للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

قيادة فريق العمل نحو السلامة ..مهارات علمية وأدوات (1)

قيادة فريق العمل نحو السلامة ..مهارات علمية وأدوات (1)

الكاتب : عثمان علام |

01:30 am 01/12/2018

| رأي

| 1706


أقرأ أيضا: Test

اسامه عباس مدني:


مما لا شك فيه أن البعض يمتلك الموهبة الفطرية للقيادة التي تمكنه من تحقيق قدر من النجاح لبعض الوقت، ولكن المدير المدرب الذي يمتلك المهارات العلمية والأدوات التي يستطيع توظيفها لقيادة الأفراد سوف يتمكن بكل تأكيد من الاستمرار في تحقيق السلوك الآمن لأفراد فريق العمل .. أهم القواعد العلمية هي مهارة المدير في المحافظة على مصداقيته وتكامل مواقفه التي يستشعرها الأفراد والتي تمثل أهم دافع وحافز لهم لجعل الشعور بمسئوليتهم تجاه أهداف السلامة كما لو كانت أهدافهم الشخصية .. الشعارات اللفظية والأحاديث المنمقة عن السلامة مهمة وضرورية ولكن غير كافية لتولد الحافز لدي فريق العمل تجاه السلامة إذا ما استشعر البعض أي تناقض بين الأقوال والأفعال والذي قد يظهر عفويا في مواقف معينة مثل تمرير التجاوزات وبعض السلوكيات غير الأمنة للإنجاز السريع والوفاء بالالتزامات.


عزيزي المدير .. هل سألت نفسك يوما عن ردود أفعالك تجاه سلوك الافراد (الايجابي / السلبي) بمكان العمل هل هي متوازنة؟  .. تعبر عن وضوح رؤيتك تجاه السلامة؟  .. ما هي الرسالة غير المباشرة التي يتلقاها منك فريق العمل؟  .. ناقش ذلك مع نفسك بحيادية وتجرد لتستطيع وضع الاستراتيجية المناسبة.. ابذل كل جهدك للتعرف علي أسباب أي سلوك ردئ من أحد الأشخاص داخل مكان العمل وابدأ في اتخاذ الاجراءات العلاجية فورا .. السلوك الرديء معدي! .. واعلم جيدا أن وقوع السلوك غير الآمن أو التجاوز أمام عينيك دون رد فعل مناسب من ناحيتك هو موافقة ضمنية منك علي ذلك السلوك وترخيصا بتكراره، أما إذا كانت السلامة بالنسبة لك أنت شخصيا مسألة شكلية فلا تكمل القراءة .. فكلامي هذا سيكون موجه لأشخاص أخرين.


في كتاب "الدافعية والشخصية" الصادر عام  1954 قام عالم الاجتماع الأمريكي أبراهام ماسلو بصياغة نظرية فريدة ومتميزة في علم النفس ركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الدافعية للشخصية الإنسانية. حيث قدم ماسلو نظريته في الدافعية الإنسانية Human motivation حاول فيها أن يصيغ نسقاً مترابطاً يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكّله. في هذه النظرية، يفترض ماسلو أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج أو نظام متصاعد Hierarchy من حيث الأولوية أو شدة التأثير Prepotency، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية أو الأعظم حاجة وإلحاحاً فإن الحاجات التالية في التدرج الهرمي تبرز وتطلب الإشباع هي الأخرى، وعندما تشبع نكون قد صعدنا درجة أعلى على سلم الدوافع، وهكذا حتى نصل إلى قمته. 


وتبدأ هذه الحاجات والدوافع وفقاً لأولوياتها في النظام المتصاعد بالحاجات الانسانية الأساسية التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر (الغذاء، المأوى، الملبس...إلخ)، ثم في المرتبة الثانية الحاجة لاستشعار الأمان ولها ارتباط وثيق بشعوره بخلو مكان عمله من المخاطر والتهديدات لصحته أو سلامته البدنية ويأتي في المرتبة الثالثة الحاجة إلي الحب والانتماء ضمن أسرة ومجتمعات يعايشها، وفي المرتبة الرابعة الحاجة إلي التقدير سواء الاحساس الداخلي بالقيمة الذاتية أو اكتساب احترام وتقدير الأخرين وفي المرتبة الخامسة تأتي الحاجات العليا وحاجات تحقيق الذات وبلوغ الآمال .. وما بين المرتبة الثانية والمرتبة الرابعة من هرم الاحتياجات تستطيع عزيزي المدير أن تصيب أهدافك في تشكيل قناعات واعتقاد افراد فريق العمل بجهد يسير وإضافات بسيطة لأنماطك الطبيعية في علاقاتك الانسانية بأعضاء الفريق تدعم بها روح الأسرة والتراحم والتقدير، اخلق الانتماء لك شخصيا ولمكان العمل واعلم أن الجميع سيستشعر حرصك الشديد عليهم ومحاولاتك مد أواصر المعروف .. استفد من مساحات الوقت التي قد تتاح للأحاديث الودية التي تعبر بها عن ذلك ولا مانع من تطعيمها بأحداث ووقائع تاريخية وخبرات مفادها الترغيب في الأمان والسلامة بمكان العمل والترهيب من مخاطر الاهمال والتجاوز .. لا بد أن يشعر العامل بأن الالتزام بقواعد السلامة وقواعد العمل هي أهم أسباب تميزه والوسيلة الضرورية لإرضائك ومن ثم جني المزيد من المزايا والتقدير.. استغل برامج التحفيز المادي والمعنوي المتاحة مثل المكافآت والجوائز وشهادات التقدير وزيادة مساحات التفويض في الصلاحيات والمشاركة في اتخاذ القرار وبخاصة في أمور السلامة .. الشعور بالمسئولية زاوية أكثر جاذبية للنفس الانسانية من زاوية الالزام بالواجبات وتلقي الأوامر والتعليمات .. وهكذا إلي أن يستقر في وجدانه القناعة بالتزام السلوك الأمن ويثابر عليه ليتحول إلي أساس واعتياد في تصرفاته الشخصية حتى خارج نطاق العمل.


أفراد فريق العمل لا يقع ضمن أولوياتهم خطط تحقيق نجاحك الشخصي أو بناء أمجادك الوظيفية لأنها لا تمثل احتياج نفسي لدى أي منهم .. لا تجعل من نفسك آلة ضغط متواصل وعنيف لا يصدر عنها إلا أوامر وتعليمات لتحقيق نجاح لحظي ومؤقت مهدد بهفوة أوسقطة من فرد مقتفد للتوجيه الملائم يحتاج قدوة ومثل يسير علي خطاه.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟