تدور الأيام وتتبدل الأحوال وتختلف الحسابات ، دنيا دوارة ، لا تدع الراكب راكب ، ولا حتى الماشى ماشى .
وما حدث فى قطاع البترول بالتغيير الفجائى لأحد القيادات البارزة أثار العديد من التساؤلات ، فجأة رأت الوزارة ضرورة إصدار قرار فورى بإبعاد رئيس كبرى الشركات دون سابق انذار أو سبب.
فرمان بتعيين المهندس محمد شيمى رئيس بتروجت وكيلا اول للوزارة للمشروعات!
التغيير سنة الحياة ، لكن هناك قرارات تستوجب التوضيح وتتطلب أن نفهم ، وكذلك أيضا من يخصه القرار ، فإذا كان الرجل نفسه لا يعرف لماذا تم إبعاده.
وللذين يقولون أنها ترقية بتنصيبه وكيلا للوزارة للمشروعات فهذا بالضبط لا يمكن تسميته سوى « شلوت » لفوق !
رأت الوزارة إصدار قرار فورى بترقية الشيمى إو إبعاده لإصلاح الأحوال ، فهل كل رؤساء الشركات ومعامل التكرير ورؤساء الشركات القابضة على مايرام .
نحتاج تفسيرا لما تم ، فالشيمى قيادة بارزة ورئيس شركة من أهم كيانات القطاع ، وكذلك الشيمى نفسه ، كان اكراما لتاريخه ان يعرف لماذا تم ابعاده .
ما حدث رسالة سلبية ، أزعجت القيادات ، ورؤساء الشركات ، وفتحت باب الاشاعات ، بعضهم يقول ان زيارة رئيس الوزراء شريف اسماعيل لديوان الوزارة قبل يوم من صدور القرار كان من ضمن ما ناقشته هذا القرار ، واخر يقول أن كرسى بتروجت صار مطمعا لاخرين ، والبعض يقول ان طموح الشيمى وسطوع نجمه
كان له ان يتوقف ، كلام كثير يتداول بين قيادات وافراد القطاع ، لكن تبقى الطريقة التى تعاملت بها الوزارة مع الرجل لا تتناسب مع مكانته ولا مع اى قيادة بالقطاع .
الشيمى بشر قد يصيب وقد يخطىء، وهناك من يحبه ومن يكرهه ومن يراه « تنك » أو «أليت » لكن من يقترب منه يدرك أخلاقه وطيبته.
نجح الشيمى فى جلب مشروعات لبتروجت وسعى للسير على خطى سابقية فى الاحتفاظ بمكانة هذا الصرح العملاق، واستلم الشعلة من المهندس محمد عبدالحافظ « أحدالمتميزين بقطاع البترول وركائزه» ، وتوسعت بتروجت داخليا وخارجيا ، من مسقط للعراق حتى الخليج والاردن والجزائر ، وكان لها دورا هاما بالمشاركة بالمشروعات القومية ، فى قناة السويس وأنفاقها وبناء المصانع بمختلف ربوع مصر ، وتجهيزات حقل ظهر ، والعديد من المشروعات، واجتهد الشيمى بسواعد أبناء بتروجت ليضعها بمكانة متميزة .
وحتى كتابة قرار نقل الشيمى أو ترقيته ، فازت بتروجت بتنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع خط "غاز- وقود اليمامة" بالمملكة السعودية بقيمة 96 مليون ريال سعودى .
لن يحتكر أحد المناصب ، ولكن الطريقة تتطلب كياسة ، حفاظا على كيان القطاع ، وتاريخ الرجل ، وأسرته . وكان بالإمكان إن ينتقل ضمن أى حركة ترقيات .
نزل القرار كالصاعقة على الرجل ، وتملك الخوف الجميع ، فالطريقة لا تليق .
فبعد أن كان يدير منظومة قوامها ٣٤ ألف عامل ، سينتقل لغرفة يقرإ الصحف ويحتسى الشاى والقهوة ، هكذا نستفيد بالكفاءات!
أيت الشيمى على رصيف محطات مترو الانفاق فى عز الثورة والاحداث ، يقف بين العمال والركاب حتى لايتوقف المترو عن العمل ، واجتهد فى صيانكو ، وانتقل لبتروجت وكان يعمل مخلصا للإرتقاء بها ، ولو طلبوا منه كتابة اقراربعدم الانتقال منها حتى المعاش لفعل .
ستبقى بتروجت كيانا كبيرا وعملاقا بأبنائها ،وسيبقى قطاع البترول زاخرا بالكفاءات والقيادات ،وسأظل أحترم المهندس محمد شيمى كواحد من أبناء القطاع المخلصين وأحد كفاءته المتميزة .
سيظل سر الشيمى عصيا على الحل ، وستكشفه الأيام ، وإن غدا لقريب .