الكاتب : ياسمين عبدالعزيز |
09:03 pm 27/10/2019
| رأي
| 2503
ترددت كثيرًا قبل أن أكتب إليكم هذه المرة.. فقد انتابتني مشاعر متباينة بعد مقالتي الأسبوع الماضي التي كانت عنوانها «أخلاق تركي.. ومبادئ الأهلي، بسبب ردود الفعل الواسعة التي تلقيتها بعد نشرها، وتداولها عدد كبير من المتابعين.
وتلقيت اتصالات عديدة من رموز كبار لهم ثقلهم في المجال الرياضي، من داخل النادي الأهلي ومن خارجه، ومن أسماء لامعة في مجال الإعلام الرياضي والثقافة والفن، تؤيد وتثمن مبادرة «لم الشمل»، وتؤكد ضرورة المصالحة بين كافة الأطراف المختلفة، خصوصًا بين المستشار تركي أل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والقلعة الحمراء بمسؤوليها وجماهيرها.
وسر تباين مشاعري قبل أن اتخذ القرار بمشاركتكم فيما يحدث داخل الوسط الرياضي، ورغبتنا في «المصري اليوم» في تصالح الجميع حفاظًا على الرياضة المصرية، هو أنني توقفت كثيرًا بين الإعلان عن ما دار بيني وبين الشخصيات البارزة في تأييدهم لمبادرة «لم الشمل»، من أجل عودة الوئام بين المستشار تركي آل الشيخ، الوزير السعودي المحترم، ومحمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي وأحد رموز الكرة المصرية والعربية، أم أنني أنتظر حتى يكون هناك رد فعل معلن من جانب المسؤولين في الأهلي تجاه ما فعله تركي آل الشيخ من مواقف إيجابية، سواء من خلال التغريدات التي كتبها وذكرناها في أكثر من مرة، والتي أكد فيها تنازله عن كافة القضايا المرفوعة ضد النادي الأهلي ومن أساءوا إليه، ورفضه الإساءة للخطيب، وتمنياته له بالشفاء العاجل، عندما تعرض «بيبو» لوعكة صحية مؤخرًا، فضلًا عن استعداده إلى تحمل تكاليف علاج محمد محمود، لاعب الأهلي في أي مكان بالعالم.
وهذه المواقف التي فعلها الوزير السعودي طواعية، والتي تؤكد عشقه الكبير لمصر والمصريين وللنادي الأهلي ولجماهيره، وجدت نفسي معها أنني أمام شئ واحد فقط، هو ضرورة أن يكون الجميع على علم بما يدور في الكواليس، خصوصًا بعد التغريدة الأخيرة التي نشرها المستشار تركي آل الشيخ، وقال فيها «لا أحد يزايد عليّ، ولا أحد يقحمني في صراعاته أو يصفي حساباته باسمي.. اختلفت معهم واتشتمت أمي من قلة، وهذا الذي حز في نفسي وجرحني كثيرًا.. لكن سامحت لأننا بشر نخطئ ونصيب.. وعندما تعرض الخطيب لنفس ما تعرضت له وقفت ضد الموضوع جملة وتفصيلًا.. وعندما مرض دعوت له بالشفاء.. فهذه أخلاق العرب وهكذا تربينا.. وأنا أعلن من الآن أنني داعم للكيان، ولن أسمح باستخدام اسمي في الإساءة له، أو التقليل منه، وبابي مفتوح لأي دعم يحتاجه الكيان.. أتمنى أن تفهم الرسالة جيدًا.. السعودية ومصر واحد في الحلوة والمرة».
هذا بالإضافة إلى تدوينة أخرى خاطب فيها الجماهير، وقال فيها «كيف أعادي جمهور الأهلي أو النادي الأهلي المصري.. فأنا واحد منهم، ولكن ما حز في نفسي هو سباب البعض لوالدتي، والآن وقد اتضح للجميع كل شيء، لذلك أعلن وبنية خالصة مسامحة الجميع، والعودة من جديد لفتح صفحة جديدة في حب الكيان».
ومن هذا المنطلق، فأردت أن أؤكد للمستشار تركي آل الشيخ أن المعنى الحقيقي للرسالة التي أراد أن يرسلها للجميع وصلت، بعد أن تلقيت العديد من الاتصالات من رموز كبار داخل الأهلي، تؤكد احترامهم لمبادرة «لم الشمل»، والمصالحة بين الجميع، بل قال لي أحد أهم رموز القلعة الحمراء أن مصر تمد يدها لمن يمد لها يده، وأن الأهلي جزء لا يتجزأ من الوطن، بل إن محمود الخطيب أحد أهم رموز الأهلي ورئيسه الحالي، ويتسم بالصفات النبيلة التي تترسخ داخل كل مواطن مصري، وحريص على مصلحة هذا الوطن.
هذا ما قاله لي أحد أهم رموز القلعة الحمراء، أما أنا فلا أعتقد أن الخطيب الذي مثّل مصر دوليًا، وحمل شارة المنتخب الوطني أو مع الأهلي في البطولات الأفريقية والعربية، وكان سببًا رئيسيًا في إعلاء راية الكرة المصرية عربيًا وأفريقيًا، لن يتحلى بأخلاق السمو والمروءة التي جعلته يتربع معشوقًا في قلوب كل مواطن عربي ومصري.
ويبدو أن الأمور ستكون أكثر تفاؤلا في الفترة المقبلة مع مبادرة «لم الشمل»، في ظل التجاوب الكبير الذي لمسته مؤخرًا من نجوم المجتمع المصري تجاه هذه المصالحة، بل وبعد التدوينات التي نشرها المستشار تركي آل الشيخ، ويؤكد على سمو أخلاقه وتسامحه الكبير، فإنني أتوقع أنه لن يتوقف في المرات القادمة عند كتابة التغريدات فقط، بل سيكون له موقفًا أكثر إيجابية ستدل على أن هذا الرجل يتسم بأخلاق العرب وشيم الرجال المحترمين، فمن يسامح ويتنازل عن كافة القضايا التي رفعها على الأهلي ومن أساءوا إليه طواعية، قد تدفعه أخلاقه الرفيعة لزيارة محمود الخطيب في منزله للاطمئنان على حالته الصحية إذا زار مصر قريبًا.
المصري اليوم