للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

السيسي يقطع الطريق على الأحلام الأردوغانية نحو الأتحاد الأوروبي (٥)

السيسي يقطع الطريق على الأحلام الأردوغانية نحو الأتحاد الأوروبي (٥)

الكاتب : د أحمد هندي |

08:53 am 14/10/2019

| رأي

| 2309


أقرأ أيضا: Test
تقع تركيا في آسيا الصغرى، يحدها من الشمال البحرالأسود وجورجيا، ومن الشرق أرمينيا وايران، ومن الجنوبالعراق وسوريا والبحر المتوسط مع الحدود البحرية لقبرص،ويحدها من الغرب بحر إيجة واليونان وبلغاريا..
نشأت الدولة العثمانية في عام ١٢٩٩، ويعتبر السلطانسليم الأول اول خليفة عثماني يتوسع جنوبا ليهزم المماليكعام ١٥١٦، ليضم مصر، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة،والقدس، فأصبح خليفة للمسلمين.
ثم تولي السلطان سليمان القانوني عام ١٥٢٠، ففتح المجروترانسلفانيا، ورودوس، وبغداد، وتبريز، وقبرص!!
وعقب هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى١٩١٨، أضطرت الدولة العثمانية إلى إخلاء جميع الأراضيالغير تركية، عقب أتهامها بأرتكاب جريمة إبادة جماعيةومجازر بحق الآشوريين والأرمن، وهو مادفع مصطفى كمالأتاتورك بخلع آخر السلاطين محمد السادس وألغاء دولةالخلافة الأسلامية عام ١٩٢٤.
لينهي فكرة الخلافة الإسلامية بعد زهاء ثلاثة عشر قرناً،مرت خلالها الدولة العثمانية مثل معظم الأمبراطوريات منالقوة الي الضعف، حيث تمكنت خلال مرحلة قوتها من بسطسيادتها على بلدان شرق أوروبا، ورومانيا، وصربيا،والجبل الأسود، والبوسنة، وبلغاريا، واليونان، وقبرص،وأوكرانيا، ومقدونيا، وجورجيا، والمجر!!!
فقد تمكن مصطفى كمال اتاتورك من أحلال النظام العلمانيوأرساء العديد من العادات الأوروبية، وهو ما يقوض الحدالفاصل بين الدين والدولة في تركيا، وهو المبدأ العلمانيالذي أرساه أتاتورك وكفله الدستور التركي، بأن تركيا دولةديمقراطية علمانية، والتي تقضي بألا يتم ارساء الكيانالسياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او القانوني علىأسس دينية!!!
وتمركزت الازمة الأساسية لتركيا في الطاقة، حيث تستورد٩٠٪ من أحتياجاتها النفطية، فضلا عن أمتناع الشركاتالعالمية من ضخ استثمارات في قطاع الطاقة طبقا لمعاهدةلوزان ١٩٢٤، وهو مايجعل الاقتصاد التركي يعاني من أزماتمالية، وتضخم، وتراكم الديون الداخلية والخارجية..
ظهور ( المسخ الأمريكي) رجب طيب أردوغان على مسرحالأحداث السياسية الدولية، وحلم انضمام تركيا للإتحادالأوروبي، وتحويل تركيا لمركز إقليمي لتداول البترول والغازالطبيعي والمسال لدول الاتحاد الأوروبي، بعد أن نجح فيتحويل تركيا من دولة مستوردة الي دولة صناعية مصدرة،حيث تبلغ قيمة الصادرات التركية ٨٥ مليار دولار، وغزومنتجاتها العديد من أسواق الشرق الأوسط والخليج العربيومن ضمن هذه الدول مصر!!!!
وبشكل عام وفي ضوء التحولات الداخلية في تركيا، يمكنالقول أن رجب طيب أردوغان ( المسخ الأمريكي)، والذي جعلمن تركيا في التعامل مع أية مواقف أقليمية طارئة، تكوننابعة من الرؤية الأمريكية مع الوضع في الحسبان العلاقاتالتركية مع قطر وإيران.
وثار الجدل حول استمرار الأسس العلمانية للدولة التركية،وصمودها في وجه تيار الأسلمة الجارف الذي يقوده رجبطيب أردوغان، الذي ينتمي إلى عائلة مجهولة الهوية، ودرسفي مدارس إسلامية ولم يحصل على شهادة جامعية وقامبتزوير شهادة جامعية، ولايجيد اي لغة اجنبية، وغير محايدوحاد اللهجة مثل كفار الجاهلية!!
منح رجب طيب أردوغان نفسه سلطات واسعه سواء كرئيسللوزراء او كرئيس للجمهورية التركية، وذلك بأعتباره قيمةرمزية بوصفه خليفة مصطفى كمال اتاتورك مؤسسالجمهورية العلمانية، وخليفة للمسلمين، وأستغل الموقعالجغرافي لتركيا كمنفذ لدول الخليج العربي على اسياالوسطى وأوروبا، بأعتباره همزة الوصل بين المناطقالمنتجة والمستهلكة للبترول والغاز الطبيعي.
وأستغل حاجة الدول الأوروبية وتأييد الولايات المتحدةالأمريكية، للأنضمام للأتحاد الأوروبي في عام ٢٠٠٥..
ولكن التيار اليميني المحافظ في الاتحاد الأوروبي رفضانضمام تركيا للأتحاد الأوروبي، وتم النص في دستورالاتحاد الأوروبي الأصول المسيحية للأتحاد، بالإضافة إلىأن تركيا جغرافيا ليست دولة أوروبية، وقبولها عضوبالاتحاد يعني أن الأتحاد لن يكون له هوية سياسية وإنمامجرد منطقة تجارة حرة لا أكثر ولا أقل..
بل أن أنضمامها يعني نهاية الاتحاد نفسه، نتيجة وجودحدود مع العراق وايران وسوريا، وهي دول غير مستقرةسياسيا او على خلاف مع الأتحاد الأوروبي، وبالتاليأنضمام تركيا للأتحاد الأوروبي مستحيل!!!
ليقوم أردوغان بدعم الجماعات الإرهابية، جبهة النصرة،وتنظيم الدولة الإسلامية المسمى ( داعش) في العراق والشاموليبيا، وجماعة الإخوان الإرهابية في مصر.
توريد الأسلحة لداعش لمحاربة الأكراد، حيث أن المناطقالخاضعة لسيطرة داعش غنية بالبترول والغاز الطبيعي،وعقد صفقات السلاح مقابل البترول، وصفقات شراء لخامالبترول بنصف أسعاره العالمية، فلا يتجاوز سعر البرميل ٣٠دولار، والذي يتم تهريبه عبر الحدود العراقية والسوريةالحدود الشمالية للدولتين!!!
يرى اوردغان ان اهم المداخل لحل أزماته ضرورة البحث عناستثمارات جديدة ومصادر طاقة رخيصة باي ثمن، ويحاولالضغط على دول الخليج العربي بتسويق المياه من خلالمشروع أنابيب بعد بناء ٢٢ سدا على منابع دجلا والفرات،ليكرر سيناريو الأمم المتحدة النفط العراقي مقابل الغذاء،والآن النفط العراقي مقابل المياه .
تستورد تركيا اكثر من ٩٠٪ من أحتياجاتها من البترول ٥٠٪من العراق، ٢٤٪ من إيران، ١٩ ٪ من روسيا، ٧٪ من الكويت،ويبلغ معدل الإنتاج اليومي من البترول التركي ١٠٠الفبرميل لا وجود لها على خريطة الطاقة!
ويرجع السبب في ذلك أن تركيا دولة ليست غنية بالبترول،بل أن الأقتصاد التركي لايتحمل تكاليف البحث والتنقيبوالحفر والإنتاج الباهظة، ونظرة الدول الأوروبية لتركيابأنها دولة غير واضحة في سياساتها تجاه قضايا تدعيمالإرهاب في دول أوروبا، وكثفت تركيا مساعيها من أجلالتنقيب عن البترول والغاز في اراضيها وسواحلها لكنباءت المحاولات بالفشل..
فقد منعت معاهدة لوزان ١٩٢٤ الشركات البترولية العالميةمن الاستثمار في تركيا حتى لاتعيش اوهام وتخاريفالإمبراطورية العثمانية، بعد أجبارها على التخلي عنقبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق وبلاد الشامواليونان وجزر بحر أيجة!!
ولأن أردوغان رجل جاهل بمفاهيم الدولة الحديثة والتاريخالإسلامي، فمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها وهووأعوانه من الجماعات الإرهابية، القول بأن مصر خضعتللأستعمار العثماني خلال الفترة من عام ١٥١٧ وحتى١٩١٤.
وهو القول المخالف لحقيقة الواقع والتاريخ ولجوهرالإسلام، فالأسلام لايعرف الأستعمار ولايقره يا أردوغان!!
لم تكن مصر مستعمرة للدولة الإسلامية منذ ظهور الإسلامعام ٦٤٠ ميلادي، فمصر جزء عزيز من أمة واحدة تداولقيادتها بعد الرسول خلفاؤه الأربعة الراشدون، فخلفاء بنيأمية، فخلفاء بني العباس، فخلفاء بني عثمان، فخلفاءالجيش المصري!
قال تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) ( آل عمران١٤٠)..
فقد اصاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ٣ يوليو٢٠١٣، بأرتكاريا السيسي، ليصبح الكابوس للأحلامالاردوغانية بعد تحويل مصر مركزا اقليميا لتداول الطاقة،والأطاحة بالأحلام الإيرانية والقطرية والتركية تجاه الاتحادالأوروبي، ليصبح رجب طيب أردوغان زعيم الإرهاب الدولي،ومصيره لن يختلف عن نهاية صدام حسين او معمر القذافي،لأن مصر لها جيش يحميها..
تحيا مصر، يحيا الرئيس عبد الفتاح السيسي ، تعيش مصرحرة مستقلة.
وللحديث بقية عن الازمة القبرصية عضو الاتحاد الأوروبيالحليف الاستراتيجي لمصر!!!
أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟