عام 1915 حضر شوقي بك مسرحية لفرقة عبد الرحمن رشدي، ففوجيء بطفل في التاسعة يغني بين فصول المسرحية بصوت جميل، لكن أمير الشعراء غادر العرض غاضبا وأرسل لحكمدار القاهرة يطالبه بمحاسبة الفرقة لتشغيلها واستغلالها أطفالا. الأمر الذي أحزن الطفل الصغير محمد عبد الوهاب.
ومرت السنوات وحضر شوقي بك حفلا بالإسكندرية فاستمع للشاب محمد عبد الوهاب وأعجب بصوته, وكتب له أغنية " توحشني وأنت ويايا/ وأشتاق لك وعنيك في عنيه/ واتذلل والحق معايـــــا/وأعاتبك ما تهونشي عليـــا"
ومن يومها لزم المطرب الصغير بصوته العبقري باب أمير الشعراء، ولأن شوقي كان لا يلقي قصائده مثل حافظ إبراهيم فقد وجد في عبد الوهاب ضالته، فكان يلقي القصائد نيابة عن شوقي وفي حضوره.
ونال المطرب رعاية الشاعر الكبير وتعلم منه الكثير، حتى خصص له مجلسا ببيته (كرمة ابن هانيء بالجيزة) وسماه (عش البلبل) كناية عن عبد الوهاب، وطبعا هذا غير كباريه عش البلبل بأول طريق الإسكندرية
وفي العشرينيات لمع نجم عبد الوهاب، لكن قربه من شوقي أثار غيظ العقاد لخصومته مع شوقي. لدرجة أنه قال: "صوت جميل لولا قربه من شوقي".. ورغم ذلك كتب فيه العقاد قصيدته المشهورة
إيه عبدالوهاب، إنك شاد
يطرب السمع والحجي والفؤادا
قد سمعناك ليلة فعلمنا
كيف يهوي المعذبون السهادا
يقول عبدالوهاب: "فتح القدر لي عن طريق شوقي مدارس لم يوفق إليها أحد"
عبد الوهاب تعلم وثقّف نفسه وتواضع من أول صورته واقفا وراء شوقي وسعد زغلول، حتى استغرابه من طريقة أكل أم كلثوم حتى وصل لما وصل إليه