الكاتب : عثمان علام |
08:41 pm 17/10/2016
| رأي
| 2375
فى ظل التنافس الذى يشهده العالم ، والثورات الصناعية والتكنولوجية ، نقف عاجزين عن مواكبة ما حولنا ، ورغم ما ينادى به الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق نهضة ومضاعفة العمل والوصول لحلول تحقق طفرة ونقلة ملموسة ، نجد أننا عاجزين عن اقتحام صناعة مهمة ومؤثرة ومتداخلة فى جميع الاحتياجات .
زهقنا من الحديث عن خطط البتروكيماويات ولم نجد دليلا يبرهن أننا وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح . نتغنى بالأطلال، ونتباهى بمؤسسات معدودة على أصابع اليد الواحدة ، لدينا مؤسسات ناجحة مثل موبكو ولكن إنتاجها يتم تصديره للخارج ، ولدينا صروح مثل سيدبك ، لكن ماذا عن خطة البتروكيماويات القومية والتى مازالت حبرا على ورق ؟ لا إعتقد أنها مشكلة وزير البترول طارق الملا فالرجل أطلق يدالقيادات للإبتكار والتخطيط لكن لا حياة لمن تنادى ، فلم نجد أى جديد ولا توجد خطة للتعامل مع الاكتشافات الجديدة لحقل شروق ، ربما تكون هناك خطة تم اعدادها لتغيير مفهوم صناعة البتروكيماويات ووضع تصور واستراتيجية قومية بناء على الكشف الجديد ، لكنها سرية !!! إذا كانت هناك خطة فلماذا لا يتم عرضها بتفاصيل دقيقة وأرقام محددة لتكون متاحة للمستثمرين داخليا وخارجيا حتى نتمكن من جذب المستثمرين ودعوتهم ومناقشتهم للتجهيز لاستقبال الغاز الواعد، لتتحول صناعة البتروكيماويات لصناعة الأمل بدلا من صناعة الوهم . أدرك أن الوزير طارق الملا يعلم حجم هذة الصناعة المهمة ومستقبلها ومدى تداخلها فى كل المنتجات بدءا من السيارات التى يمكننا تحقيق نجاحات كبيرة فيها وحتى الأجهزة وباقى المدخلات ، لكن يقف تصور بعض قيادات تلك الصناعة ومعلوماتهم عند حد ضئيل ، واختزلوا هذة الصناعة الهامة فى ( شوية الكيل ) ويتصوروا أنهم قدموا انجازا بالمساهمة فى صناعة المنظفات وتصدير الباقى للخارج . ونسألهم أين القيمة المضافة التى صدعتمونا بها ، وأين الخطط والابتكارات ؟ ارحمونا حرام. فما تمر به مصر لا يحتاج لكلام ، بل لعمل وإنتاج ، وكفانا جلسات المكاتب ومتابعة الأمور الادارية ، وتنقلات العاملين وحركة السيارات ، فالمسؤلون يجب أن يكونوا فى المواقع ، يعرفوا المشاكل ويستمعوا من أفواه الفنيين والعاملين الذين يعرفون الخبايا والأسرار . إذا استمر الوضع على ماهو عليه ورضخنا للأمر الواقع بحالة الركود والتقوقع التى نامت فيها بعض القيادات فلن ينصلح الحال . صناعة البتروكيماويات هى الأمل ، وكفانا صمتا عن قيادات شاخت فى مواقعها ، لا تجيد التفكير ولا تسعى لنهضة حقيقية ، ولا تعرف معنى الابتكار . وإذا لم نتحرك وننظر حولنا سنغرق فى الخراب ، كفانا مجاملة فالوضع لا يحتمل. يسعى الوزير طارق الملا لضخ دماء جديدة تبتكر وتنجز ، ويعطى الفرص وينتظر النجاح ، لكن لا نجد تغير ملموس ينهض بصناعة البتروكيماويات . يعتقد البعض أن الفساد فى قطاع البتروكيماويات فسادا ماليا ،، حاشا لله ، فلم نقصد هذا ، ولكن الفساد أن تترك قيادات لا تعى حجم مناصبها ، ولا تقدم جديدا ، وتظن أن الجلوس على مقعد المسئولية لا يتطلب الدخول فى التفاصيل والبحث عن مشروعات ، والسعى للجديد. وكأنهم يمنون على البلد بوجودهم فى تلك المناصب التى لا يقدروا قيمتها ، همهم الأول المكافآت وبدل الجلسات ، وتظبيط الحبايب والخلان ، ثم يأتى بعد ذلك العمل ولماذا يأتى ( مالوش لازمه) . الفساد الكبير أن تترك قيادات لا تستطيع الانجاز ولا تقدم جديدا، ولا تحرك الجمود. الفساد أن نصمت على الخطأ ، فالخجل لا يليق مع تراجع وتردى تلك الصناعة ، لم نر جديد يتواكب مع العقبات التى تواجه المرحلة ، وساد الصمت أملا فى خروج الغاز ، خليكوا ساكتين ، واذا لم تتحركوا وتجدوا البدائل ، فسنكون فى ذيل القائمة . نثق فى قدرة الوزير طارق الملا على تحريك صناعة البتروكيماويات لتقوم من ثباتها وتنهض وتنتعش بالبحث عن عقول تكسر الجمود وتفهم كلام الرئيس السيسى وتعرف ماذا يريد ، لننعش بصناعة البتروكيماويات ، قاطرة الصناعة ونعيد الأمل لمصر ، وتكون البادرة من قطاع البترول . الفساد الكبير أن نعرف الخلل والخطأ ونسكت عليه .