فقدت شركة الإسكندرية للبترول أحد أبنائها أثناء سفره إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء أجازة ترفيهية بمناسبة أجازة نصف العام و التى تنظمها إدارة الرحلات بالشركة، ولأن حزب ( الفيس بوك - الكنبة الإلكترونية ) أصبح المحقق والقاضى والجلاد عقب الإعلان عن وفاة المغفور له إيهاب أبوزيد ، لتظهر الصورة القبيحة لحزب ( الكنبة الإلكترونية ) وتدنى المستوى الاخلاقى للحضيض .
وحرصا على تقصى الحقيقة حول كيفية إدارة الأزمات المفاجئة وكيفية التعامل معها ؟ نعرض الحلقات الآتية :-
- الحلقة الأولى :
انطلق عدد ٢ اتوبيس سياحى من ميدان محطة الرمل بالإسكندرية فى تمام الساعة الثانية عشر مساءا بمشرف واحد للرحلة ، والذى كان يستقل الأتوبيس الأول وفى تمام الساعة الثالثة والنصف طلب المرحوم إيهاب دخول الحمام لشعوره بغثيان ثم ظهور علامات الإعياء الشديد ، فتوقف الأتوبيس قبل نفق الشهيد أحمد حمدى لمسافة ٢ كيلو متر ، وتم الإتصال بالمشرف الذى هبط عند نقطة شرطة النفق وقام بالاتصال بمرفق الإسعاف لتصل سيارة الإسعاف وتتوجه إلى مكان التوقف والذى يبعد عن مستشفى السويس العام بمسافة ٥٠ كيلو متر ، وفى ظل المفاجئة والصدمة لم يتم إدارة الأزمة بأحترافية ، بل عزومة المراكبيه والتفكير فى برنامج الرحلة دون القيام بتوزيع الأدوار الخاصة بكيفية إدارة الأزمة، لتنطلق سيارة الإسعاف يستقلها المريض وزوجته وطفل رضيع ، وتمر على نقطة شرطة النفق التى يقف عندها مشرف الرحلة دون توقف ، ويحضر الأتوبيس ويدخل النفق لأستكمال الرحلة ، وكأن الدور إنتهى بمجرد حضور سيارة الإسعاف !!
- الحلقة الثانية :
وصلت سيارة الإسعاف مستشفى السويس العام فى تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا ، وقام طبيب الاستقبال بتشخيص الحالة جلطة فى القلب ، وطلب من الزوجة شراء الأدوية من الصيدلية ، وأخبرها بعدم وجود مركز لقسطرة القلب بالمستشفى وعليها اصطحاب زوجها إلى إحدى المستشفيات الخاصة لإجراء عملية تركيب دعامة بالشريان الاورطى ، فقامت بنقله إلى مستشفى الأمل بمدينة السويس !!!
ليقوم المغفور له بالأتصال بمدير عام الخدمات والعلاقات العامة فى تمام الساعة السادسة والنصف صباحا ليخبره بأنه فى حالة مرضية شديدة ، لينقطع الإتصال نتيجة ضعف الشبكة ، ويكرر المدير الإتصال أكثر من مرة حتى ردت عليه الزوجة فى تمام السابعة والنصف وتخبره أن زوجها فى حالة سيئة وتطلب الدعم والمساعدة ، ليطلب منها محادثة مدير المستشفى ويخبره أن مندوب الخدمات سيتحرك ومعه شيك بقيمة عشرة آلاف جنيه تأمين الدخول .
لتجرى عملية تركيب عدد ٢ دعامة بالشريان الذى أصيب بالجلطة بنسبة ٩٩ % ، ونجحت العملية وخرج من غرفة العمليات إلى غرفة العنايةالمركزة فى تمام الساعة الواحدة ظهرا ، ليقوم مدير عام الخدمات بإرسال مندوب آخر ومعه شيك بقيمة ٤٠ ألف جنيه نفقة العملية !!
الحلقة الثالثة :
أحد زملاء المرحوم بالشركة كان يقوم بزيارة لعائلته بالسويس والذى قام بدور يستحق عليه الثناء ، وأصبح حلقة الوصل مع إدارة المستشفى والشركة ، واصطحب الزوجة لتقضى الليلة مع والدته بالمنزل ، واتصلت به إدارة المستشفى فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحا لتخبره بالوفاة .
- الحلقة الثالثة : جاء فى التقرير الطبى أن الوفاة نتيجة الإصابة بجلطة ثانية خلاف الأولى و التى لم يحتملها القلب لتخرج الروح إلى ربها ، ويكون الوداع الأخير لرفقاء الرحلة على طريق شرم الشيخ !!
الحلقة الرابعة :- إدارة الأزمة !!
يفتقر الغالبية العظمى من العاملين بشركات القطاع العام كيفية إدارة الأزمات المفاجئة والصدمات ، وهو ما افتقده مشرف الرحلة ومن معه من أفراد الرحلة ، فلم يتم توزيع الأدوار والمهام بالصورة المطلوبة لإدارة الأزمة ، بل عشوائية وتخبط وهو ما يستحق اللوم والتوبيخ سواء للمشرف ومن معه .
الحلقة الخامسة :
الكيميائى مدحت بهجت رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للبترول وإدارة أزمة الأزمة منذ تولى مهام عمله .
يعتبر الكثير من القيادات أن تولى رئاسة مجلس إدارة شركة بالقطاع العام البترولى ابتلاء نتيجة الحالة المالية والفنية والبشرية المتدنية بهذه الشركات ..
ولعل أزمة احتراق تنك النافتا بالمنطقةالجنوبية التابعة للشركة ، كانت صدمة كبيرة وسوء حالة شبكات الإتصال ( الهاتف غير متاح ) ، ليقطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية على سرعة ١٨٠ كيلو فى ظل أجواء مناخية صعبة ، ليظل على مدار ثلاثة أيام متواصلة يدير الأزمة بصبر على البلاء وهو قمة الإيمان بالله !!
- الحلقة السادسة : أزمة الإشراف على الرحلات .
إدارة الأزمة فى صورة التوازن بين الحدث والنتيجة ، إصدار قرار وقف مشرف الرحلة عن العمل لحين انتهاء التحقيقات فى الواقعة ، حرمان الفوج من الرحلات لمدة عام ، وجود مشرف طبى على الرحلات الطويلة ، وجود مشرف من اللجنة النقابية بالشركة ، وهى القرارات الملاءمة إداريا .
- الحلقة السابعة :
دورات إدارة الأزمة للعاملين بقطاع البترول ، نداء إلى السيد المهندس طارق الملا وزير البترول بعقد دورات تدريبية لإدارة الأزمات سواء للقيادات العليا - التنفيذية ، وتأهيل الكوادر البشرية بالوظائف الدنيا على إدارة الأزمات المفاجئة والطارئة ، لأن طبيعة العمل بقطاع البترول شديدة الخطورة .
- الحلقة الثامنة : نداء الإنسانية والرحمة .
نناشد السيد المهندس طارق الملا وزير البترول ، منح المعاش للابن الأكبر للمرحوم لإستكمال تعليمه ، واستثناء الزوجة بتعينها مكان زوجها حتى تستطيع تربية الطفل الرضيع الذى لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات ، لأن الرحمة أولا ، ثم الواجب ، ثم القانون !!