12:52 pm 11/08/2019
| رأي
| 3159
الصور التى نشرتها الوزيرات على مواقعهن الشخصية فى حفل جنيفر لوبيز، استفزت الرأى العام بدرجة غير مسبوقة.. خصوصاً أنها كانت بعد أيام قليلة من فجيعة معهد الأورام.. ظهرت الوزيرات وكأنهن الحوريات فى «حفل لوبيز».. مع أن أهالينا كانوا لا يعرفون غير «لوبيا يا فجل لوبيا».. ولولا مواقع التواصل ما عرف بها أحد أبداً من الشعب «المكلوم»!.
ولا أدرى كيف فعلت الوزيرات ذلك؟.. وقد أقول أنا إن ما فعلته الوزيرات لا عيب ولا حرام، ولا يخرج عن تقاليد المجتمع.. فهى صورة عادية جداً.. لكنها بالتأكيد تفتقر للحس السياسى.. وتفتقر للمواءمة.. فهى ليست صوراً لأشخاص عاديين.. ولكنها صور لوزيرات فى الحكومة الحالية، التى حضرت المأساة، وتابعت ما جرى لمرضى الأورام من حرق وتشريد ورعب!.
الواضح أن الوزيرات لا يعبأن بأى شىء.. فهناك اهتمام بالشو الإعلامى والأزياء أكثر من أى شىء آخر.. من قبل شاركن فى بطولة كأس الأمم.. قلنا تشجيعًا لمصر، مع أن تشجيع مصر يكون بالعمل الوزارى الجاد، وليس بتحريك الأعلام فى المدرجات.. والآن يدفعن آلاف الجنيهات فى حفل جنيفر لوبيز.. مع أننا كنا نتسول الملاليم لإعادة «ترميم» معهد الأورام!.
إذن نحن نتكلم عن المواءمة السياسية التى لا تضع الحكومة فى حرج.. والشعب أصبح يفرز كل شىء ويشعر بالاستفزاز.. مهم أن يتصرف الوزراء فى حدود غالبية الشعب، وليس مجتمع الساحل الشمالى.. يؤسفنى أن أن أقول إن مجتمع الساحل سيبقى فى واد، والمجتمع المصرى فى واد آخر.. هذا ما جربناه عليه طوال الوقت، فلم يخب ظننا فى أى وقت أبداً!.
ولا تقل إن الوزيرة مجرد «إنسان»، وإنها فى إجازة عيد أو إجازة مصيف.. وإن من حقها أن تحضر الحفلات وتفرح بالأعياد.. هذا «حق أصيل» لا ننازعها فيه.. أكرر الكلام ليس على الفرحة والعيد.. الكلام عن المواءمة.. أستطيع أن أكتبها ألف مرة فى المقال، حتى يصل المعنى الذى أريده، والذى لفت أنظار الجميع.. نقول فقط استتروا.. «إذا بليتم فاستتروا»!.
ولا تستغرب أن مجتمع الساحل فى مصر «منفصل» عن المجتمع المصرى، ومنفصل عن مشاعر المصريين.. وأظن أن الذين ذهبوا إلى الحج أيضاً قد رأوا مجتمع مارينا فى منى وعرفات.. نعم إنه موجود.. أثرياء الخليج لا يفعلون مثل أثرياء مصر.. سوف تجد الحج السياحى السوبر فاخر.. ستجد حفلات الشواء الفاخرة فى منى وعرفات، كأنك فى الساحل الشمالى!.
باختصار، هناك حالة غضب.. ولابد أن يكون هناك «توجيه فوقى» لمنع شو الوزيرات، بعد الصورة الشهيرة التى جمعت وزيرات «حكومة مدبولى».. تعلموا من ميركل مستشارة ألمانيا، أو من رئيسة كرواتيا «كوليندا»، التى شجعت منتخبها من الدرجة الثالثة، وركبت الطائرة بتذكرة سياحية، وليس بيزنس!.