11:13 am 28/09/2019
| رأي
| 2038
ينظرُ إلى وانا أتطلّع للأفق عصر كلّ يوم حتى الغروب.. ثم ألملم أوراق الصحيفة التى اشتريتها منه.. وأجده يفجؤنى بقوله: لا يأتى غالباً ماننتظره طويلاً.. ومَنْ نكابد تَمَنّى حضوره عدمٌ..
سيّدى.. إنْ طال بك غِيْاب مَنْ تُحِبّ غدا غريباً.. فأحذر تغدو مشوّهاً.. وإنْ تأمّلت مرآة روحك؛ لن ترى إلا من يشبهك.. وتضيع.
ويجد الرجلُ الطيّب صُحف المساء التى افترشها أمامى لم تفتح.. وفنجان القهوة فرغ.. وبصرى يتأرجح يميناً ويساراً.. يتابع حركة المارة..يدنو منى ويهمس:
ـ سيدى..
ربما تُحِبّ رياض الوحدة.. وتؤنس بوهم الصّمت.. وتدمن رؤايات الحركة فى سُكات صوت.. لابأس ..لكن صدقنى ياصديقى.. لا.. لا شىء..لاشىء يستحقّ ملاحقة الآخرين.
ويرانى ومسحة حُزن؛ تفرّ من تصلّب العينين تجاه الأرض.. وشرود عن قراءة السّطر.. وإباء التجوّل بَيْن صفحات وريْقات آخر قصيدة شعر بديوان جيد لشاعر مجهول.. أعطانى إياه:
ـ سيدى..لا تركن للحزن.. لا تخنع..لا تستسلم.. لاتهدر أدرّ ماوهبت.. نعمة الوقت.. الابتعاد فرض.. وواجب أنْ تفارق كلّ من يستكثر نفسه على إخلاص قلبك.. وصدق إحساس روحك..بل من يفكر فى البُعاد واللعهجر عن كنوز نفسك ساعده..؟
إنْ تخسر من لا يُرِد رِزْق ربّ تكسب..!
تعلّم فعل الاستغناء عندما تتألم غصب عَنْ.. ودون ذنب..فلا تلحّ فى عتاب.. ولا تشتدّ فى لوم.. ولا تتساءل عن سرّ غياب.. ولا تجعل دموعك تخونك انثيال تأخر ردّ..
لا تندهش.. ولا تستغرب.. ولا تستنكر.. ولا تتعجب.. فلكّل مشاعره.. وربّما
ربما لست قدره أنت..!
،،،،،،
ويجدنى ألاحق الكلمات.. صيّاد يحاول إيقاع أكبر قدر فى شباك الأسطر.. قيد مجموعة أوراق.. وورقة وراء أخرى ألقيها على جنب دون ترتيب.. هرولة فى الكتابة..
يبتسم صديقى بائع الجرائد الجميل..
يترقبنى.. حتى التقط أنفاسى.. يبتسم.. ويعمل نفسه يرتب فرشة الصحف والكتب.. ويلاحقنى:
ـ سيدى..تحملتنى كثيراً.. ولكنى أودّ أن أقول لك كلمة أخيرة..أكثر من مرتين لا تكرر اللوم.. وأترك الإنسان مهما كان فى رحاب الذى خلقه.. دنيا وربك مسيّرها..
ودع من لا يهتم بك.. فالاهتمام لا يُشْتَرى.. ولا تلتمس أىّ جَبْر فِعل فى عوده.. ولو تمزّقت مشاعرك حاجة إليه.. فتهن نفسك.. وتجرح كرامتك..
سيّدى.. كُنْ أنت..وصاحب نفسك تَكُن أغنى النّاس.