تلقيتُ اتصالاً كريماً وخطاباً رائعاً من الوزير المحترم محمد شاكر.. وهو رد «دسم» بمعنى الكلمة، وأستسمحه شخصياً بعرضه بعد مؤتمر الشباب.. خاصة أنه يتضمن معلومات مهمة وجداول جديرة بالعرض والمناقشة.. وكنتُ قد سألته عن حق الناس فى فائض الكهرباء، كما سأل «آخرون» عن الحق فى فائض الغاز، ولاسيما بعد زيادة إنتاج حقل ظهر!.
وربما يكون هذا السؤال أحد الأسئلة التى يجيب عنها الرئيس فى مؤتمر جامعة القاهرة، فى فقرة «اسأل الرئيس».. وربما لا يكون وارداً طرح السؤال أصلاً، إذا كانت اللجنة المنظمة تستبعد بعض الأسئلة، لكن فى كل الأحوال سيبقى السؤال مطروحاً: فما الذى عاد علينا؟.. وأين ثمار التنمية؟.. عندنا كهرباء وغاز ومركز عالمى، وعندنا أيضاً «أسئلة مشروعة»!.
فلا تعنى الأسئلة التقليل من حجم العمل إطلاقاً، فهناك عمل كبير على امتداد خريطة مصر.. ولا تعنى الأسئلة أن أصحابها دعاة إحباط، أو أنهم من الطابور الخامس.. الأسئلة دعوة للتنوير.. فلم يكن سؤال خيرى رمضان مثلاً عن رفع فواتير الغاز إثارة لمشاعر المشاهد أبداً، أو محاولة للإحباط.. كانت محاولة للبحث قطعاً.. فكانت الإجابة «إجازة إجبارية» لمقدمى البرنامج!.
وعلى كل حال، هناك أولوية فى الكتابة هذه الأيام تتعلق بمؤتمر يحضره الرئيس، وبالتأكيد هناك جديد كلما «تحرك الرئيس».. ولعلها أول مرة يلتقى رئيس مصرى بالمجلس الأعلى للجامعات.. معناه أن التعليم يحظى باهتمام رأس الدولة.. فغالباً كان الرئيس، أى رئيس، يهتم بالمجالس العليا للقوات المسلحة والشرطة والقضاء، أما الجامعات فلها رب يحميها!.
وبالتأكيد فإن التعليم ليس مسؤولية أى وزير ولا أى حكومة، مهما كانت قدرات الوزير أو قدرات الحكومة.. إنه مسؤولية مجتمع من أول الرئيس شخصياً، مروراً بالحكومة، وانتهاء بالطالب والأسرة أيضاً.. وأتخيل ألا يقف الأمر عند حد الاجتماع الرئاسى، ولا الدعوة الوزارية، وإنما أتخيل أن يتزامن ذلك مع استنفار المجتمع العلمى لوضع الأمر موضع التنفيذ فوراً!.
ولا شك أنها فرصة حقيقية ليبدأ الرئيس ولايته الثانية مع مؤتمر كبير من هذا النوع، وتكون خطة التعليم فى القلب منه، وتكون فكرة بناء البشر ماثلة أمام الأعين، وليست مجرد طموح أمة، طالما تكلمت عن بناء البشر قبل بناء الحجر.. وأعترف أنها بداية جيدة لولاية جديدة فى بداياتها.. وقد ندرك خلالها ما كنا نحلم به ونسعى إليه، ونملأ الدنيا ضجيجاً بشأنه!.
وباختصار، بداية العلم والمعرفة سؤال.. فلا تضيقوا بالأسئلة.. ولا «تحاكموا» الباحثين عن إجابات.. فقط ينبغى أن يكون هناك متخصص يجيد الرد.. دون أن يفسر الأسئلة، ودون أن يطعن صاحبها، أو يكتب فيه تقريراً.. الوزير محمد شاكر تعامل مع أسئلتى بمنتهى الرقى، فانتظروه!.