سوف ابدا حديثي باستخدام جملة شهيرة تم استخدامها في أحد الأفلام الكوميدية "أين أشيائي" او بالأحرى أين باقي الانترنت ولماذا لا نستخدمه ولا نعلم عنه شيئاً ولكن دعنا نتعرف سويا ما هو الانترنت وماهي الشبكة العميقة أو الجانب الاسود من الإنترنت أو الانترنت المظلم (Deep Dark Internet)
الإنترنت هى اللغة العالمية التي يستحدثها العالم الان فهى الشيء المشترك بين الجميع، وبالرغم من أن الإنترنت مازالت تكنولوجيا شابة إلا أنه من المستحيل الاستغناء عنها ، لقد اندمجت حياتنا بالإنترنت تمامًا وأصبح كل شيء تقريبًا متصلًّا بالإنترنت، وبتنا نعتمد عليها في أمور كثيرة في حياتنا، فكلمة “ذكي” أصبحت بشكل ما لقب لا يطلق سوى على ما يمكنه الاتصال بالإنترنت، فالإنترنت عبارة عن شبكة من الشبكات المتداخلة والمترابطة والتي تصل العالم كله ببعضه البعض، وتمتد بامتداد اليابسة والمحيطات وحتّى الفضاء. ولعل بعضكم قد تسائل يومًا كيف تعمل هذه المنظومة العالمية؟ لنفهم طبيعة الإنترنت وفكرة عملها التي تتكون من مكونين أساسيين، المكون الأول هو Hardware، ويشمل كل شيء بدءًا من الكابلات والأسلاك التي تحمل البيانات وصولًا لجهاز الكومبيوتر الذي أمامك. هناك أنواع أخرى من الاجهزة الذي تعتمد عليها الإنترنت بشكل أساسي مثل Routers وServers و Switches وأبراج الموبايل والأقمار الصناعية وموجات الراديو، بالإضافة لكافة أنواع الأجهزة التي يمكنها أن تتصل بالإنترنت. كافة الأجهزة والأدوات السابقة عند اتصالها ببعضها تخلق ما يعرف بالشبكة، وعند اتصال هذه الشبكات ببعضها على نطاق عالمي تتكون شبكة من الشبكات وهو ما نعرفه بالإنترنت وهو ما نستخدم فقط منه ما لا يزيد عن 1% مقارنة بالانترنت الأسود 99% وبما أن الحكومة الأمريكية هي التي قامت بتمويل المشروع في البداية يمكننا أن نفترض أن الولايات المتحدة في وقت ما كانت تمتلك الإنترنت.
ولكن إنتشر اخيراً مصطلح "الشبكة العميقة" أو "دارك ويب" بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية، لتمثل بديلا "حرا" للتصفح ومشاركة البيانات. ولكن ما هي الشبكة العميقة؟ وكيف تعمل؟ وما هو سبب وجودها؟
الحقيقة أن "دارك ويب" ليست إبتكارا جديدا في عالم الإنترنت ولكنها بدأت مع بداية الشبكة الشرعية التي نستخدمها يوميا، فكلنا نعرف الانترنت وكيف نتعامل معه يوميا بتصفح المواقع و التحميل، ولطالما إعتقدنا ان كل شيء موجود على محركات البحث المعروفة.
في البداية أود شرح طريقة عمل شبكة الإنترنت المعروفة وهي عبارة عن بروتوكلات تنظم البنية التصميمية للشبكة لتؤمن التوافق بين الشبكات المختلفة. من أوائل هذه البروتوكولات حزمة "تي سي بي/ آي بي" (TCP/IP) وهي إختصار لـ Transmission Control Protocol/Internet Protocol ، وبروتوكول "نقل النص الفائق" (HTTP).
أما "دارك ويب" فهي اجهزة مرتبطة بالشبكة لا يمكن الوصول إليها. وقد يكون السبب عدم وجود وصلات إنترنت تصل إلى محتويات تلك العناوين أو لأن تلك المحتويات تنتج تلقائياً، لذا نجد أن محركات البحث لديها صعوبة في فهرستها أو إظهارها في نتائجها. وهي مجموعة من المواقع غير المعروفة ولا يتم توثيقها في مواقع البحث ولن يجدها المستخدم لدى بحثه في اي محرك بحث، لانها تستخدم نطاقات مختلفة عن التي تستخدمها الشبكة العادية مثل .com و .net . ولكن هناك نطاقات بديلة مثل .onion و .i2p و .bit . ولكي تستطيع الدخول الى هذه المواقع تقوم باستخدام برامج خاصة وعادة يستعمل لهذا الغرض نوع (peer-to-peer file sharing) (ويتم الدخول الى هذه الشبكة من طريق "محركات بحث" خاصة أشهرها "تور"، وبدأ العديد من المستخدمين الدخول الى هذه المحركات التي تخفي الهوية لمزيد من الخصوصية والحرية في تصفح الانترنت، ولكن ادى هذا الى ممارسات غير قانونية تسمح لأي شخص بتدشين مواقع على الشبكة العميقة للترويج عن منتجات محظورة مثل المخدرات والاسلحة والدعارة والاتجار بالبشر وغيرها من الانشطة غير المشروعة مثل شراء جواز سفر تابع لأي دولة وحتى تجارة الأعضاء البشرية واستئجار القتلة المحترفين.
ومن المواقع المشهورة موقع "سيلك رود" الذي اغلقته الحكومة الاميركية بأمر فيديرالي في أكتوبر 2013 بعدما وصلت مبيعاته إلى بليون دولار. وتتم عمليات الدفع على هذه الشبكة من طريق عملة "بت كوين" التي لا تترك أي أثر لها ويستحيل تتبعها. وسجل أول تعامل بها في العام 2006. وهنا تكمن خطورة هذه الشبكة، اذ لا يوجد أي نوع من الرقابة عليها ولا تخضع لأي قوانين معروفة، ومن الصعب بل من المستحيل تتبعها. وحاول الكثير من الأجهزة الأمنية تتبعها ولكن محاولاتها باءت بالفشل، حتى أن "وكالة الأمن القومي" الأميركية إعترفت بذلك.
وكشفت دراسة أجرتها مجموعة " Chaos Computer Club" أكبر مجموعات القرصنة في أوروبا، حول "الشبكة العميقة" أن المواقع الموجودة عليها وتحظى بحركة مرور عالية، تقدم محتوى إباحي غالبه عن الأطفال، وأن إجمالي عدد المواقع بلغ 45 ألف موقع تستخدم تقنيات "تور". وأظهرت الدراسة أن مواقع تجارة المخدرات على الشبكة تمثل 24 في المائة وشهدت حركة مرور بلغت 5 في المائة ، فيما شهدت مواقع للتسريبات نسبة ضئيلة للغاية بلغت 0.10 في المائة من حركة المرور الإجمالية لتلك المواقع.ولا يقتصر الأمر على المجرمين والفاسدين فقط في إستخدام "دارك ويب" ولكن هناك بعض الصحافيين يستخدمون الشبكة لجمع المعلومات أو نشر تسريبات مثلما حدث مع جوليان أسانغ في "ويكيليكس" وقضية إدوارد سنودن الشهيرة المتعلقة بتسريبات "سي آي أي".
وعلى الرغم من وجود مثل هذه الممارسات على الشبكة الشرعية ايضا، لكن الفرق في سهولة تتبعها ومكافحتها، لذا قد تحتوي الشبكة العميقة على كنوز من المعلومات ومواقع غريبة ومريبة وغير قانونية ولا أخلاقية، إلى جانب القليل من اﻷشياء اﻹيجابية، منها: