11:09 am 16/10/2020
| رأي
| 3013
قطار العمر يمضي وتسير بنا الحياة كما الراكب حين يجلس في القطار على كرسي يخالف اتجاه السير، لا يرى الطريق إلا حين تكون قد مضت تفاصيله، فلا يدرك منها شيئا سوى الندم على فقدانها، ثم إنه في كل مرة يلاوم نفسه على ضياع فرصة، تكون أخرى في طريقها للضياعت وهكذا تضيع الرحلة في الندم على ما مر دون لحاق وما سيأتي دون استعداد.
الراكب لا يدري أن كل ما يحتاج إليه هو أن يغير زاوية الجلوس، فهل سيدرك الراكب ذلك قريبا ام سيدركه بعد أن تتناثر بقاياه مشاهدة علي جنبات الطريق وتصبح روحه غير قادرة على البدء من جديد، وتتكالب عليه ذكريات الندم والفقدان.
لا تجعل الحياة تستدرجك كالقطار ، قرر ان تتغير وقرر أن تبدأ من جديد، فأكبر خدعة تم خداعنا بها وهي تلك الصور الوردية والحكايات النرجسية التي تُظهر أن الناجحين وضعوا هدف حياتهم الكبير منذ كانوا أطفالا، حتى حققوه ذات يوم، فالحياة لاتسير علي تلك الوتيرة ، الحياة فرص وتحديات وتجارب، انكسارات يتبعها نجاحات ويتشكل الشغف مع الوقت، وتتحدد القدرات وتتنامي مع الأيام، وتتغير الاتجاهات والايديولوجيات مع الحوادث ويجدد الإنسان ذاته وطموحه مع كل تجربة يخوضها هكذا تسير الحياة ، تحديات تصنع شخصيتنا وتثري تجربتنا ويوما بعد يوم تتشكل شخصيتنا .
أنت اليوم غير الأمس والناجحون من حولك لم يحققوا ما وصلوا إليه إلا قبل المحطة الأخيرة ولم تكن إنجازاتهم إلا تتويجاً لرحلة من التفاعلات والانتكاسات والبدايات الجديدة، فلا تقسوا على نفسك في استحضار المستقبل وغياب الهدف، و لاتقارن نفسك بمن قطع شوطا أكبر منك، لسنا في سباق، إنها حياتك الخاصة وقصتك وحدك، اجتهد في التخطيط والسعي لكن سر مع الحياة يوما بيوم وستصل إلى طموحك وشغفك يوما ما.