صدقتُ الرئيس حين كان ينطق بكلمات اليمين الدستورية.. وكنت أصدقه قبلها.. توقفتُ مع كل كلمات القَسَم، وهو يرددها، وأنا أنظر فى عينيه.. النظام الجمهورى ورعاية مصالح الشعب واحترام الدستور والقانون.. فلم يخدعنا فى الولاية الأولى.. وسلمنا الدولة مستقرة راسخة.. الآن نريد أن نعيش فى دولة إنسان حر ينعم بالرفاهية.. وقال الرئيس: الأيام الرائعة ستأتى قريباً!.
إذن نحن ننتظر «الأيام الرائعة».. فلم يقل الرئيس من جديد «هتتعبوا معايا»، وإنما بشرنا بأيام الرخاء.. وقال إنها رائعة.. إذن هو يعرف شيئاً، أو يعد خريطة طريق جديدة، غير خريطة الطريق فى الولاية الأولى.. وقد حدد ملامحها فعلاً حين قال إنه يتحدث عن بناء الإنسان.. «التعليم- الثقافة- الصحة».. معناه أنه اطمأن لاستقرار الدولة، والسنوات القادمة ستكون لبناء البشر!.
ولا أتصور أن الخطاب الذى قدمه الرئيس مجرد خطاب بروتوكولى.. وإنما أظن أنه «ميثاق عمل» وعقد جديد مع الشعب، أمام مجلس النواب، ليبدأ الولاية الثانية وهو يضع نصب عينيه الإنسان.. فقد انتظرنا على مدى أربع سنوات مضت عائدات المشروعات القومية.. وانتظرنا موسم الحصاد الذى يشعر به المواطن البسيط.. والخوف أن «تبدأ» ولايته بقرارات يوليو!.
واللافت أن هناك تغييرات فى السياسات وتغييرات فى توجهات الدولة.. فالرئيس نفسه هو مَن قال هذا أمام الشعب.. وكان جزءاً من القسم.. رعاية مصالح الشعب رعاية كاملة.. الأمن والاقتصاد.. والحياة السياسية سيكون لها نصيب كبير فى المرحلة القادمة.. وحين تزدهر الحياة السياسية يصبح عندنا وطن.. وبالمناسبة فإن الحياة السياسية لا تنشط إلا فى مناخ الحريات!.
ومن أهم الأشياء التى يركز عليها الرئيس أنه لا يعمل وحده، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً بمفرده.. وفى كل مرة يذكّر بقدرة الشعب ودوره فى مواجهة تحديات البقاء والبناء.. وهى لفتة رئاسية فى موضعها تماماً.. أضف إلى ذلك أيضاً نقطة خطيرة، وهى أنه لا يحكم جمهورية من جمهوريات الموز، وإنما يتحدث عن «دولة بحجم مصر»، وقد نجح فى استعادة هيبتها مرة أخرى!.
ولا يفوتنى أن أقول إن الولاية الأولى مرت بسلام، رغم أن الرئيس اتخذ قرارات صعبة للغاية.. ولكن بقيت هناك قرارات «أصعب» تتعلق برفع دعم الطاقة. هل هناك بدائل عديدة لإصلاح الميزانية غير زيادة المحروقات؟!.
الولاية الثانية ربما تكون الأصعب.. رغم أن مصر خاضت «حرب وجود» فى الولاية الأولى، وواجهت الإرهاب الدولى، وحققت استقراراً أمنياً وسياسياً.. لكن يبقى الشعب فى انتظار «الأيام الرائعة» التى وعد بها الرئيس.. فإلى أى مدى هى «قريبة»؟.. وإلى أى مدى سنودع أيام الشقاء؟!.