الرقابة الإدارية لا تُفرّق بين الحيتان و«البساريا».. فكل المصريين أمام القانون سواء.. الوزير والخفير.. المحافظ والمواطن البسيط.. وقد وقع فى قبضة القانون وزراء ومحافظون ونواب محافظين.. وأخيراً عصابة كاملة فى وزارة التموين تنهب أموال الدعم والمساعدات الخارجية.. وإذا كانت العصابة لم تتردد فى طلب الرشوة فى رمضان، فقد كان ينتظرها رجال «عرفان»!.
ولقد ذُهلتُ من هول الصدمة مرتين.. الأولى لأن العصابة كانت «ترتشى» وهى «صائمة».. والثانية أن «الفريق الوزارى» كان يدير الوزارة لحسابه الخاص، فكانت الرقابة لهم بالمرصاد.. فلم تؤخرهم ولم تتسامح معهم.. لكنها أيضاً لا «تتبلى عليهم».. فلم نعرف أن قضية رقابية تم تلفيقها فى السنوات الأخيرة.. بالعكس فإنها تعمل مع الوزارات، حتى لا تحدث جرائم مال عام!.
وأريد هنا أن أقدم «شهادة» لوجه الله والوطن، فلولا الرئيس السيسى ما كنا نرى وزراء فى الحكم يسقطون، وما كنا نرى محافظين فى الحكم يُقبض عليهم.. وما كنا نرى أسماء ترى نفسها فوق القانون تُقاد إلى السجون والزنازين.. هذا هو العدل.. فلا تترك الشريف وتحبس الضعيف.. وأعتقد أن الوزير عرفان لا يستأذن أحداً، ولا حتى الوزير الذى تعمل معه العصابة!.
ويحزننى أننى كلما تخيلت أننا طهرنا مصر من اللصوص والعصابات فوجئت بعصابة أخرى «تجعل الحليم حيران».. سواء لبشاعتها وتنظيمها، أو لسقوطها فى رمضان.. وكلما تصورت أن جماعة الإرهاب استسلمت وانهارت فوجئت بجماعة أخرى تقيم معسكراً هنا أو هناك لتضرب الأمن وتروع الناس وتوقع الاغتيالات أيضاً فى شهر «رمضان».. وآخرها «معسكر الواحات»!.
ولا أدرى صراحة كيف كانت البلاد بلا «رقابة إدارية» يقظة، أو «أمن وطنى» لا ينام؟.. فماذا كانت تعمل فينا عصابات الإرهابيين والمرتشين؟.. وماذا كنا نفعل مع عصابة على بابا؟.. وماذا كنا نفعل مع معسكرات القتل والتخريب؟.. من أجل ذلك كانت الخطة هى تسريح أمن الدولة بعد الثورة.. كان الهدف أن تصبح مصر «فوضى».. وليس فيها أمن سياسى ولا أمن اقتصادى!.
ولولا الضربات الاستباقية لنالوا من الوطن.. فكل يوم تسقط عصابة، وكل يوم يُهدم معسكر تدريب.. كلاهما يريد ضرب الوطن وإشاعة الفوضى.. وعصابات سرقة المال العام ليست أقل خطراً من الإرهابيين.. الفساد هو الوجه الآخر للإرهاب.. والمثير للحسرة والألم أن الرئيس «يفاصل» فى قيمة المشروعات ومدة التنفيذ ويسابق الزمن، بينما معدومو الضمير يريدونها «خرابة»!.
قدر مصر أن تتصدى فى وقت واحد للإرهابيين والمفسدين فى الأرض.. ولكن حتماً سننتصر.. وسنعبر نحو التنمية، ونطهر بلادنا من الفساد والإرهاب.. مادام فى مصر رجال مثل «رجال عرفان»، ورئيس جمهورية مثل «الرئيس السيسى»، الذى لا تأخذه بالفاسدين شفقة ولا رحمة!.