من جديد، طفحت على السطح مشكلة سيدات الدرجة الأولى بإحدى شركات الإنتاج، سيدات يمتلكن نفوذ لا يعرف احد من اين يستمدونه.
القصة أن سيدة من الدرجة الأولى بإحدى شركات الإنتاج الكبرى، عُرف عنها الاحترام والاستقامة في عملها والأدب، غير أنها صاحبة نفوذ قوي من الاجانب والمصريين.
ولفترات عملت مع الشركاء الاجانب، كمديرة مكتب وسكرتيرة لها الطاعة وعليها الأمر، تبدلت الاحوال ورحل الشريك بعد انقضاء مدته، وجاء غيره ورحل أيضاً، وجاء الثالث، لكنها لم تقدر ان تغيير الوجوه يتبعه تغيير السياسات، وان ما كان مسموحاً به بالأمس، بات غير مسموح به اليوم...دبت الخلافات وارتفعت الاصوات، والقوي هو من يُظهر للاخر مدى قوته وسطوته وحتى ارتفاع صوته، لكن تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن، وجاء القرار بالاستبعاد، وبدأت رحلة البحث عن مكان يليق بهذه القيمة والقامة، مكان يحفظ لها ماء الوجه، لكن هذه المرة مع مسؤول مصري، فالاجانب لم يعد لهم طاقة في تحملها، ورسي العطاء على المدير المصري، والذي كان بالأمس زميل ومهندس صغير يستجدي عطف السكرتيرة القوية، ومثلما حدث مع غيره حدث معه، فهي لاتزال لا تؤمن بأن الايام تجري والصغير يكبر والكبير يرحل، معاملة بالمثل، وكيف يكون ذلك والصغير قد كبر واصبح هو الآمر الناهي.
جاء فرمانه بإحالة الامر للتحقيق بعد رفع الصوت والتعدي على طاقم مكتبه، وتهديد بكشف المستور، هذا المستىور الذي يطول كبار وعيلة قوم هم اصحاب قرار ليس في الشركة فحسب، بل في القطاع بأكمله، فكل ورقة ومستند منذ سنوات تحت يدها...ولتبدأ مرةً اخرى ومن جديد قصة البحث عن مكان، وجاء القرار بوضعها في مكان بعيد عن الاعين وبعيد عن الضجيج، وبعيد عن صنع القرار، وتم اختيار مكتب "شيك اخر حاجة"، وتم انتزاع ملكيته من قيادات هي التي تنجز وتعمل وتخرج الزيت والغاز للبلد، لتبدأ مرحلة قهر لطرف واسترضاء لطرف أخر.
قبعت السيدة الاولى في المكتب، تجهيزات تخطت السبعون الف جنيه، غير ان كل ذلك لا يحقق رضاء القوي، فقررت ان تحصل على اجازة شهر، لتعود الأحد القادم لتجد مكتب مفررش بالسجاد الفلخر وإلا فلا ...وإلا فلا سأفضح واتحدث واهلل واكبر، وسلام على الدنيا إن لم يكن بها قيادة قوية وقادرة على قهر من قهروا غيرهم، لكن فلنبحث جميعاً عن من يساند هذه القوة !!!