بينما تعمل اكثر من 140 شركة بقطاع البترول ضمن منظومة سلامة وصحة مهنية آمنة %100 تختل منظومة السلامة في شركة الاسكندرية للبترول، وإن كان هذا لايمثل عيباً ولا خللاً في منظومة السلامة بقطاع البترول، لكن ما هي الدواعي الحقيقية للحريق والتي احرجت الوزارة في يوم الاحتفال بأسبوع السلامة الذي دشنه المهندس طارق الملا منذ مطلع العام الماضي ؟
في الساعات الاولى من فجر اليوم اندلع حريق باحد بالتنك رقم 206 في مخازن شركة الاسكندرية للبترول بالمنطقة الجنوبية، التنك كان معبأ بأكثر من 10 آلاف لتر من البنزين، وهو التنك الذي اشتعلت فيه النيران، بينما بجواره تنكات اخرى معبأة بمواد بترولية أخرى، وفور اندلاع الحريق تداول عمال الورادي الابطال داخل الشركات المجاورة فيديو للحريق، وهو ما ساهم في انقاذ الموقف، وعلى الفور قمنا نحن بالنشر واتصلنا بالعديد من المسئولين وعلى رأسهم رئيس الشركة ونائبه، لكنهم للاسف اغلقوا هواتفهم، ولم نجد من الساهرين المتابعين سوى المهندس عادل الشويخ رئيس شركة بتروجاس والكيميائي عمرو مصطفى رئيس اموك والمحاسب هشام نور رئيس إيلاب والكيميائي محمد علي الذي تواجد في موقع الحادث ولايزال هناك حتى الآن، واللواء عمرو الشربيني مدير أمن الهيئة الذي سافر للاسكندرية في تمام الساعة الثانية الا ربع، وقد كلف محمد علي رجال الشركة بسحب رصيد البنزين لتنكات إنربك لاخماد النيران، لكن بطل الواقعة لم يكن موجوداً، لقد كان يغط في نوماً عميق.
والاهم من ذلك أن شركة بتروجاس هي التي ساهمت بالدور الاكبر في تبريد الحريق الذي لايزال حتى كتابة هذه الكلمات مشتعلاً ، وتم سحب عشرة آلاف متر من الماء كانت موجودة في تنكات بتروجاس، ليتم بعد ذلك امدادهم بكميات من المياه عن طريق اموك وايلاب وانربك، كما ان عوامل الطقس ساهمت في التبريد، والله لطيف بالعباد، فلو شتاء الجو ونزول درجة الحرارة، ما كان احد يتوقع ما كان سيحدث وسط كتلة من اللهب تجمع شركات بترول الاسكندرية .
والسؤال: لماذا تتناثر السنة اللهب من شركات الاسكندرية على وجه الخصوص؟، واذا كانت شركة الاسكندرية تقادمت وتحتاج الى صيانة وتجديد، اليس ما حدث في سيدبك العام الماضي درساً يحب ان يتعلمه البعض؟..وكيف للوزارة ان تدشن اسبوعاً للسلامة ويحدث هذا يوم السلامة ؟
نعم الخطأ وارد ، والصناعة البترولية صناعة خطرة، لكن ان يترك مخزن بدون مياه فهذه مصيبة، ويجب ان يحاسب عليها المقصرون، نتمنى ان يتم الكشف عن الاسباب الحقيقية للحادث ؟