عاد المنتخب إلى أرض الوطن، أمس، وغاب الجمهور، وهو من حسن الحظ.. بعضهم كان قد طالب باستقبال حافل للبعثة على طريقته، فمنهم مَن طالب بالمحاكمة، ومنهم مَن طالب بتسريح المنتخب واتحاد الكرة.. لكن سيبقى أطرف شىء هو المطالبة بالحلاقة للمنتخب ع الزيرو.. أما النائب أسامة شرشر فقد تقدم بطلب إحاطة للتحقيق فى فساد البعثة، بعد الفضيحة المدوية!.
وكنتُ قد كتبتُ، أمس، مقالاً تحت عنوان: «لا تلعنوا الوطن»، وكنت أقصد هجمات «فيسبوك» على مصر، بعد زيادة الأسعار وخسارة المنتخب.. وتلقيت تعليقاً من الدكتورة أميمة كامل تقول فيه: نحن لا نلعن الوطن، وإنما نلعن الفساد والفاسدين، وكشفت عن فساد فى لجان «ترقيات الأساتذة».. وكأنها تقول إن الفساد ليس فى اتحاد الكرة فقط، وإنما فى البحث العلمى أيضاً!.
وإيماناً منى بأن الهرى بشأن المنتخب «لا يفيد»، أنزل على رغبة كثيرين فى إعادة فتح ملف الفساد فى البحث العلمى.. وعلى رأس هؤلاء صديقى الدكتور عبدالمنعم سعيد، كباحث كبير، وليس ككاتب كبير.. أيضاً لأن صرخة الدكتورة أميمة واتصالها وإرسالها حافظة مستندات تجعلنى أستشعر الخطر.. فقد استغاثت بكل الجهات المعنية والرقابية وصولاً لرئاسة الجمهورية!.
ويبدو مما قرأته جدياً، أن الدكتورة أميمة لم تكتب الرسالة خصيصاً لى.. وإنما من الواضح أنها كتبتها لجهات متعددة فى الجامعة والدولة.. وهى تتحدث فيها عن الفاسدين والمرتشين والمزورين.. وتشير إلى لجان الترقيات ومافيا اللجان العلمية.. خصوصاً فى مجال علم النفس والصحة النفسية.. وكل ذلك على مسؤوليتها طبعاً.. وأضع رسالتها أمام أجهزة الدولة!.
وتقول الشاكية فى رسالتها إنها تقدمت للترقية للجنة العلمية كأستاذ فى علم النفس.. وفوجئت بأمرين، الأول: ظهور النتيجة بعد ثمانية أشهر، وليس ثلاثة أشهر طبقاً للقانون، وهو مخالف لقواعد الترقية.. الثانى: أنها فوجئت بتغيير نتيجة تقارير المحكمين، وتحدثت عن هدايا ورشاوى ومنح الدرجة لمُعارين للسعودية..(!!).. معناه أن الحكاية فيها إنّ، والباقى لا يحتاج إلى شرح!.
وأحاول هنا «الإشارة» فقط إلى الموضوع، ولا أغوص فيه.. فليست مهمتى إجراء التحقيق.. إنما هذه مهمة الأجهزة الرقابية وأجهزة التحقيق ومكتب النائب العام.. وأظن أنها قد لجأت إلى هذه الجهات جميعاً.. كما فوجئت من جديد بأن المجلس الأعلى للجامعات قد حفظ التظلم، باعتبار أن اللجان العلمية سيدة قرارها!.. وتتساءل: مَن ينصفها من لجان الترقيات العلمية؟!.
وأخيراً، فإن ملف الدكتورة أميمة موجود لمَن يهمه الأمر.. كما أن كافة بياناتها الرسمية وأرقام الاتصال معها والكلية التى تعمل فيها موجودة.. نريد أن نحاصر الفساد ليس فى اتحاد الكرة فقط، ولكن فى الجامعات أيضاً.. ويبدو أننا لن «نحلق» للمنتخب وحده.. احلق للفاسدين يا فندم!