حظه ـ وقد اعترف بذلك فيما بعد ـ ان ساقه غضب اسرته عليه ومنع الاموال عنه ان اعتمد علي نفسه وهناك في حواري باريس عرف كيف يكون العمل وجديته وبالتالي كيف يعيش الفقراء حياة قاسيه وهنا تتبدل افكاره كلها ويختار نهجا جديدا منحازا هذه المره للطبقات الدنيا مؤمنا بالاشتراكية وفي بلد يشهد حركه حزبيه نشطه وحركات اشتراكية اكثر نشاطا .
بعض المصادر تقول انه مارس العمل الحزبي بفرنسا الا ان المؤكد انه حقق نجاحا ملموسا في الفن الذي عشقه وترك ادنيا وفارق الاهل من اجله وهو التمثيل..ستشاهدونه في اعمال فرنسيه ..واخري عربيه ناطقه من خليط من الفرنسيه والعربيه وهي انتاج دول عربيه شقيقه مثل فرنسا او المغرب لكن يبقي المؤكد ايضا انه خيط الوطنيه لم ينقطع ويجرفه الحنين الي الوطن ليقبل اول عمل سينمائي كبير يعرض عليه وهو ما عرفه الناس من خلاله واشتهر به وكان " الصعود الي الهاويه " الذي لاقي نجاحا اكبر من سابقيه اللذان اشترك بهما وهما فيلمي "الكداب " و "على من نطلق الرصاص " في بدايات انطلاق افلام مواجهة وفضح الانفتاح الاقتصادي وما تسبب به من فساد .. لينطلق بعده سينمائيا وتلفزيونيا فكانت " احلام الفتي الطائر " و" حب في الزنزانه " وبعدهما كان تميمة الحظ ونجم الشباك المشارك وفاكهة كل عمل من سنبل الي ونيس ومن " خائفة من شئ ما الي " طيور الظلام " !
يندر ان نجد اصحاب التنويعات يحققون نجاحات كبيره .لكننا معه صدقناه في رجل الاعمال الفاسد الي الثري الشرير الي النصاب المستغل كما كان في فيلمه الشهير مع صلاح ابو سيف " البدايه " ( لفت نظرنا في هذا الفيلم كون الطائره المنقذه لابطال الفيلم في نهايته هي طائره عسكريه وثار الجدل وقتها لكن يبدو ان قدر القوات المسلحه هو حماية الشعب وانقاذ الوطن من الانهيار عند الضروره) الي الكوميديا كما في حالات عديده .. ورغم نمطيته التي صاغها خليط حياته بين مصريته وفرنسيته الا ان روحه مصريه بالكامل فيتفاخر بقرابته بهدي شعراوي ويصفها بالتي " قاومت الانجليز " وليس " بالرائده النسائيه " مقدما اولوياته وعند مفترق طرق اي حوار في الوصول الي السياسه بشكل مباشر والتحولات الاجتماعيه في مصر ينحاز بلا تردد وهو ابن العائله الاستقراطيه الي الشعب والي بسطاءه وفقراءه فيقرر ان كثيرين في عائلته يختلفون مع اجراءات ثورة يوليو وجمال عبد الناصر الاجتماعيه لانهم اضيروا منها لكنه يختلف معهم ويري ان قانون مثل الاصلاح الزراعي من افضل ما صدر في هذا الاتجاه علي الاطلاق وان هذه حقوق الفلاحين ردت اليهم وانه لا يصح ان تستأثر فئه بخير البلاد واغلبية الشعب لا تجد شيئا وهنا يرتقي بموضوعيه لا يتداخل فيها الخاص مع العام كما يفعل البعض منهم حيث لا يفوتون اي فرصه الا للانتقام العائلي! وقد انتمي ـ وهذا منطقيا ـ الي حزب التجمع التقدمي الوحدوي واعطاه بعضا من وقته في كثير من فعالياته !
امس لم خسر فنانا عظيما فحسب وانما خسرنا انسانا حقيقيا يشهد له الجميع بحسن الخلق وطيب السلوك وحنوه علي الجميع ولم يكن غريبا حزن الناس عليه وكيف لا وقد امتعهم كثيرا كثيرا وربما لم يتسبب في ازعاجهم مره واحده..اللهم الا بآخر اخباره..خبر رحيله!