بمنتهى البساطة واقعنا الإدارى بلا تغيير أو تعديل أو حراك مثل المياه الراكدة فى البحر الميت ، إن أى متابع موضوعى منصف لابد أن يتبنى نظرية قفزة الثقة لتحريك المياه الراكدة التى لا تعرف نظرية تغيير الظروف بتغيير الزمان ، فهناك نظم إدارية ومواقف وتصرفات وإجراءات وتعاملات لم يعد لها مفردات فى قاموس الإدارة الحديثة .
تعزيز مبادئ النزاهة والشفافية التى يجب أن تحكم تصرفات أبناء الطائفة الواحدة من خلال السعى نحو تحقيق الفكرة المشتركة لعلم الإدارة وفق أئتلاف تنظيمى ، من خلال وجود جهاز تنظيمى مستقر يشرف على سير العمل بواسطة السلطة الممنوحة لتسيير المعاملات وتحقيق الأهداف .
توارث النظم الإدارية الفاسدة وتصديق الأوهام التى أبتدعناها بنفس الطرق والآليات المطبقة منذ عهد محمد علي ، و التى أدت بطبيعتها العتيقة إلى انهيار المنظومة الأخلاقية والسلوكية وانهيار منظومة العدل وغياب القانون بعد نفاذه ، وهو ما أوجد مبدأ سوء النية تجاه الغير .
لقد عاصرنا مبدأ عدم تدوير السلطة بين أفراد الفئة الواحدة المتماثلين فى أوضاعهم ومراكزهم القانونية، لنرى من يجلس على مقعد الإدارة التنفيذية العليا لمدة ٢٠ سنة ليغتال أجيال إدارية، دون أن يطرأ على هذا التطبيق أى تعديل أو تغيير ، وهو ما خلق منظومة التشوه الإدارى وفقدان الولاء ، فعلى سبيل المثال لو أن شركة بها ١٠٠٠ موظف على درجة الإدارة العليا ، ١٠٠ تنفيذى و ٩٠٠ خبير ، وكل من يصل إلى سن ٥٨ ( مبروك بابا جدو بقى خبير عام ) ، فكيف يتحمل المسئولية وهو غير مؤهل لها ؟؟
فكرة الحدود القصوى أكثر إيجابية وفعالية إداريا عنها ماليا ، وهو مايستدعى ضرورة إعادة التحليل القانونى لنظم الإدارة العليا التنفيذية والنمطية ، وفحص الأسباب الواقعية والقانونية التى أدت إلى تمنى الموظف الترقية على درجة نمطية خبير ( يارب أترقى خبير ، رجل على رجل أجر بلا عمل ! .
فلم يعد هناك أهمية بتدريب العقول على تبنى المبادئ والقيم الروحية والإيمان بالنواهى الإدارية ( لا للمحاباة - لا للمحسوبية - لا للشللية - لا للصداقة - لا للقرابة - لا للمصاهرة - وأهم النواهى الإدارية لا للدياثة الإدارية وهى عدم الغيرة على شرف الوظيفة !!
فقد ساهمت عوامل كثيرة فى خلق ما يعرف بنظام الشللية ( وهم مجموعة مغلقة من الأشخاص فى عالم الإدارة تربطهم علاقات ومصالح مالية وإدارية مشتركة .
لذا يصعب حصر جميع صور الشكاوى الخاصة بعملية الترقيات ، والثابت فى التشريعات واللوائح الوظيفية أن أنواع الترقية ثلاثة :-
١ - الترقية بالاقدمية لشاغلى درجات الإدارة الدنيا .
٢ - الترقية بالأختيار لشاغلى درجات الإدارة العليا .
٣ - الترقية الحتمية لكل من أمضى مدة المنع أو الحرمان من الترقية نتيجة توقيع عقوبة تأديبية .
إلا أن التطبيقات العملية تبرز وجود نوع رابع للترقيات بلا مسمى إلا أنه يدخل فى تعريف الترقية بالشللية وصورها كثيرة !!
سؤال دائما يستحق الطرح ، هل لدى الوزارة وأجهزتها المختلفة المعرفة الفعلية بكافة ما يحدث على أرض الواقع ؟
وكيف يجلس الضعيف والفاجر على مقعد القوى الأمين ؟
فالحق لا يصير حقا بكثرة معتقديه ، ولا يستحيل باطلا بقلة منتحليه !!