للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

أحمد الغرباوى يكتب: وأبداً.. لا تَقُل هو (الحَظّ)!

أحمد الغرباوى يكتب: وأبداً.. لا تَقُل هو (الحَظّ)!

03:40 pm 02/10/2019

| رأي

| 2070


أقرأ أيضا: Test

ومسافات تتلاشى بيْنهما.. وتراهما واحداً.... وتنعدمُ فراغات اللامعنى بمسارات دروبهما.. حتى الهمس يتناغم وأنفاسهما.. هى الشطّ  لرواح ومجىء زَبَد مَوْجه.. وهو عَذْب بَلَلِ فيض نهر حُبّ تفترشُ ضفاف بلا مدى؛ يغمرُ روحها..

سعادة وسرور ترطب ظلهما.. التفاهم لغة عَيْشهما.. والودّ وسادة تجمعهما صباحات ومساءات أيامهما.. والألفة والسكينة تلتحفهما حِنّية فِعْل ورقّة ورُقىّ قَوْل.. و

ولا تقُل أبداً هو (الحَظّ)..!

وأنظر إلى ما قدّماه من تنازلات سويّاً.. وبرضى نفس.. وقناعة حُبّ..

وتأمّل كم العيوب والنواقص التى تغاضيا عنها.. واعترفا بها.. وغدا كلاً منهما للآخر عضداً وسنداً لإصلاحها.. وتفاديها.. وعدم الغرقِ فى تفاصيل مناطقها؛ إن عجز أحدهما عَنْ تجاوزها.. أو خانته قواه غصبّا عن التغيير وهو يحاول ويحاول..إنه فيض حبّ  يؤجر عليه الصابر على البلاء.. وينعم بفيضه رزق سماء فى أنْ اشاركك عيوبك بنفس درجة الحُبّ؛ إن لم تجد أو تفشل فى التخلّص منها..ففى العلاقة الزوجيّة التى تبنى على الحُبّ فى الله لا شىء.. لا شىء إسمه (حظ)!

ودعنا نفكر فى عشرات الأخطاء التى غفراها لبعضهما.. وكان دفء حضن؛ آخر محطات النقاش الغاضب بينهما.. وبهج التماس العُذْر؛ آخر قبلة يضعها على جبينها؛ وهى تلقى رأسها على صدره.. وتغفو بالتحاف حِنّيّة أنفاسه وحصانة ضلعه..وكم من مشكلات تحملاها سويّاً.. إصرار على تكملة الطريق؛ وبطن كفّ يده تسجن ظهر كفّها، والذى يأبى إخلاص إحساس.. ويبثّ لها صادق نداء لأجمل عون له فى الحياة..

نجاح العلاقات الزوجية ماكان يوماً (حظ)..

فكلاهما بالنسبة للآخر كل الناس.. فى تفاصيل أيامهما؛ لا يهمّ حضور أو غياب الناس.. وهى معه دنيا.. بروحه حاضرة دائما أبدا.. وما الدنيا غير صدق وإخلاص إحساس..

فمن يُحِبّ فى الله حقا.. لا يرى لحبيبه شبها.. وفى جمال الكون؛ الله لم يخلق لشئ شبيها.. فأنى لمن يرزق الحُبّ أن يجد لحبيبه مثلاً..؟

من يعرف الحب حقا؛ قدره بروحه يحمل حبه حياةً أو.. أو موتا!

وأنت لا تعلم كم وكم من الوقت، الذي أمضياه ليفهم أحدهما الآخر؛ حتى اشتدّ عود الحُبّ اليافع.. ونضجت لهفة الولع المراهق اشتياق ربّ البيت الغائب وهو حاضر.. وغارت الجذور بالأرض الطيبة.. فماعاد للريح بها أثر اهتزاز.. ولا لصقيع البُعْد رجفة زمهرير.. ولا لخريف الرحيل تساقط دمع.. ولا لشمس أغسطس رغبة فى اختباء؛ وهرولة البحث عن مرافىء ظلّ..إنهما نضارة الربيع بحيويّة الشعور.. ثبات الفكر والتنافس على إبداع الوسائل ،من أجل البقاء سويّاً؛ مادام القلب ينبض..عطاء متبادل.. وقناعة وجود.. وأحلام قد تكون مختلفة ولكنها مشتركة من أجل التحقيق.. ومواقف ورحمة وصبر من الطرفين..والزواج الناجح عقيدته الحُبّ.. حُبٌّ لا يتطلّب أزمنة محدّدة، ولا أمكنة خاصة.. فقط؛ يحرص فيه كل طرف على رعاية الشّغف بإخلاص..ويتنامى ويورد ويثمر.. ولا يصل بالطرفين إلى نقطة، يُخْتَبر فيها صِدْق الحُبّ.. ولو حدث؛ تيقن كلاهما أنّهما يسيران نحو نهاية الطريق!

وقديماً سألوا العلامة الصوفىّ شمس الدين التبريزي:

ـ هل الربا حلال..؟

فأجاب:

ـ لا يجوز الربا إلا في حالة واحدة وهى الحُبّ..فمَن أعطاكَ حبًّا ردّه ضعفين..!

فإذا كانت هذه الصفات غير موجودة في علاقتك بمن فى الله تُحِبّ.. التمس من الله؛ وأنت تحاول.. لتسعد نفسك أولاً وشريكك ثانياً..فلا..لا (حظّ) فى نجاح العلاقة الزوجيّة.. وأيضاً لا..لا(حظّ) فى الحُبّ.. بل الحُبّ رزق ربّ لمَن يستحقّ.. أن تستحقّ الحُبّ أجمل رزق، جاهد كىّ تكون صادقاً فى وضوحك، ومخلصاً في مشاعرك، وراعيْاً لشرع ربّك..وذاكَ موضوع آخر..!

فعلى خَيْره نلتقى، إن كان لنا فى العمر بقية بإذنه تعالى.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟