02:11 pm 20/08/2019
| رأي
| 3852
كثيراً ما نصطدم بردود أفعال أشخاص ذوي نفوس ضعيفة ، نسوا ما تقدمه لهم ، فكنت تكرمهم كأن إكراماً نابع من نشأتك الراقية، وكنت تعتقد خطأ، أن ما فعلته من خيراً لهم يجعلهم دائما يقدرونك أو على الأقل لاينقلبون ضدك، فتصيبك الدهشة والغرابة من تصرفهم العجيب ، انك الذى أعطيتهم الكثير ولاتنتظر المقابل، ولكن أن ينقلب من أعطيته حينما يشتد عوده عليك وينسى خيرك وينسى ماقدمته له عندما كان ضعيفاً فهذا شىء يجعلك تصاب بالأكتئاب .
لكن لاتندهش كثيراً فقد أحتضنت ثعبان كنت تظن انك آمنت شره وسمه، وعندما شبع وجرى السم فى أنيابه كنت أنت أول من لدغك به، بمعنى أدق فقد أويت ذئباً وسط خرافك وكنت تظنه كلباً أليف سيكون سند لك فى كبرك وعندما شعر بأنه ذئب كنت أنت وخرافك وليمته السمينة.
لاتستعجب من شخص إنحنى يوماً ليقبل قدمك ودموعه تجرى فى عينه منكسراً يطلب معونتك، وعندما تساعده وتشعره بأدميته وتلومه على أنه أنحنى لك ، وبمنتهى السذاجة منك تطلب منه أن كرامته هى أغلى شىء، وتطلب منه ألا يفعل ذلك مجدداً حينئذ سيشكرك، ولأنه ضعيف النفس قرر أنه حينما تتغير الأحوال ستكون أنت أول من يحاول وبكل قوة أن يجعلك تنحنى له لتقبل قدمه .
هؤلاء الناس هم مرضى بالحقد والكراهية ، ولهم أنياب زرقاء لايظهرونها إلا وهم يحاولون إفتراسك .. لاتنخدع فى من يملك المال والجاه ولاتنخدع فى المظاهر فأنظر إلى أوصولهم ، فكم من فقراء لهم نفوس عزيزة ، وكم من أغنياء نفوسهم ذليلة .. حينما أقابل هؤلاء استعذ من الشيطان الرجيم.
اولاد الأصول ليس هم من يملكون المال ولكنهم من تعلموا أن تكون عيونهم مليئة لاتنظر إلى غيرهم، من يحترمون أنفسهم والناس، فيقدرهم من يملك مقاييس العفة والرقى... ولاد الأصول تعلموا أن يفعلون الخير ولاينتظرون المقابل ولكن يؤلمهم نكران الجميل... ولاد الأصول لايعرف الحقد ولا الغل في قلوبهم ، ولاد الأصول دائما يفرحون بفرحك ، ولاد الأصول تجدهم لا يواسوك بالكلمات ، ولاتجد دموعهم تنهمر عندما تصاب بمصيبة من مصائب الدنيا ، ولكنهم دائماً يفكرون فى الطريقة التى يمكن من خلالها مساعدتك وتكون مكافأتهم هى رسم إبتسامة على شفتيك فقط ، ولاد الأصول هم قليلون ولكنهم موجودون فى حياتنا وحولنا ربما لاتشعر بهم لانهم دائما لايتكلمون، بل هم قوم دائما أحباء الله وخلقهم لعون الناس، تقابلت مع ولاد الأصول كثيراً وتعلمت منهم كيف أعيش أنسان معتز بكرامتى وأن الكرامة كنوز تمتلكها وأن ضاعت مت حياً.
وأخيراً...
جزاء الإحسان الإحسان وليس قلة الأصل ونكران الجميل، فعلينا أن نحذر من هؤلاء الناس ونبتعد عنهم فلا خير لهم.
لا أريدك أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك فحسب ، وإنما أريدك أن ترتقي قليلًا، فتعامل الناس بما تحب أن يعاملك الله تعالى، فالذي تريده من الله افعله للناس كي يمنحك الله إيَّاه.
قال تعالى (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).