11:21 pm 26/08/2019
| رأي
| 2318
منذ بدأ التنظيم الدولى المعاصر عقب الحرب العالمية الثانية ، والقوة أمر واضح يفرض نفسه على المراقب ، وليست بالأمر الخفى الذى يحتاج إلى جهد كبير حتى يظهر واضحا جليا ، أن الدولة العظمى أو الكبرى هى الدولة التى تتفوق بقوتها بوضوح على غيرها من الدول وعلى مستوى العالم بأسره .
وقد لجأت الدول الكبرى إلى عقد الاجتماعات والمؤتمرات المتباينة النطاق ، لبحث مشكلة أو مجموعة من المشاكل تهم الدول المجتمعة فى المؤتمر للوصول إلى حلول ترضى الجميع ، وعندما اثبتت هذه المؤتمرات فائدتها ، أخذ انعقادها يتوالى بشكل دورى ، وهو ما يعرف بالوفاق الدولى على حل كل ما يطرأ من مشاكل دولية والتفاهم على الحلول المعقولة لها ، وفرضها على جميع دول العالم .
ووصف الدولة بالعظمى أو الكبرى عقب أنتهاء الحرب العالمية الثانية فى عام ١٩٤٥ ، كانت الدول الكبرى ثلاث دول ، الولايات المتحدة الأمريكية ، واتحاد الجمهوريات السوفيتية ، والمملكة المتحدة ، وتم تقسيم العالم بين الدول الثلاثة إلى مناطق نفوذ فعلى لكل منها .
وتم منح فرنسا والصين وضع الدول الكبرى ولكن دون ما أعتراف لأى منهما بالحق فى الاحتفاظ بمناطق نفوذ خاصة بهما ، وقد أدى التخلف البريطانى عن كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى فى سباق التسليح الذرى مع أمتلاكها لقوة ذرية لايستهان بها ، ونجاح كل من فرنسا والصين فى تصنيع الأسلحة النووية ، وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى فى مجال الفضاء والصواريخ بعيدة المدى ، والأقمار الصناعية وكل مايتعلق بأستكشاف الفضاء .
وقد تفتت اتحاد الجمهوريات السوفيتية فى عام ١٩٩١ ، إلى خمسة عشر دولة ، وروسيا الاتحادية هى الوارثة للإتحاد السوفييتي السابق فى الأمم المتحدة والمجتمع الدولى ، الوضع المتميز الذى كانت تتمتع به داخل إطار الدول الكبرى ، وقد ترتب على ذلك انفراد الولايات المتحدة الأمريكية وحدها قيادة العالم بعد أن أصبحت روسيا فى نفس مستوى فرنسا وانجلترا والصين من القوة مقارنة بقوة الولايات المتحدة الأمريكية .
وتهدف الدولة الكبرى فى سياستها الخارجية إلى المحافظة على وضعها كدولة كبرى لتحقيق مصالحها التوسعية ، ومن الجدير بالذكر هنا أن الدول الكبرى السبعة على مستوى العالم المتفوقين على جميع دول العالم من حيث القوة الإقتصادية ، ودأبت هذه الدول على عقد أجتماعات دورية ، لبحث شئون العالم وهذه الدول هى ( الولايات المتحدة الأمريكية - كندا - اليابان - إيطاليا - فرنسا - إنجلترا ) ، وقد جرت الصحافة العالمية على وصفها بأنها الدول الصناعية الكبرى .
ومن السهل هنا فهم مدى القوة المصرية ، فى ظل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لحضور قمة الدول الصناعية الكبرى فى باريس ٢٠١٩ !!!
لماذا الرئيس عبد الفتاح السيسى ؟؟
لأنه نجح خلال خمس سنوات فى توفير أكبر قدر ممكن من الحماية والاستقرار للعمل الوطنى المخطط استراتيجيا فى كافة المجالات ، ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولى .
فقد نجح الرئيس فى ضمان كفاءة آلية السوق الحر الديمقراطى ، بما يعنيه ذلك من توفير الظروف التي تجعل تفاعل العرض والطلب يتم فى إطار حقيقى ، مع ضمان التخطيط الإستثماري السليم عن طريق توفير البيانات والمعلومات الأساسية عن القطاعات الاقتصادية ، وتوفير المناخ الإستثماري الجيد عن طريق إصلاح التشريعات القانونية والإدارية ، ووضع القوانين موضع التنفيذ ، فقد أوجد بيئة تنافسية تدفع للمزيد من الكفاءة فى الإنتاج مع ضمان عدالة التوزيع لثمار النمو ..
ويؤمن الرئيس بأنه لا أمن لوطن يعيش فيه المواطن غير أمن على حياته ورزقه وأسرته ومسكنه وصحته ومعاشه ، فيبعده كل ذلك عن المشاركة فى أمور الوطن ، كما أنه لا أمن لمواطن غير مستعد ومؤهل للذود عن وطنه مهما كانت التضحيات .
فقد اتجهت إرادة الدول الصناعية الكبرى ، إلى الاعتراف والإقرار باستحقاق مصر مركزها الرائد دوليا ، ودورها المحورى فى إعادة التوازن للعالم ..
تحيا جمهورية مصر الكبرى !!!