لست مع الذين يهيلون التراب على كل شيئ ، لأننى أؤمن أن هناك فارق رهيب بين النقص والأنعدام ، وفى مستهل بناء أى حقيقة يكون للعين والأذن دور فى بناء هذه الحقيقة
ونعرض لكم بعض الحقائق من دفتر أحوال الواقع :-
١ - الفرق بين المنحة والمكافأة
أهتمت التشريعات واللوائح الوظيفية الخاصة بالموظفين العموميين بمنحهم مزايا مالية إضافية خلاف دخلهم الشهرى المحدد ومن صورها المنح المالية والمكافآت التشجيعية .
المنحة هى إعانة مالية يستفيد منها الموظف بهدف المساهمة والمشاركة فى تحمل جزء من مصاريف المعيشة ، ويتم منحها فى المناسبات والاحتفالات الرسمية لمراعاة البعد الإجتماعى للموظفين محدودى الدخل .
ويتذكر الكثير منا فى هذه الأيام المنح المالية مع حلول عيد البترول فى ١٧ نوفمبر ، والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يوم ٢٠ نوفمبر ، إلا أن الحقيقة أن نظام وسياسة الخصوصية والمنح المالية أصبح فى ذمة التاريخ ، وأن نظام المنح المالية الذى طبقه المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق ، أصبح من الذكريات الجميلة فى حياتنا ( عمر إللى راح ما هيرجع تانى !! ) .
أما المكافأة المالية فهى مايعطى أو يمنح للعامل اعترافا بخدمة وفضل، أو بعمل جدير بالتقدير، ويتم منحها من أجل تعزيز الأداء ورفع الإنتاجية ، وضمان الشعور بالفرحة والسعادة للموظفين من خلال المخصصات المالية لكل جهة على حدة ، وبالتالى يصعب تعميمها أو المساواة بين الشركات فى منحها فى المناسبات والاحتفالات الرسمية !!
وكل قطاع حسب مخصصاته المالية ، القطاع العام وقطاع الأعمال العام ، والقطاع المشترك ، والقطاع الإستثماري والخاص، لتصبح المكافأة هى البديل للمنحة ، كمساهمة رمزية لأن الأجر على قدر الإنتاج !!
إنتهى نظام المنح المالية فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ ، بتوزيع المنح الإضافية التي يحصل عليها العاملين على شهور السنة بواقع نصف شهر من الأجر الأساسى للعامل بحد أقصى لكافة المستويات الوظيفية ، لنصل إلى حقيقة ( عمر إللى راح ما هيرجع تانى ) تعظيم سلام وتحية للمهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق بمناسبة عيد البترول وذكرى المولد النبوي الشريف ، وتعظيم سلام للمهندس طارق الملا الوزير الحالي الذي نتمنى أن يعيد هذه المناسبات مرة أخرى.
٢- البدلات من حق الشركات لا الأعضاء .
فى ظل نظام تعدد العضويات لمجالس الإدارات فى أكثر من شركة ، يتقاضى العضو أكثر من بدل حضور ، وتختلف بدلات الجلسات حسب القطاع الذى تنتمى إليه الشركة ، ليحصل العضو على أكثر من بدل مالى .
والحقيقة أن هذه البدلات من حق شركته التى يعمل فيها وليست من حقه الشخصى ، ويصرف له المصاريف الفعلية التى يتحملها للقيام بمهام تمثيل شركته التى يعمل بها ويحمل عضوية مجلس إدارتها و التى عن طريقها اكتسب عضوية جديدة فى مجالس الإدارات الأخرى !!
ماذا سيكون الوضع لو آلت البدلات التى يحصل عليها الأعضاء من الشركات لجهة العمل الأصلية ، و التى لولا اكتساب عضوية مجلس إدارتها ما اكتسب عضوية أى شركة أخرى !!
والحقيقة أن هذه البدلات تحوم حولها شبهة المال الحرام !!
٣- الحب فى زمن البطاطس
تتميز البطاطس أنها غنية بفيتامين سى والكالسيوم ، وأنها تساعد أولئك الذين يعانون نقص التغذية ، وينتج العالم حوالى ٣٦٥ مليون طن من البطاطس سنويا ثلثها فى الصين والهند .
وقد ارتفعت أسعار البطاطس فى أسواق السلع الغذائية ، ليكون الإيقاع التقليدى والأسلوب الأنشائى بأن هناك احتكارات فى مختلف المجالات ، وأن من أهم التحديات التى شغلتنا عن الكثير من القضايا الهامة تثبيت سعر كيلو البطاطس عند عشرة جنيهات ، ٢٠١٨ سنة البطاطس !!
٤ - الفجوة .
فى مواجهة صريحة للواقع يجب أن نعترف بالهوة السحيقة بين القواعد المثالية العادلة التى لها فى النفس بريق السحر ، وبين ما نشهده كل يوم فى محيط حياتنا .
واقع بعيد كل البعد عن المثالية والعدالة ، لذا فإن مهمة رجل القانون لا تنصرف أساسا إلى دراسة ما ينبغى أن يكون من وجهة نظره الشخصية ، بقدر ما تنصرف إلى دراسة ما هو كائن بالفعل من أوضاع القانون الوضعي فى المجتمع .
والحقيقة الواقعية تعكس لنا كثرة الأدعياء الذين يتحدثون فيما لا يعلمون ويدلون بما لا يفقهون ، ويتفننون فى التضليل ، حتى تشتت الأفكار والمبادئ المثالية بين الناس ،واهتزت العقيدة لدى البعض الذين لم يعد لديهم ثقة فيما يسمعونه أو يرونه .
أنها المأساة المتكررة الثقة الغير ملموسة لأن المعايير تائهة والشفافية غير منظورة والإحساس العام بالتنافسية أحساس غير حقيقى .