المدينة الفاضلة Utopia ، هى أحد أحلام أفلاطون , وهو أحد تلامذه سقراط.
فلقد كان يحلم بمدينة يحكمها الفلاسفة وذلك لإعتباره أن الفلاسفة سوف يضعوا معايير عادلة ومحددة لكل شيىء.
ففى هذه المدينة سوف يتم تقديم الخدمات بدون روتين أو تسويف. و تساهم المدينة فى تحقيق السعادة لسكانها.
سيتم معاملة الفرد من منطلق كونه إنسان بغض النظر عن إختلافه، سواء كان رجل، إمرأة، كبير، صغير، مسئول أو شخص عادى. لا يوجد تفرقة فى عنصرية فى تلك المدينة. ويتعاون سكان المدينة وتتكامل وظائفهم. فلا يوجد مجال لتنافس وصراعات
ولقد نشر أفكاره عن المدينة الفاضلة فى كتاب أسماه " الجمهورية" وكانت الأفكار منصبة أن يصبح العالم مثاليا بعد دراسة وحل مشكلاته الإجتماعية. وبعد أفلاطون تطرقت العديد من الأراء ومنها أراء الفلسفة الإسلامية وبالأخص الآراء المرتبطة بالفارابى والذى ألف كتاب حول المدينة الفاضلة من منظور أكثر عمومية.
فكم أصبحنا الآن فى إشتياق لتلك المدينة الفاضلة فى جو الصراعات والمشاحنات التى نتعرض لها ونظرية المؤامرة التى يقتنع البعض أنهم يقعوا تحت طائلتها، فيصبحوا فى حالة من الهجوم المستمر وتتحول الإختلافات فى وجهات النظر إلى مشاكل بل قد تصل إلى حد الصراعات.
كم أصبحنا فى إشتياق فى تلك المدينة لتقبل الإختلافات بطريقة موضوعية
نشتاق إلى هدنة و راحة بال وصفاء نفس .
نتسائل أحيانا، هل من وجود لتلك المدينة الفاضلة او ال Utopia التى حلم أفلاطون بها؟.
هل يوجد أمل فى الحصول على هدنة من الجدال والمشاحنات والإختلافات الغير مجدية؟
هل يمكن تحديد معايير للنجاح؟.
هل يمكن وجود بيئة خالية من القيل والقال؟.
هل يمكن أن توجود علاقات خالية من المصالح؟.
هل يوجد مجال إلى إختلافات فى وجهات النظر تنتهى بالوصول إلى حلول موضوعية و لا تتحول إلى عداءات شخصية؟
ثم نصطدم بالواقع وننزل بسقف طموحاتنا. فنحلم ونصبو فقط إلى أجازة أو هدنة فى تلك المدينة الفاضلة. مجرد أجازة
فلو تكرمت. ممكن أجازة فى المدينة الفاضلة. حتى ولو كانت تلك الأجازة فى تلك المدينة فى خيالنا فقط!!!
