01:03 pm 08/08/2019
| 2643
يعد مشروع إنشاء مجمع الأسمدة الفوسفاتية المركبة فى العين السخنة الذى افتتحه الرئيس السيسى اليوم الأربعاء، هو الأضخم على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ويضم 9 مصانع لإنتاج الأسمدة بطاقة إنتاجية نحو مليون طن سنويا بتكلفة 12 مليار جنيه، ويوفر 1500 فرصة عمل، ويهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر، يقع المشروع على مساحة 400 فدان ليكون صرحا صناعيا عملاقا كما يوفر 1500 فرصة عمل مباشرة، كما أن المجمع تم الانتهاء منه في وقتٍ قياسيٍ، وطبقًا لأعلى معدلات الجودة في العالم.
وفى هذا السياق، يرى خبراء أن هذا المجمع سيغلق باب إستيراد الأسمدة من الخارج وينهى عصر الأزمات الموسمية فى الزراعة والتى كانت تشهد نقصا شديدا فى المعروض من الأسمدة مما يتسبب فى رفع الأسعار وهو ما يشكل عبئا إضافيًا على الفلاح.
وقال رائف تمراز عضو مجلس النواب، إن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمشروع مجمع الأسمدة يعد حدثًا تاريخيًا، مضيفاً أنه سيوفر الأسمدة التي يحتاجها المزارع بعد المعاناة التي كان يواجها كل عام بسبب نقص حصة الأسمدة.
واستكمل عضو مجلس النواب، أن كل عام كان يحدث أزمة في توفير حصص الأسمدة بسبب عدم التزام مصانع القطاع الخاص بالحصص المقررة للمزارع وهي 55% من إنتاجها، موضحاً أن شركات القطاع الخاص كانت تصدر أكثر من 50% من إنتاجها وكان هذا يتسبب في أزمة للمزارع والزراعة.
واستطرد عضو مجلس النواب، أن افتتاح مجمع الأسمدة يعد استثمار حقيقي لأن الفائض في الإنتاج سيتم تصديره إلي الخارج بالعملة الأجنبية، موضحاً أنه سيحقق عائد اقتصادي مجزي وبالعملات الأجنبية، لأن أسعار الأسمدة مرتفعة ويتهافت عليها العديد من دول العالم.
وأشار رائف تمراز، إلي أن الموقع الذي تم اختياره للإنشاء مجمع الأسمدة مناسب جداً لأنه قريب من الميناء لسهولة علي المستثمرين وسهولة في التصدير، مؤكدًا أنه سيخلق تنافسًا كبيرًا بين القطاع العام والقطاع الخاص. لافتا إلي أن هذا المجمع سيوفر العديد من فرص العمل للشباب والعمال و يحتاج إلي الكثير من الأيدي العاملة، أي أنه سيسهم في القضاء علي نسبة كبيرة من البطالة، مشيراً إلي أنه سيقضي علي وجود الأسمدة المغشوشة التي كانت تباع في السوق السوداء ويقوم بشرائها المزارع ولا يعلم عنها شي لان كل الكميات التي يحتاجها المزارع ستكون متوافرة.
قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن افتتاح أضخم مجمع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة إنجاز تاريخي في فترة زمنيه وجيزة، مضيفاً أن عملية الإنشاء بدأت في أبريل 2017 وتم افتتاحه في أغسطس 2019، مجمع ضخم يعد أكبر مجمع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في الشرق الأوسط تم إنجازه في عامين.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن هذا الإنجاز الضخم يضاف للإنجازات الكبيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن هذا المجمع سيقوم بإنتاج 2.3 مليون طن أسمده سنويًا، مما يؤدي للاكتفاء الذاتي من الأسمدة الفوسفاتية وتخصيص الفائض للتصدير.
قيمة مضافة
وأكد أبو صدام، أن هذا المجمع هو تجسيد حي للاستفادة من القيمة المضافة للخامات المصرية الطبيعية بعد تصنيعها، بدل تصديرها خامات بأسعار زهيدة، موضحًا، أن هذا المجمع نتيجة لجهود كبيرة للدولة وللحكومة، وهو أبلغ رد علي دعاة اليأس والمخربين الذين دوما ما يريدون عرقلة المصريين وكسر عزيمتهم وإشاعة اليأس بينهم، فمصر بهذا الإنجاز الضخم تؤكد أنها مستمرة في العمل ومصرة علي البناء والتنمية.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن هذا المشروع القومي الضخم يضيف فرص عمل جديدة لأبناء الوطن وهو مهم جدًا لتزويد المشاريع الزراعية الجديدة باحتياجاتها من الأسمدة مع طموح الدولة واتجاها نحو تنميه زراعيه حقيقية، كما أنه سوف يضيف عملة صعبة من جراء التصدير، مؤكدًا أنه سوف يشيع جو من الفرح والسرور وروح التفاؤل والتحدي بين المصريين.
مقاوم للتربة
قال الدكتور محمد عبد ربه أستاذ الأراضي ونظم الري والتسميد في وزارة الزراعة، إن الأسمدة الفوسفاتية هي أهم مقوم للتربة وللعملية الزراعية لجميع الأراضي الزراعية في مصر، مستكملاً أن الفوسفات مادة طبيعية، يتكون أساسا من فوسفات ثلاثي الكالسيوم وهو قليل الذوبان في الماء لذلك لا يستعمل بشكل مباشر، إلا بعد معالجته وتحسين جودته بتجفيفه وتنقيته.
وأضاف الدكتور محمد عبد ربه، إن الاهتمام المصري بالفوسفات أمر طبيعي، من قبل أغلب دول العالم وخصوصاً تلك التي تهتم بالإنتاج الزراعي وتدافع عن أمنها الغذائي، الذي أصبح مرتبطاً إلى حد ما بقدرة البلد في الحصول على هذه الأسمدة باعتبار ذلك عاملاً لرفع كمية الإنتاج الزراعي، مؤكدًا أن هذا ما يجعل الطلب على الأسمدة الكيميائية يحظى بعناية كبيرة في السوق الدولية والمحلية على السواء، ولذا ليس غريبًا أن تسعى مصر إلى زيادة إنتاج الأسمدة الفوسفاتية.
واستطرد أستاذ الأراضي ونظم الري والتسميد، أن الفوسفور عنصر حيوي لنمو النباتات، ولكن بشكل غير كافي في التربة، لذلك تحتاج الأعمال الزراعية إلى كميات إضافية من الفوسفور، ويكون ذلك في شكل سماد الفوسفات، موضحًا أن الصناعة تطورت بشكل كبير لإنتاج هذه الأسمدة، حيث إن المادة الخام لتلك الصناعة هي صخر الفوسفات الذي يحتوي على كمية معينة من الفوسفور ومتوافر لدينا، لذلك كان إنشاء هذا المجمع لها العديد من الاستفادات من توفير الأسمدة للمزارع وتوفير عمله صعبة وقيمة مضافة للخامات بدل تصديرها خام.