الكاتب : محمد أمين |
11:24 am 27/10/2019
| رأي
| 2712
مؤكد أن الملايين شاهدوا الرئيس السيسى فى سوتشى، وهو يدير القمة الإفريقية الروسية، بجوار بوتين.. فلم يتخلف رئيس إفريقى واحد.. ولولا مصر لما استطاعت روسيا تجهيز هذه القمة بالشكل الذى ظهرت به.. كان هذا كلام بوتين.. وهو بالمناسبة ليس كلامًا بروتوكوليًا، ولكنه حقيقة.. والحقيقة أن مصر هى التى كانت وراء «إقامة» هذه القمة والتخطيط لها!.
هذه القمة جزء من استراتيجية التوازن، التى تسعى إليها مصر، وتؤكدها طوال الوقت.. فالقيادة السياسية قيادة منضبطة، وتعبر عن نفسها فى كل محفل دولى بشكل أصبح لافتًا.. وقد شهد به ترامب وبوتين وميركل وماكرون وغير هؤلاء.. ورغم أنه «صانع» القمة الروسية الإفريقية، لم يقل ذلك، ولم تذكر مصر كلمة فى هذا السياق أبدًا، تلميحًا ولا تصريحًا!.
وللأسف الناس لا تحب الحق، ولكنها تحب «ابن عمه».. ويسعدها أن تنتقد طوال الوقت.. مع أن هذه الطريقة تُفقدك موضوعيتك ومصداقيتك.. والأصل أن تذكر المحاسن، كما تذكر العيوب، أو توجه الانتقادات.. فقد أصبحنا دولة بعد حالة ضياع، وحققنا إنجازات كثيرة، اقتصاديًا وسياسيًا، وعندنا استقلال.. فلا نحن فى حضن الغرب، ولا نحن فى حضن الشرق!.
إفريقيًا.. دخلنا القارة السمراء بكل حب، ودون تعالٍ على الأشقاء.. وفى عام واحد من رئاسة الاتحاد الإفريقى، حدثت زيارات لدول كثيرة، ثم تَكَلّل ذلك بالقمة الروسية.. وهى من بنات أفكار مصر، ومن ترتيبها، بهدف إحداث التنمية والاستثمار.. وفعلت مصر ذلك لإحداث التوازن مع تواجد الصين والاتحاد الأوروبى والأمريكان.. ولا شىء يمكن أن يستخبى!.
وبلا شك فإن مكانة مصر ودورها لا ينكرهما أحد.. ومن الغريب أن نختزل القمة فى لقاء السيسى برئيس وزراء إثيوبيا، ثم نتحدث عن الأخير وهو يضع ساقًا على ساق.. ما هذا الكلام الفارغ؟.. وبالمناسبة لم تسجل الكاميرات حتى الآن أن الرئيس السيسى جلس فى الداخل أو الخارج، وهو يضع ساقًا على ساق.. ولا أظنه سيفعل ذلك إطلاقًا لأنها تربية وثقافة أولًا!.
وأتصور أن الرئيس بوتين أراد أن يشيد بدور مصر فى القمة، فوجّه كلامًا يُعتبر «شهادة للرئيس».. فقد قال: «لم يكن لهذه القمة أن تنجح وتخرج بهذا الشكل، لولا ما قدمته مصر لنا من دعم، خلال المراحل التحضيرية، وكما ترون الرئيس السيسى بجانبى».. ثم قال: «الرئيس السيسى ساعدنى، وعلىَّ أن أتقاسم معه راتبى».. وهو مزاح طبعًا، ولكن له معنى ودلالة!.
على أى حال، هذه قمة حضرت فيها إفريقيا بربطة المعلم.. ومعناه أن مصر تواصلت معهم جميعًا.. أليس هذا هو التواجد الإفريقى؟.. وهل كان هناك رقى أكثر من تعامل السيسى مع آبى أحمد؟.. وباختصار، فإن مكانة مصر محفوظة، لا يستمدها «السيسى» من رئاسته للاتحاد الإفريقى!