للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

أحمد الغرباوى يكتب:حَمْدِى البَنبّي فارس الذهب الأسود ذِكْرى بلانسيان

أحمد الغرباوى يكتب:حَمْدِى البَنبّي فارس الذهب الأسود ذِكْرى بلانسيان

الكاتب : عثمان علام |

04:28 am 12/08/2018

| رأي

| 2150


أقرأ أيضا: Test

 في 11 أغسطس عام 2016 م؛ فقد قطاع البترول إنساناً من زمن جميل.. يزدان به القطاع بما أضافه؛  ولايَزال يُؤتى ثماره للأجيْال الحَاليّة من انجازات على المستوى العملي والإنسانى ليْس لها مَثيل..بل وأزعم أنّ الراحل الكبير في مجال صناعة البترول عالما وقيادة وإدارة وانسانية متفرّدة.. مثل الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل في عالم الصحافة والكتابة.. آخر جيل العمالقة..

ويجيء رحيل البَنبي مخلفاً شجناً يؤلم.. وخوفاً يُرعب.. من رحيل أيْام لن تنسى.. أيّام كم لها من تسجيل وحفر خلود تاريخ.. وذلك بطىّ صفحة آخر جيل العمالقة المؤثر في اقتصاديات البترول بمصر، ووزيراً متميزاً.. وواحد من خبراء القرن.. ومن إبداع الخلق قدوة بشر من الصعب أن تعوّض على وجه الأرض.. ومن النادر أن يَجود بها الزمن في عالم صناعة البترول.

يأتي الدكتورحمدي البنبى وزير البترول والثروة المعدنية الراحل؛ والمهندس والخبير العالمى في كل مجالات صناعة البترول واحداً من جيل العمالقة قيادة وإدارة..

وما نَحن هنا لنسجل تواريخ مولده وتعدّد مناصبه.. وأسرته.. و..فكلّ هذا التسجيل متوفّر للجميع..فالراحل كبير يبدأ حياته العملية فى عام 1963م مهندس انتاج بالشركة الشرقية للبترول لمدة 3 سنوات.. التي غدت شركة بترول بلاعيم الآن.. والتي يفخر كُلّ من يعمل بها.. أنّه يَشرف بأنّ البنبي كان وَاحداً من أبنائها يوماً ما.. والتي على مدار رحلة عملها مصدر لجميع قيادات القطاع.. ومصنع تفريغ للطاقات الشابّة عِلماً وإبداعاً.. 

في ذكراه وهو يحيا بيننا حمدي البنبي الذي لم يَعرفه أحد.. الراحل الكبير إنساناً وعالماً مخلصاً لوطنه قبيْل أن يَكون وزيراً وخادماً لاقتصاد مصر..

فهو أوّل من دَعا لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود في السيّارات.. وتوسّع في مَدّ شبكاته إلى مُختلف المُدن لاستخدامه في المَنازل.. وبدأ تطبيقه في استخدامات جديدة كالتكييف. .وعندما  تَولّى  منصب وزير البترول والثروة المعدنية بادر بتنفيذ سيْاسة جديدة لتشجيع الشركات العالمية للتنقيب عن البترول وإنتاجه بالميْاه العميقة والمناطق النائية..  والتعاون المشترك بين وزارتي السياحة والبترول.. لتحديد اشتراطات أراضس ساحل البحر الأحمر في المنطقة الواقعة بين مدينتي السويس وحدود السودان في النشاطين السياحي والبترولي.. ودخول القطاع الخاص المَصري مَجالات البَحث والتنقيب عن البترول.

 حمدي البنبي الذي لم يعرفه أحد..

هو الراحل الكبير انساناً وعالماً مخلصاً لوطنه قبيْل أن يكون وزيراً وخادماً لاقتصاد مصر..

وفى عهده تم افتتاح أحدث مركز لحماية البيئة في الغردقة بالبحر الأحمر.. وكذلك تعديل بند الغاز.. حيث يتم تسعيره بمعادلة.. تقوم على أساس الزيت الخام؛ بدلاً من المازوت متوسط الكبريت..

كما تم بدء تشغيل مشروع غازات عبر الخليج.. بهدف استغلال ونقل الغازات من تسهيلات الإنتاج بمنطقة بلاعيم التابعة لشركة بترول بلاعيم.. أوّل شركة يعمل بها الراحل الكبير بسيناء وحقل شمال أكتوبر بخليج السويس.

  حمدي البنبي الذي لم تعرفه الأجيال الحالية التي تعمل فى مجال صناعة البترول وشباب مصر.. الراحل الكبير إنساناً وعالماً مخلصاً لوطنه قبيْل أن يكون وزيراً وخادماً لاقتصاد مصر..

ساهم في دراسة إنشاء متحف البترول المصري.. بهدف تجميع تراث مصر البترولي.. وتم في عهده افتتاح المرحلة الأولى لمشروع زيْادة الطاقة التخزينية لخط سوميد بسيدي كرير.. لتصل إلى 3.2 مليون متر مكعب.. وتشغيل أحدث مُجمع لخلط الزيوت المعدنية بالشرق الأوسط وأفريقيا بالعامرية.. والبدء في الإنتاج من حقل " مليحة " العميق لشركة عجيبة .. وكشف " كنز " التابع لشركة خالدة للبترول.. و تنفيذ مشروع تشغيل حقل " الأبيض " أكبر كشف للغازات الطبيعية..

حمدي البنبي الذى لم يعرفه أحد.. الراحل الكبير انساناً وعالماً مخلصاً لوطنه قبيْل أن يكون وزيراً وخادماً لاقتصاد مصر..

في عهده بدأ لأوّل مرة في مصر والشرق الأوسط تشغيل أجهزة التكييف باستخدام الغاز الطبيعي.. وافتتاح حقل " برج العرب " في الصحراء الغربية.. وهو أوّل حقل بترول قطاع خاص مصري.. وحقل بترول بنى سويف.. ويعد أوّل حَقل منتج بالمنطقة..ويخرج بقطاع البترول على الخريطة العالمية.. ويتم توقيع إتفاقية بين هيئة البترول ومؤسّسة إينى الإيطالية.. لمدّ خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من الحقول البَحريّة بالبحر المتوسط إلى شمال سيناء عبر نفق أسفل قناة السويس.. وبدأ تنفيذ المشروع في أغسطس 1998 .

حمدي البنبي الذي لم تعرفه الأجيْال الحاليْة؛ والتي تعمل فى مجال صناعة البترول وشباب مصر.. الراحل الكبير انساناً وعالماً مخلصاً لوطنه قبيْل أن يكون وزيراً وخادماً لاقتصاد مصر..

افتتح أوّل مشروع لخط أنابيب بحري.. لنقل البوتاجاز عبر الخليج من حقول بلاعيم بجنوب سيناء إلى مستودعات التخزين الرئيسية بمنطقة رأس بكر بشرق خليج السويس.. ومنها إلى مراكز التوزيع بالقطاميّة..

وفي إحدى المقابلات الصَحفيْة وسيْادته..  وكان معي أحد المصوّرين.. لا أجد أمَامى وزيراً!

ولم يحدّد مسارات ومنحنيات وإقامات خطوى صَفّ حرس.. يمهّد دخولي لمكتبه بالدور الثانى.. أمام المبنى المواجه لكلية طبّ الأزهر بشارع المخيّم الدائم بجوار مدينة نصر .. حيث كانت الوزارة.. ولا كتيبة من السكرتارية تحجبني مسافات.. حيث يشرف المكان بحلّه ويتزيّن مكتبه بشرف حضور هذه الانسانيّة النادرة..؟ 

وتستقبلنا بَساطة العظماء.. ورِفعة القامات.. وأناقة راقيْة فى مَظهره.. ويلفّنا بدفء رَخامة صوته.. وهدوء يخدرك فى سَلاسة وألفة أولاد بلد في رقىّ وعذوبة نيل مصر؛ قبل أن يلوّثه أبنائها..! 

تواضع إنسانيّة.. بَشاشة وَجه أبّ.. حِديّة التزام.. وحِنيّة ابتسام.. وبكلّ تواضع العُلماء الذين يَرفعهم الله لأعلى المناصب؛ وأسمى مكانة دنيا وآخرة إن شاء الله.. يفتح قلبه.. ويملأنا بالحلم والأمل.. جِديّة غير عَاديّة في الكلم.. وأنت في حضرته؛ تشعر أنّه لايتسلّى بالحوار.. ولا يَهزل.. ولا يَرضى أن يمرّ برؤيته العلميّة شيئاً دون وضوح.. أو يعلّق به حرفاً أو كلمة تهدف لشو إعلامي.. أو جملة تصدر منه عفواً تقصد شخصه مدحاً او دعاية.. حريصاً في أدنى قول، لايشوبه لبس مَعنى.. أو يَفهم مِنها سراب فِعل! 

وتشعر وهو يتحدّث أنه يَعمل.. يتصبّب عَرقاً.. فتخجل إلا أن تكون مثله جَادّاً.. جادّا لأقصى درجة..

فأنت أمَام رَجل يَحمل فأساً ويبدع كَداً.. ينقلك من حَفر الآبار.. لثورة الغاز.. لحلم البتروكيماويّات.. ومستقبل مَصر والانطلاق نحو العَالميّة والاكتفاء الذاتي.. والتصدير في مستقبل الأجيْال.. وصراع الاحتيْاطي والاستغلال الأمثل.. تكاد تشمّ فى حواره رائحة الغاز الطبيعي  والزيت.. وكأنّه لم يلبث خارجاً من فتحة بير.. ويَهبك إيماناً عَميقاً.. وثقة كبيرة في الله أن ذاك الشخص الذي تشرف بأنك قابلته في حيْاتك يِملك زمام قيْادة قطاع حَيْوي يؤثّر في انتاج مصر.. ألا وهو قطاع البترول.. وقادر هو على السير به لقمّة طموح مستحيل..

وفي سَمت الإخوة والودّ.. وبحيْاء وخجل العُلماء.. يَستأذن  المصوّر الذي كان يرافقني.. أن يعطيه إسم أحد لإصلاح كاميرا مِتواضعة لإبنه وقتها؟

وهو وزير البترول والذي بتليفون صغير.. ممكن أن يفعل الكثير والكثير..

ويَلحّ عليْه المصوّر في أخذ الكامير لإصلاحها.. فَيْرفض إلا إذا أخذ أموالاً تتعدّي قيمة الإصلاح المقدّر بكثير.. قبيل أن يعطيها له..؟

وإذا بك تجد نفسك أمام أبّ مصري.. يتهلل وجه فرحاً لإسعاد إبنه..

رحم الله حمدي البنبي.. الإنسان المصري العظيم.. وعالم البترول الوطني الجليل.. والوزير الذي تشرف به كل وزارة.. وتتزيّن به كل مؤسسة تحمل أريج خطوه.. وقدوة فعله.. وآثار كدّه ..وابداع فكره.. وانجازات عمله..

وكم يفقده..كم يَتوجّع قلبُ عَرفه..  لايملك إلا حُبّه..وكم تتألم صِناعة البترول.. ويَحزن رجالاتها لفقده..وكم هي تظلّ خسارة لمصر..ودوام نزف لخيرة عظماء وطنه..!

وإن على نقابة البترول أن تقوم بتكريم وتخليد ذكرى عظماء مصر.. ومن أثروا القطاع بما لن يجود به الدهر إلا إعجازاً من الله عزّ وجلّ..

وليس أقل من تكريم بأن تعقد ندوات لتعريف شباب قطاع البترول بكل من وضع بصمة.. وأنجز.. وأثر بعطاء متميز ومتفرد في تاريخ مصر واقتصاديات صناعة البترول.. وعمل أفلام تسجيلية وكتيبات عن مسيرة حياتهم العملية والإنسانية ونشرها بكل الشركات.. خاصة مع وجود المواقع الخاصة بكل شركة داخلياً وخارجياً.. بالإضافة إلى الإعلام على مستوى الدولة..

وعمل جائزة سنوياً بإسم الراحل العظيم المهندس الدكتور حمدي البنبي وغيره.. ليقتفي أثره كل يد لاتزل تهتز في لين.. غضّة وهي تتبع أثر رائحة الغاز والبترول..

كاتب المقال- مؤلف وعضو اتحاد الكتاب

لمتابعة موقع المستقبل البترولي يرجى الدخول على الرابط التالي:
أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟