استقرت كافة التعريفات الإدارية على أن الإدارة كوظيفة هى التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة .
وفن الإدارة هو إمكانية الوصول إلى أفضل النتائج بأقل جهد، من خلال العملية الإدارية التى تتمثل فى اتخاذ القرارات لتحقيق أفضل النتائج !!
ويلعب العنصر البشري دورا بالغ الأهمية فى سوء الإدارة ونجاحها ، وقد كشف الأستاذ فاروق جويدة فى مقاله الأسبوعي بجريدة الأهرام هوامش حرة تحت عنوان "المصريون بين قصور الموارد وقصور البشر" ،قال ( هنا لابد أن نعترف أن العنصر البشرى هو أزمة مصر الحقيقية ، وأنا من هذا الفصيل الذى لا يعترف ولايؤمن بأن مصر دولة فقيرة .
لقد صارت فقيرة حين خسرت أهم عناصرها ومكوناتها وهى الإنسان المصرى المنتج والعامل والمزارع والمفكر والطبيب والخبير والواعى والمهذب والمحب لوطنه والمدافع دائما عن كل ماهو جميل ورائع فى هذه الحياة ...هذه هى الخسارة الحقيقية التى تعانى منها مصر الآن ...تراجع مستوى البشر فى مصر .
إن تشكيل الحكومة الآن يضع المسئولين فى أزمة حقيقية أمام عملية الأختيار خاصة أن هناك كوارث كثيرة حدثت بسبب سوء الأختيار ما بين وزراء ومحافظين ومسئولين كبار، وما شهدته مصر من انتشار حالات الرشوة فى الفترة الأخيرة، يضع الدولة أمام موقف صعب الآن .
الظاهرة تكررت وأصبحت تسيئ إلى الصورة العامة للإدارة فى مصر ) .
الأختيارت الحيكى اختيارات لا يحكمها الحوكمة وإنما يحكها الفساد من جميع الجهات !!
وينطلق بنا الأستاذ عثمان علام فى مقاله اليومى كلمتين ونص ، وتحت عنوان ( كيف تترقى وتستمتع بحياتك ؟) .
فقال ( هناك طرق كثيرة تجعلك تستمتع بحياتك ، لكن الطريقة المثلى للموظف كى يستمتع بحياته ، الترقية لها طريق واحد ، حضرتك تحضر كورس عن كيفية الإبداع فى النفاق ، يعنى إزاى تبقى معرض كبير ، يعنى منافق مش عادى منافق مبدع ، منافق غير تقليدى ، وهو دا طريق الكرسى والفلوس ....!!
لأنه فى الهرم النفاقى ، يوجد عدد من الموظفين ، كل مجموعة لها مدير ، من بين كل مجموعة يخرج واحد هو الذى يسيطر على كل شئ ليس لشطارته ولا لأدبه لاسمح الله ، ولا لأنه المنافق الوحيد لمديره أصل النفاق بقى فى الدم والكل بينافق !! لكن لأنه أبدع فى النفاق .. لأنه أبدع فى رقصة الكيكى الإدارية ، وأصبح راقص كيكى عظيم على خشبة مسرح النفاق الإدارى .
وما بين جويدة وعلام يظهر لنا مفهوم الانحراف الإداري ، وهى ممارسة أية مهنة أو التفوه بأية فكرة أو موقف سياسى من أجل المال فقط أو المنفعة أو المصالح الشخصية من خلال تقديم خدمات إدارية فاسدة ..
وهو ما يكشف لنا عن القواد ، والقواد فى اللغة اسم فاعل لمن يقود الشخص إلى مكان ما ، إلا أن استعمالها المتداول كوصف لكل شخص عمله الأساسى تسهيل ممارسة الفحشاء بين أى أثنين ، والمسهل الإدارى هو من يسهل عملية ممارسة الفساد ، ويطلق عليه مسهل إدارى برخصة اكتسبها بالفطرة أو بالخبرة ، لأن لديه القدرة على كشف كافة رغبات الفساد الكامنة فى صدر المسئول دون أن يتفوه بها أو يعلن عنها صراحه، ولكن ميكى نجح فى تحقيق أحلام سعادته، لذلك أصبح ميكى صاحب الأوقات الممتعة ..ليكون ميكى حلقة الوصل بين الحيكى والكيكى .
الأزمة ليست قانونية أو لائحية بل أزمة بشرية ، أزمة حيكى وكيكى وميكى !!
نأمل ان يخلصنا الرئيس السيسي منها، فقد عرض في المؤتمر الاخير كافة اوجه النظر، وما يفكر فيه وبه المصريين، وهذا يعني انه وضع يده على الجرح، يتبقى ان يمسك المشرط خلال الفترة القادمة، ليخلص الجميع من أزمة حيكى وكيكى وميكى !!
