03:45 pm 16/11/2019
| رأي
| 2175
جميع الأطروحات الفكريّة تؤكّد أن القيادة تصنع بالتدريج.. ويتمّ تواصل تعلمها واكتساب خبراتها خطوة خطوة..
وبصفّة عامة؛ فإنّ السّمات الخاصة بالمرأة القياديّة؛ لا تكفي وَحْدها في تفعيل أدوارها؛ بقدر ما يجب أن يحفز المناخ والبيئة المحيطة بها على ذلك..
وفى زمنٍ تتغيّر فيه المعايير.. وتتبدّل أحوال البشر.. وتفتقد لملامح براء النور ونقاء السرائر؛ تأتى إمرأة من زمنٍ جميل، لتتقلّد أعلى المناصب مديراً عاماً للشئون الإدارية بشركة بتروسنان..
وعندما يكون الاحترام والرُقىّ والوقار ثالوث شخصية الإنسان.. يغدو تاجاً على رؤوس كلّ من يتماسّ وحضوره.. ويز\ان به المنصب أكثر ممّا يهبه ويمنحه من ارتقاء..
إمرأة يلعب السياق الاجتماعي دورا كبيرا في تدعيم شروط تمكينها، وإتاحة الشروط اللازمة لإبداعاتها، سواء من خلال أدوارها القيادية أو أدوارها العادية كأم وأخت وزوجة.. إلخ
وتجىء الأسرة في المقام الأول، إمرأة ناجحة في المنزل؛ حتما تنجح وتتفوق في الحياة المهنية..
ثم تأتى القيم الأخلاقية المرتبطة بالدين والبيئة والأنوثة والتواضع والمحافظة على السمعة فى مرتبة هامة أيضا في حياتها..
إنّها الأخت الفاضلة المحترمة (نيرمين حسن)، التى تولت قيادة الإدارة العامة للشئون الإدارية بشركة بتروسنان.. شقيقة وزميلة وبنت وأمّ وصديقة كل فردّ يعرفها.. لتواصل مدرسة بتروبل العطاء القيادى الإدارى.. كما هى تسيرُ على منصّة الريدة انتاجاً متميزاً..
واليوم تجسّد تفوّق وتميّز العنصر النسائى.. وتضربُ أروع النماذج فى اعتلاء المناصب العليا بشركات قطاع البترول.. وتهدى شركة شقيقة فى قطاع البترول زوجة وأمّ ناجحة لولد وبنت.. تحافظ على التوازن بين الحياة والعمل.. تشعرُ بصادق اهتمامها.. ودفء وِدّها.. وإخْلاص ألفتها.. ويشملك عذب خرير إصْغاء صادق قلب الأخت.. قادرة على أنْ تلمّ العاملين معها بنَسْمِ الأسرة وبساطة وتواضع الروح المصريّة..
قيادة نسائية كثيراً ماتصمت.. وإذا بها تدعوك إلى الانفتاح مع الالتزام.. وتصارع من أجل أن تثبت كفاءتك.. لا أحد بدولاب عملها غَيْر مهمّ.. ولا ورقة على الأرفّف مهملة.. أو ينبغى تأجيلها..
تمارسُ عملها برقّة حازمة.. تؤدّى صلواتها.. تثابر وتصبر على صدق التعامل بذكاء واستقامة فى الحقّ.. بتفهم ومعاونة رؤسائها؛ توفّر مناخاً جميلاً لكل من حولها ليبدع..
راقيةٌ هى فى منطق العتاب.. هامسة فى التصحيح.. ساترة فى أدنى عيب.. تهرول فى مضمار التفوّق والإجادة سيرة ومسيرة.. دستورها الأخلاقى تلتزمُ به.. وتجبر كُلّ مَنْ يدنو ودوائر حضورها العملى والإنسانى على الاحترام المُقدّس.. حتى وهى تأخذ قراراتها؛ تضع الأولويات الإنسانيّة على قدر الأهمية من التوازى فى وقت واحد.. وكُلّ موضوع تمنحه قيْد رعايتها وعنايتها حتى ينجز.. نموذج حىّ للإدارة بالحُبّ..
(نيرمين حسن) نموذج للقيادات النسائية المصريّة.. فلا إسراف في ملبس.. ولا مُبَالغة فى أدوات تجميل.. إمرأة شرقيّة.. عاليْة الذوق.. سامية الطباع.. على قمّة الهرم التربوى فى انتقاء ورُقىّ ورقّة الأسلوب خلال التعامل حرفاً وفعلاً.. نافذةُ الأمر بالهمس.. ناجذةٌ بتواضع الكبير وبساطة من يعرف قدر نفسه.. ويتهادى وأهل بيته بضىّ ربّه..
إمرأة مصريّة.. تحترمُ نفسها وكُلّ من حولها.. منذ إلقاء التحيّة حتى لحظة الإنصراف.. تحترمُ الوقت.. المواعيد.. الطقوس والمناسبات.. إلخ
وكأنها تطبق مقولة جورج برناردشو:
ـ قمّة الاحترام لنفسك، أن تبتعد عن الصغائر..!
إمرأة تتحلّى بدماثة الخلق، الهدوء، الحكمة، الصبر والاناة، الحلم، التواضع، الترفع عن التفاهات..
وتلك من أخلاق الانبياء (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. تلك من أخلاق رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه) وأخلاق المسيح (عليه السلام)؛ الذي كان يدعوا للمسيئين إليه بالهداية..
وبإنسانيتها العالية؛ تغدو قدوة لنفسها وللاخرين..
من السهل أن تكتسب المعارف.. وتنمّى المهارات.. وتتميز وتتفرّد بوافر الدورات.. وتتفوّق بفهم وحفظ اللوائح والقوانين بمختلف التخصّصات.. و
ومن الجميل أن تثمر القيم الأخلاقية والأصول التريويّة.. وترتقى بالسلوك والوجدان براء ونقاء وطهارة دروب ومسالك.. و
ولكن ما أروع وأنت تحيا عابر سبيل؛ أن تلتقى وإمرأة مصريّة عاملة هى النموذج الأمثل للرُقىّ والاحترام..
إمرأةٌ مِنْ زمنٍ جميل..!
......