للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

مراية الحب... و فاصل من اللاموضوعية الكروية

مراية الحب... و فاصل من اللاموضوعية الكروية

الكاتب : عثمان علام |

06:21 pm 04/11/2018

| رأي

| 1391


أقرأ أيضا: Test

 مصطفى ياقوت:


نسمع دائما أن "مراية الحب عَمْيَة" و "القرد في عين أمه غزال" و غيرها من الامثال الشعبية كناية عن تأثير الحب و العاطفة في التغاضي عن العيوب و إعلاء المميزات و المميزات فقط فوق أى إعتبارات أخري.


الثابت لدي شعوبنا العربية في معظم الأحيان هو تقديم العاطفة على العقل و هذا من المغالطات المنطقية الشهيرة التي نستخدمها باستمرار, و هو ما أَطلقت عليه "اللاموضوعية في التفكير".


إحقاقاً للحق, اللاموضوعيه تضرب كل جذور المنطق في حياتنا و هو ما يتأصل في إعلاء القوميات الخاصة فوق القوميات العامة, فأولادي أفضل أولاد حتي لو كانوا مدمنين و عائلتي هي الأعلي شأنا و إن كان ثلاثة أرباعها محتالين و بلدي الأفضل حتي لو كانت من دول العالم الثالث و الإدارة التي أعمل فيها هي المكان الوحيد الذي يؤدي ما عليه في الشركة التي يوجد بها آلاف العمال ،و لإيماني بأن الدين الذي أعتقد فيه هو الأصح فلا مانع من ازدراء أصحاب الديانات و المعتقدات الأخري و هلم جرا.


و هنا يستحضرني كلمات عظيمة جاءت في كتاب للمغالطات المنطقية "الحقيقة ليست مُلزَمة بأن تتبع أهواءنا و إنما نحن الملزمون بأن نتبع الحقيقة", و "الحجة يجب أن تستند على دعائمها المنطقية الخاصة بها", كما " يكمن الخطأ في أن تأخذ العاطفة مأخذ الحجة".


المشكلة الناتجة عن هذه المغالطة ليست بسبب الإعتقاد فقط, لأنك تملك كل الحق في أن تؤمن بعظمة بلدك أو عائلتك أو فريقك أو عملك. المشكلة تنتج عندما يقودنا هذا الإعتقاد إلى التمادي في أفعال خاطئة, فأنت تعتقد أن بلدك عظيمة و تلهم العالم و "مفيش منها اتنين" مما قد يكلفك صدمة شديدة إذا ما سافرت حول العالم و عرفت قدر بلدك الحقيقي, و اعتقادك بأن دينك هو الدين الصادق قد يؤدي بك إلى مزيد من العنصرية و العداء بدلا من التسامح و الرحمة, و هكذا تقودنا عاطفتنا إلى ما لا يحمد عقباه.


هذه المغالطة تبرز و بشدة عندما يتعلق الامر بفريقك المفضل الذي تشجعه فمهما كانت الظروف و الملابسات ففريقك المفضل دائما على حق فيما أَطلقت عليه "اللاموضوعية الكروية".


المشكلة الأكبر إن المناقشات و الجدالات أصبحت تدار على نطاق أوسع من خلال صفحات التواصل الإجتماعي و للأسف لا يخلو الأمر من التراشق بالألفاظ و توجيه الإتهامات بالباطل و تأجيج حدة الخلاف. كل هذا يحدث تحت وطأة العاطفة لا العقل و يتم إدارته بواسطة أشخاص غير مؤهلين لإدارة الحوارات و النقاشات.


أكاد أجزم أن 99% من مسئولي الصفحات الإجتماعية على الفيسبوك و تويتر و غيرها من أصحاب الفئة العمرية 15-25 عام و المعروف للجميع أنها مرحلة "طيش الشباب" و تغليب العاطفة على العقل" فبكلمة واحده لا يلقي صاحبها لها بالاً, ممكن الممكن أن تُقتل نفوس بريئة.


أنا لا أطالب بالتوقف عن التشجيع أو أن تدعم فريقك المفضل و لكن ما أنشده من المشجع الكروي في بلد تنتمي للعالم الثالث مُثقلة بهموم اقتصادية و سياسية و أمنية هو التحلي بقليل من الموضوعية وأن تكون مدة تريند التراشق الكروي على صفحات التواصل الاجتماعي متناسبة مع قدر تفاهتها و ذلك لإخلاء الساحة لأمور أخري أكثر جدية.


كاتب المقال- مهندس بشركة بترول خليج السويس" جابكو".

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟