الكاتب : عباس الطرابيلي |
01:00 pm 11/11/2019
| رأي
| 2167
للتاريخ: ابحثوا عن أصابع أمريكا فيما يتعلق بمشروع سد النهضة فى إثيوبيا، وذلك بمناسبة استضافة الرئيس الأمريكى ترامب الوفود المصرية والإثيوبية والسودانية فى واشنطن.. وهو للأسف ليس سداً واحداً.. بل إن أمريكا اقترحت على إثيوبيا عام ١٩٦٤ إنشاء ٣٣ سداً وليس سد النهضة وحده، على حوض النيل الأزرق.. ما هى التفاصيل.. إذ بمجرد أن وقعت مصر مع السودان اتفاقية تقسيم مياه النيل بينهما عام ١٩٥٩، وكرد فعل إثيوبى- أمريكى مشترك ردا على هذه الاتفاقية، وبناء على طلب إثيوبى تم تكليف مكتب استصلاح الأراضى الأمريكى لإعداد دراسة مثلى لاستغلال مياه حوض النيل الأزرق.. واندفعت أمريكا- وكانت وقتها فى موقف عدائى من مصر- فى إعداد هذه الدراسة التى استمرت حتى عام 1964 لوضع تصور شامل لتنمية هذا الحوض.. أى أن العداء كان إثيوبيا- أمريكيا مشتركاً.. وتضمنت الدراسة الأمريكية 33 سداً أو مشروعاً نشرها بالكامل الدكتور رشدى سعيد فى كتابه الخطير «نهر النيل»، الذى صدر عام 1992، ولكن بما أننا - كالعادة- شعب لا يقرأ وإذا قرأ فإنه لا يهتم كما يجب، وقائمة هذه المشروعات منشورة بالكامل صفحة 304 ومنذ 27 عاماً.. ولهذا لا تتعجبوا من الدور الأمريكى، الذى عاد للوجود هذه الأيام.
وربما تحركنا بسبب زيادة طاقة تخزين سد النهضة، إذ كانت فى رأى الجانب الأمريكى أيامها محصورة فى 11 مليار متر مكعب و74 متراً لا غير، وهو فقط لتوليد الكهرباء بسبب عدم وجود أراض تصلح للزراعة، إلا فى منطقة الحدود مع السودان، وكان الهدف توليد 7290 كيلو وات/ ساعة فقط.. وبالمناسبة كان اسمه فى البداية «مشروع الحدود الإثيوبية- السودانية» ثم تحول إلى اسم «سد الألفية» قبل أن يستقر عند اسم سد النهضة.. ولكن الخطورة ظهرت عندما قررت إثيوبيا رفع طاقة هذا المشروع- وفى فبراير 2011- إلى 74 مليار متر مكعب.. هنا ظهر العداء واضحاً، فى التوقيت لأن مصر كانت تغلى بالثورة.. وفى التخزين لأن مصر ما كانت تستطيع أن تفعل شيئاً.. وقتها.
وهذه المشروعات كلها يقترح تنفيذها على حوض النيل الأزرق أو ما ينبع من بحيرة تانا، وربما كان سد كارادوبى هو أكبر هذه المشروعات، وقد رأيت عملية إنشائه فى إحدى زياراتى لإثيوبيا.
** وأيضاً يتساءل البعض عن سر وجود ممثل للبنك الدولى- فى اجتماع واشنطن- والجواب لأنه وافق على إنشاء سد فنشا عام 1969 وأقيم عام 1972 ويحجز 400 مليون متر مكعب.. وهو جنوب بحيرة تانا، ثم دور إيطاليا التى أنشأت سد بليس.. بل أيضاً الجماعة الاقتصادية الأوروبية، التى ساهمت فى زيادة قدرته.. وأيضاً ساهمت فى تنمية نهر بارو إلى نهر السوباط عند جمبيلا وزرته أيضا، ولكنه أيضا للزراعة.
فهل تتخيلوا 33 سداً فى حوض النيل الأزرق.. بينما فى إثيوبيا العشرات من الأنهار الأخرى.. وهنا الخطر.