11:27 pm 12/08/2019
| غاز
| 4154
وقع انفجار غامض في روسيا بقاعدة إطلاق صواريخ، تبعه حالة من التعتيم بشأن طبيعته، حتى خرجت موسكو أخيرا عن صمتها، لتزيد حالة الفزع والمخاوف المتعلقة به.
واعترفت روسيا أخيرا بأن الانفجار الذي وقع في قاعدة نيونوكسا لإطلاق الصواريخ في شمال غربي البلاد، هو ذو طابع نووي، وأنه أسفر عن مقتل 5 موظفين، وإصابة 6 آخرين. بحسب قناة "دويتشه فيله".
وقالت شركة "روساتوم" النووية في بيان، أن الانفجار أودى بحياة الموظفين الخمسة، فيما أصيب الآخرون إثر تعرضهم لحروق، وأن الانفجار وقع بينما كان موظفيها يقدمون الدعم الهندسي والتقني الخاص بالوقود المستخدم في محرك الصواريخ.
وأوضحت أن الحادث وقع أثناء اختبار نظام الدفع النفاث السائل، لمحرك نفاث أو محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل.
عقب الحادث مباشرة، لم تعط وزارة الدفاع الروسية الكثير منن المعلومات، حيث قالت فقط إن الحادث وقع خلال إجراء تجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل.
ومن الوقائع التي أثارت الكثير من المخاوف والريبة بشأن حقيقة الانفجار، عندما أعلن كل من الجيش الروسي ومتحدث باسم الحكومة الإقليمية يوم الخميس أن الانفجار لم ينتج عنه تولث إشعاعي، في الوقت الذي سجلت فيه أجهزة الاستشعار ببلدية مدينة سيفيرودفينسك، التي تبعد مسافة 30 كم عن الانفجار، ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة، وذلك عبر موقعها الإلكتروني، لكن الخبر ما لبث أن تم حذفه.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أنه لم يتم ذكر أي استخدام لوحدات الدفع، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد تباهى في وقت سابق بأن روسيا طورت محركا نوويا للصواريخ بعيدة المدى.
وأضافت أنه في حين أن الحكومة لم تقدم أي تفسير كامل لما حدث، فقد أشار بيان "روساتوم" إلى حدوث تغيير سريع خلال اختبار فئة جديدة من الأسلحة ذات المحركات النووية التي تحدث عنها بوتين لأول مرة علنًا العام الماضي.
وقال فالنتين ماجوميدوف المسئول بالدفاع المدني المحلي لوكالة "تاس" الروسية، إن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 2 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة 30 دقيقة، في حين أن الحد الأقصى المسموح به للنشاط الإشعاعي هو 0.6 ميكروسيفيرت.
فيما شرح مسئول في"روساتوم"، لوكالة "تاس" أن الاختبار أجري على منصة في البحر، وألقى الانفجار بعدة أشخاص في المياه. ولم يذكر.
تسبب الحادث والأنباء عن الإشعاعات في حالة من الفزع لدى سكان سيفيرودفينسك، الذين هرعوا ابتداء من يوم الجمعة إلى الصيدليات لشراء اليود، الذي يحمي الغدة الدرقية في حال وقوع حادث نووي.
هل يشهد العالم تشيرنوبيل ثانية؟
في 26 أبريل عام 1986، شهد العالم أسوأ كارثة نووية في التاريخ، بمحطة تشيرنوبيل في أوكرانيا، إثر حدوث تسرب إشعاعي نتج عن خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء ادى إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
انتشرت التقارير الإعلامية التي تربط الانفجار الروسي الأخير بالحادث الذي أسفر عن 36 شخصا وإصابة ما يزيد على ألفي مصاب، على أقل تقدير، حيث لا تزال الحصيلة الدقيقة غير معروفة، نظرا لتسبب التسرب في انتشار مئات الأمراض.
لم يكن التشابه قاصرا على ماهية الأنفجار فقط، بل إن تعامل السلطات الروسية مع الانفجار ومحاولاتها للتعتيم على ما حدث والتهوين منه تعود بنا أيضا إلى تشيرنوبيل.
ففي البداية قالت السلطات إنه لم يكن هناك ثمة ارتفاع في نسبة الإشعاع، ثم قالت السلطات المحلية إن ارتفاعا طفيفا ولفترة قصيرة من الوقت، قد تم رصده، ثم حذف التصريح الأخير، وقال الجيش الروسي إنه لم ترصد أي ارتفاعات في الإشعاع، وهو النهج نفسه الذي اتبعته السلطات السوفياتية في البداية للتغطية على الكارثة عن طريق التعتيم عليها والتقليل من شأنها.
وقال الخبير في معهد الأبحاث النووية في موسكو، بوريس تشيكوف إن " مصادر طاقة النظائر تستخدم بشكل رئيسي في الصناعة الفضائية وعادة ما لا تشكل أي خطر على المستخدمين، لكن في حال حصول أعطال فإن الأشخاص المقيمين في الأماكن القريبة، يمكن أن يصابوا. ويمكن استخدام عناصر مختلفة كوقود في المصادر النظائرية: البلوتونيوم والبروميثيوم أو السيريوم". بحسب "دويتشه فيله".
وأكد أن مستويات النشاط الإشعاعي المعنية بعيدة جدًا عن المستويات التي تتسبب بحوادث خطيرة في المفاعلات".