للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

سلوى عمر تكتب: السؤال السهل الممتنع

سلوى عمر تكتب: السؤال السهل الممتنع

الكاتب : عثمان علام |

05:44 am 29/06/2018

| رأي

| 1843


أقرأ أيضا: Test

يوجد بعض الأسئلة تبدو سهلة وبسيطة ولكنك اذا سألتها لأحد تمهل واطال إليك النظر وكأنك سألته عن موضوع غاية في الصعوبة

فمثلا اذا سالت شخص ما هي خططك للمستقبل؟ اعتبره سؤال صعب يحتاج لتفكير عميق...ففي بعض الأحيان، تأخذنا الحياة في دوامة طويلة. فننخرط في دوامة العمل والمسؤوليات الحياتية فنحيا الْيَوْمَ بيومه.

وأتذكر جيدا في احد الدورات التدريبية، طلب المحاضر منا ان نكتب كيف نري حياتنا في غضون العشرة أعوام القادمة، طبعا اذا احيانا الله ومتعنا بالصحة العافية. وبلا مبالغة، اخذ كل الحاضرين في تلك الدورة التدريبية عدة دقايق للإجابة علي ذلك السؤال .

ويمكن ان نقرن ذلك بأحد الدراسات الإدارية الهامة وهي دراسة hofstede   لتصنيف الأبعاد الثقافية المجتمعية، ومن ضمن الأبعاد التي استخدمها لتصنيف الثقافات المختلفة هو تحديد بعد خاص بالتخطيط طويل الأجل في مقابل التخطيط قصير الأجل short term orientation vs long term orientation.  ولقد صنف الثقافات الشرقية بالميل للتخطيط قصير الأجل. بمعني إننا نركز فقط في الحاضر والمستقبل القريب ولا نركز في التخطيط طويل الأجل  

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تخطيطنا لحياتنا اصبح امر معقد وصعب؟ هل يصعب علينا إطلاق العنان لاحلامنا؟ 

وبعيدا عن الوضع القاءم والواقع الذي نعيش فيه، يجب ان نتوقف قليلا ونطلق العنان لاحلامنا وامانينا. فهذا ابسط حقوقنا!!!

ومن يدري فرب فكرة خرجت عن نطاق وقيود الواقع، قد تتحول الي حقيقة.

فلنحلم ونتمني.

فمثلا قد لا تشعر بالراحة في وظيفتك أو في حياتك الشخصية وعندما يطلب منك ان تفكر في التغيير وان تنظر نظرة لحياتك المستقبلية، فلأول وهلة تضع واقعك الحالي نصب أعينك. فنحن من نضع لانفسنا العراقيل التي تجعلنا نظن ان قرار التغيير امر مستحيل .

قد يرجع ذلك لشعورنا اننا لانستطيع ان نغير الواقع الذي نعيشه. ولكن اول ما نغمض اعيننا ونتطمئن أنفسنا ان من حقنا ان نحلم ونخطط بأريحية لمستقبلنا، وسرعان ما نتخيل انفسنا في عالمنا الذي طالما حلمنا ان نحيا فيه. مما ييسر عملية التغيير لنا.

لا يوجد قيود علي احلامنا أو حتي التخطيط  لاحلامنا. نعم تستطيع ان نخطط لاحلامنا. وبالتخطيط والارادة يصبح الحلم حقيقة.

فلنخطط لاحلامنا ونستمر في الحلم. 

ولنضع أولويات لتلك الخطط ولنبدأ بايسرها في التنفيذ حتي لا نصاب بالاحباط اذا وضعنا الخطط بعيدة المنال كاولي اولويتنا. 

وعلي الجانب الاخر، اذا لم تكن راضي علي وظيفتك أو حياتك العملية، فلتبدأ في البحث عن بديل ولكن ببساطة لن يأتي البديل من فراغ ولن تأتي الوظيفة المنشودة بدون مجهود ، فيجب ان نتطور أنفسنا اولا، مثلا عن طريق تعلم خبرات أو تنمية مهارات جديدة. أو حتي البدء في عمل لجزء من الوقت فقط part time لنجرب ونحكم علي مدي نجاحنا في هذا المجال الجديد.

ومثلا لو علي الجانب الشخصي، كان هناك عدم رضا في الاستمرار في علاقة ما، فلنفكر في البديل، هل يوجد مجال في تحسين العلاقة أو ان قطع العلاقة قد يكون الحل. هذا مجرد مثال  فاذا تمنينا ان نري أنفسنا ونخطط لحياتنا الشخصية والعملية فلنضع أهداف نصب اعيننا لتحقيق ذلك التغيير المنشود.

فدعونا  اعزائي نلعب تلك اللعبة سويا . ولنسأل أنفسنا نفس السؤال  ونمعن التفكير فيه. ذلك السؤال السهل الممتنع. 

" ماذا تري نفسك في غضون العشرة أعوام القادمة اذا احيانا الله عز وجل؟"

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟