندي |
05:14 pm 12/11/2020
| رأي
| 6343
تتمتع الشخصية القيادية الفذة بملكات لايملكها الكثير من أصحاب الوظائف القيادية العليا، لذلك يطلق على القائد الأداري الفذ صاحب الكاريزما، والتي قد لاتتوفر لدى الكثير.
فليس كل صاحب وظيفة عليا من السهل وصفه بصاحب الكاريزما الإدارية المتميزة، ويرجع السبب فى ذلك إلى الآفة التى ضربت وظائف الإدارة العليا، وهى شغل هذه الوظائف والدخول إلى عالم القيادة العليا من الأبواب الخلفية.!!
ففي ظل الصراع الرهيب داخل أروقة أجهزة الدولة نتيجة ميراث الدولة العميقة وتغلغل الفساد الأداري فى الهيكل التنظيمي لوظائف الإدارة العليا، هناك من يتم تكليفهم بالمهام والمسئوليات التنفيذية والأشرافية عن طريق المحسوبية، والوساطة، والمحاباة، وأستغلال النفوذ، ووسيلتهم فى عالم الإدارة الحديثة ( الموبايل)، فهناك من يغلق بابه ويفتح تليفونه المحمول على البحري للمجاملات، والمحسوبيات، والتوصيات، بأعتبارها مخلفات الدولة العميقة، ورقي فلان، وعين فلان، وهو ماأفقد العديد من شاغلي الوظائف العليا من سمات القائد الأداري او صاحب الكاريزما.!!
أما القيادي الكفاءة صاحب الكاريزما والهيبة، عندما يتم تكليفه بمهام القيادة والمسئولية، تجده صاحب قدرات وملكات خاصة متميزة في الأداء، والفعل، وإتخاذ القرار، والكفاءة، والقدرة على وضع الخطوط الفاصلة بين الثقة بالنفس والغرور، وبين الرحمة والحزم والغلظة، وبين الحكمة والتهور والمغامرة، وبين الجاذبية والنفور، وبين المرح والدعابة والتهريج بشكل معقول ومقبول.!!
فليس من سمات صاحب الكاريزما الغرور، والكبر، والغطرسة، والغلظة، وفظاظة التعامل، بل تجد صاحب الكاريزما لديه حس عالى فى أكتشاف وأختيار القيادات، لأنه يؤمن بأن الرجل المناسب لابد أن يكون فى المكان المناسب، ولا ينظر لفلول الواسطجية، والحلانجية، والأفاقين.!
ومن أهم مبادئ علم الإدارة الحديثة، أنك لاتستطيع أن تفعل كل شئ بمفردك، وبالتالي فمن الواجب أكتشاف أصحاب القدرات الخاصة، وتوزيع المهام عليهم وتفويضهم فيها مع مراقبتهم بدقة.
لذلك حرص المشرع الدستوري على النص على ذلك صراحة من قمة التسلسل التنظيمي الهرمي، فقد نصت المادة ١٤٨ من الدستور، على أنه لرئيس الجمهورية أن يفوض بعض أختصاصاته لرئيس مجلس الوزراء، أو لنوابه، أو للوزراء، أو للمحافظين، ولايجوز لأحد منهم أن يفوض غيره، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون. ( ومن النص يبرز مبدأ بالغ الأهمية وهو أن المفوض لايفوض)!
ونصت المادة ١٧١ من الدستور، على أن يصدر رئيس مجلس الوزراء القرارات اللازمة لإنشاء المرافق والمصالح العامة وتنظيمها، بعد موافقة مجلس الوزراء.
َبناء على النصيين الدستوريين، أصدر رئيس مجلس الوزراء القرار رقم ٤٢٢ لسنة ٢٠٢٠. قانون أصحاب الكاريزما لشغل وظيفة مساعد أو معاون وزير، وذلك عن طريق التعاقد، أو الندب الكلى، أو الأعارة لمدة سنة قابلة للتجديد كما جاء بنص المادة الثانية من القرار.
فقد أجاز القرار لكل وزير أن يحدد حجم وأختصاصات وزارته، ليكون شغل وظيفة مساعد أو معاون بموجب قرار من الوزير المختص بناء على تفويض رئيس مجلس الوزراء للوزير المختص بتعيين شاغلي هذه الوظائف كما جاء بنص المادة الثانية من القرار.
يقوم الوزير بتحديد مسمى مهام كل وظيفة مساعد أو معاون، وحددت المادة الأولى من القرار الحد الأقصى للمعينين على هذه الوظائف عشرة فقط، ولم يضع القرار قيود على الوزير فيجوز له تعيين ١٠ مساعدين، أو ١٠ معاونين كما هو واضح بالمادة الثالثة من القرار فالأمر متروك لتقدير الوزير المختص.
وأجاز القرار للوزير فى حالة رغبته زيادة الأعداد المعينة فوق عشرة اي تجاوز الحد الأقصى، اشترط القرار ٤٢٢ لسنة ٢٠٢٠، ضرورة موافقة رئيس مجلس الأدارة.
وأشنرطت المادة الثالثة من القرار الشروط الواجب توافرها فى صاحب الكاريزما لشغل وظيفة مساعد أو معاون وزير، وبأستقراء الشروط من الأول إلى التاسع نجد أنها الشروط التقليدية لشغل جميع الوظائف على وجه العموم.
أما الشرط العاشر، يجب أن يكون الشخص لديه المهارات الأساسية فى الإدارة، والفكر الأبتكاري، والأدارة الأستراتيجية!
أما الشرط الحادي عشر، يشترط فيمن يشغل الوظيفة أن يكون لديه القدرة فى مجال المهام المنوطة به، والوزير المختص هنا هو الأقدر على تقدير ما ورد بالشرطين ومدى تمتع الشخص بالملكات والقدرات الخاصة أو الكاريزما.!!
وكما هو معلوم ومشهود للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أنه من أصحاب الكاريزما لأن أختياره جاء من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذلك وزير البترول والثروة المعدنية سباق دائماً لتطوير وتحديث قطاع البترول بأعتباره عمود الساري الذى تقوم عليه الدولة بأكملها.
لذلك أصدر المهندس وزير البترول بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء قرار بتعيين صاحب الكاريزما وأول مساعد لوزير البترول فى ٢١ يوليو ٢٠٢٠، بتعيين الأستاذ أبراهيم خطاب مساعدا للوزير للتطوير الهيكلي والموارد البشرية، والمشرف على الإدارة المركزية للأتصالات والشئون الإدارية بوزارة البترول، واي أعمال أخرى يتم تكليفه بها من وزير البترول.
ثم أصدر قرار بتعيين صاحب الكاريزما الثانى المساعد الثانى فى ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠، بتعيين الدكتور هشام لطفى بليح، مساعدا للوزير للشئون القانونية والمشرف الفنى على الإدارة المركزية للشئون القانونية وكافة الأدارات القانونية، ورئيس لجنة مديرى وأعضاء الأدارات القانونية.
فلم يتواني الوزير فى الأستفادة من أصحاب الكاريزما، بل ان صاحب الكاريزما بالنسبة لرؤساء مجالس الأدارات من الأمور النادرة إلا فى حالة صاحب الكاريزما مثل المهندس محمد عبد الحافظ، رئيس مجلس إدارة شركة سوميد، والذي أثبت أنه أحد رواد تنفيذ مشروعات البنية الأساسية البترولية العملاقة، رجل المهام الصعبة مشروعات ضخمة لتحويل مصر إلى مركز أقليمي لتداول الطاقة، خطوط، وصهاريج، ومواني عملاقة فى سيناء، والسويس والأسكندرية، فأصبح له بصمة واضحة مميزة فى المشروعات البترولية العملاقة. ليحظي بثقة وزير البترول والمساهمين فى الشركة فتم التجديد له فى ١٩ يونيو ٢٠١٩.
ويحرص الوزير على الأستفادة القصوى من الموارد البشرية الفذة مثل ابراهيم خطاب، هشام لطفى، محمد عبد الحافظ.
ومن المحتمل أستمرار الوزير على هذا النهج بأعتبارها جزء هام من برنامج الهيكلة، فقد نجد مساعد أنتاج، تكرير، مشروعات، توزيع، أمن لبناء قاعدة قوية من أصحاب القدرات والملكات الإدارية.
أما أصحاب الكاريزما الإدارية والفنية العمالقة يتم الأستفادة منهم عن طريق التعاقد مثل العملاق الدكتور سيد أحمد الخراشي، صاحب تاريخ إداري وفني ووطني، إداري يصعب وصفه، فنى بدرجة بروفيسور البترول.
ليتم التعاقد معه كمستشار فني لشركة أيبروم، وكما كان أستاذ ورئيس قسم تأهيل القيادات العليا بشركة الإسكندرية للبترول، فقد تم تعيين أكثر من ١٥ رئيس مجلس إدارة تتلمذوا على يديه، وعندما عمل مستشارا قام بتأهيل قيادات كبري تشغل وظائف رؤساء مجالس إدارة.
ولأن تاريخ الدكتور سيد الخراشي يصعب كتابته فى مقال بل يحتاج إلى كتاب كبير يحمل أسم موسوعة الدكتور سيد الخراشي البترولية علما وفنا وأدارة.
حيث تعجز كلماتي عن وصف أخلاقه وسماته، والكل يتفق على ان الدكتور سيد الخراشي له جاذبية خاصة لاتحبه بل تعشقه، حتى لقب فى عهد المرحوم الدكتور المهندس حمدي البمبي، الدكتور الخراشي وزير البترول بالأسكندرية!!!أطال الله في عمره كاريزما.
وأختم بواحد من أصحاب الكاريزما والذي اذا جال بالخاطر يكون الجنرال المهندس نبيل عفيفى، إداري وفني خارق على شاكلة الدكتور سيد الخراشي.
الجنرال عفيفى مايسترو فى علم الإدارة البترولية، يدخل ضمن قائمة العظماء رجل بمعنى الكلمة، تجتمع فيه صفات لاحظتها بنفسي منحته حقا وصدقا ويقينا لقب الجنرال.
فإذا تعاملت معه كرجل إداري، أو فنى تدرك أنه لايغضب لأن القدرة لديه من وراء حاجته، لايحلف ابدأ لأنه لايقدر أحد على أستكراهه، لايبخل لأنه لايخاف الفقر، لا يخاف لأن الخوف من عمل الجهال..فكان لديه من الملكات والقدرات التي تستدعي الأستعانة به كواحد من القيادات البترولية من أصحاب الكاريزما.
لوحة شرف أصحاب الكاريزما سطروا أسمائهم بحروف من نور على مدار تاريخ صناعة البترول.
١_ المهندس / طارق الملا
٢_ الأستاذ /ابراهيم خطاب.
٣_الدكتور /هشام لطفى.
٤_ المهندس /محمد عبد الحافظ.
٥_الدكتور /سيد الخراشي.
٦_المهندس / نبيل عفيفى..
أما عديمي الكاريزما وفاقدي مقومات الإدارة يطبق عليهم القانون رقم٧٩ لسنة ١٩٧٥، قانون التأمين الأجتماعي، أو القانون رقم ١٤٨ لسنة ٢٠١٩، قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات وهم كثر (بضم الكاف)!!!