للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

الانتحاريون من أبناء قطاع البترول ( يا نطفيها يا نموت فيها ).

الانتحاريون من أبناء قطاع البترول ( يا نطفيها يا نموت فيها ).

الكاتب : د أحمد هندي |

02:30 am 15/12/2018

| رأي

| 2038


أقرأ أيضا: Test

د أحمد هندي:

 

-حوادث الصحة والسلامة المهنية بقطاع البترول :- 

 

وقعت خلال خمسة عشر يوما ثلاثة حوادث بشركات قطاع البترول .

الأولى : التسريب الغازى لأحد الآبار التابعة لشركة جنوب الضبعة للبترول وعلى رأسه حفار تابع لشركة الحفر المصرية، وقامت شركة الحفر فورا بتشغيل مانع الأنفجار العفوى بعد ارتفاع الضغط الغازي أثناء إصلاح وصيانة البئر التنموي. وتم إنقاذ الموقف ولم يحدث إنفجار.

 

الثانية : اشتعال النيران فى تنك النافتا رقم ٢٠٦ بالمنطقة الجنوبية التابعة لشركة الإسكندرية للبترول.

 

الثالثة : انفجار غازى فى بئر عسل ٣٥ التابع للشركة العامة للبترول أثناء القيام بعملية الحفر وانفجار الحفار التابع لشركة ميديتيرا.

 

-بطولات رجال الأمن الصناعى بشركات قطاع البترول:- 

 

إن أداء رجال الأمن الصناعى خلال عملية السيطرة على الحريقتين وتفادي حريق ثالث، يدعو جميع العاملين بالشركات إلى توجيه الشكر والتقدير للإنتحاريين من أبناء الأمن الصناعى الذين سجلوا بطولات لن ينساها تاريخ الأمن الصناعى بقطاع البترول .

 

- شعار رجال الأمن الصناعى بشركة الإسكندرية للبترول ( يا نطفيها يا نموت فيها )!!

 

سطر رجال الدفاع والحماية المدنية بشركة الإسكندرية للبترول قصصا من البطولة والفداء عبر تاريخ السيفتى للشركة ، ويؤكدون أنهم واحة الأمن والأمان للشركة ، سواء فى حادثة vru عام ١٩٩٤ ، وانفجار تنك البروبان عام ٢٠١٠ ، واخيرا اشتعال تنك النافتا ٢٠١٨ ، والذى كشف عن المعدن الحقيقى للشجاعة والأقدام نحو النار .

 

- القفز فى النار ونداء الله أكبر :- 

 

يعيد المشهد صورة جنودنا الأبطال فى حرب أكتوبر وهم يحطمون خط بارليف بنداء الله أكبر .

فقد اندلعت النيران فى التنك لتبلغ غرفة العمليات والطوارئ بشركة ايلاب بتصاعد أبخرة وأدخنة ونيران من المنطقة الجنوبية ، حريق من الدرجة الثالثة ، ليسرى البلاغ مثل سرعة البرق الذى ضرب التنك عبر ٢١ غرفة عمليات شركات البترول بالإسكندرية ، وأول من تعامل مع الحريق هم رجال الأمن الصناعى بشركة الإسكندرية للبترول .

 

ومنذ مشاركة الإدارة العامة للسلامة والصحة المهنية التابعة لشركة سوميد ، تغيرت استراتيجية التعامل مع الحريق بأعتبارها أحد الشركات المتخصصة فى تأمين الخطوط والمستودعات تأهيل نموذجى بفضل الجهود المبذولة من جانب المهندس محمد عبد الحافظ للوصول بالمعايير الدولية للسلامة والصحة المهنية .

 

أصرار أبناء الأمن الصناعى بشركة الإسكندرية للبترول على ارتداء مهمات الوقاية من الحريق ، فقام خمسة من الأبطال بالقفز فى التنك وهو مشتعل ليغير أبناء الأمن الصناعى مفهوم واستراتيجيات السلامة ( القفز فى النار ونداء الله أكبر )!!!! 

 

أبطال يستحقون التكريم والمكافاة لرفع الروح المعنوية لجميع العاملين بالإدارة العامة للسلامة والصحة المهنية بشركة الإسكندرية للبترول .

 

- المسئولية والخطأ :- 

 

تنطبق نظرية المخاطر على كافة الأنشطة التى تقوم بها شركات البترول ، طبيعة العمل شديد الخطورة يخلق خطرا يحيط بالأفراد ، ويهدد بوقوع اضرار تصيبهم .

ولا يملك رؤساء مجالس الإدارات بمعامل التكرير العامة الستة من اتخاذ قرار بالتوقف عن العمل لعدم الالتزام بالمعايير الدولية للسلامة والصحة المهنية ، حيث ينظر إلى معامل التكرير على أن دورها  ( الضر والحلب فقط )، وبمرور الوقت تحولت منظومة السلامة وانظمتها لهياكل عظمية بلا فاعلية ، لقلة النفقات والتقشف ، وتراكمات سوء الإدارة المالية عند تنفيذ برنامج السلامة وعدم ضمان جودة الأنظمة .

 

- مسئولية الموظف عن الخطأ :- 

 

مسئولية الموظف العام عن الأوامر الصادرة إليه من رئيسه ، فأنه لا يعفى من المسئولية إلا أستنادا إلى أمر صادر إليه من رئيسه ألا إذا أثبت أن ارتكاب المخالفة كان تنفيذا لأمر ((( مكتوب ))) بذلك صادر إليه من هذا الرئيس بالرغم من تنبيهه ((( كتابة ))) إلى المخالفة وفى هذه الحالة تكون المسئولية على مصدر الأمر وحده 

 

- الخطأ والمسئولية فى القانون :- 

 

نصت المادة ١٦٣ من القانون المدنى على أن كل خطأ سبب ضرر للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض ويستوى فى ذلك أن يكون الفعل إيجابيا أم سلبيا كالأهمال فى متابعة تنفيذ نظم السلامة وتشغليها مما يؤدى إلى حدوث حوادث .

ونصت المادة ١٦٧ من القانون المدنى على أنه لا يكون الموظف العام مسئولا عن عمله الذى أضر بالغير إذا قام به تنفيذا لأمر صادر إليه من رئيس كانت اطاعة هذا الأمر واجبة عليه ، أو كان يعتقد مشروعية العمل الذى وقع فيه ، وكان أعتقاده مبنيا على أسباب معقولة ، وأنه راعى فى عمله جانب الحيطة !!! 

ونصت المادة ١٧٤ من القانون المدنى على أنه يكون المتبوع مسئولا عن الضرر الذى يحدثه تابعه بعمله غير المشروع متى كان واقعا منه فى حالة تأدية وظيفته أو بسببها . 

( على كل موظف يسأل عن الخطأ عليه البحث عن براءته من المسئولية من هذه النصوص )!!!! 

 

- الالتزام والتطبيق النموذجي للمعايير العالمية للسلامة لا يولد خطأ أو مسئولية :-!! 

 

طالما التزمت بالمعايير المنصوص عليها فى نظم السلامة والصحة المهنية فلا مكان للخطأ طالما أن التطبيق وفقا لمقولة ( زى الكتاب ما بيقول ) ، يصعب تصور وقوع حوادث سيفتى وحتى لو حدثت تكون الخسائر ( صفر ) .

العاطفة لدى العمال جعلتهم يهمسون بأن سبب الكوارث هو حرمان العاملين من المزايا المالية ، وعدم الإحتفال بعيد البترول ، وأن الشركات لم تصرف مكافأة المولد النبوي الشريف، وفقا للمقولة أن اللقم تمنع النقم !!! 

 

منظومة السلامة والصحة المهنية على مستوى القطاع أصبحت فى حاجة ماسة إلى التصحيح بالاهتمام بمواكبة الأنظمة الحديثة ، والاهتمام بالموارد البشرية بصرف بدل مخاطر يتناسب مع امكانية الانتحارى البترولى الذى يقفز في النار وهو يقول الله أكبر ..وأظن ان المهندس طارق الملا وزير البترول سيعيد ترتيب البيت من جديد، خاصةً فيما يخص السلامة المهنية والأمن الصناعي، وقريباً سنسمع عن ذلك !!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟