لم تكن تحلم بالوزارة، ولم تكن تعرف مهام الوزارة التى تم تكليفها بها.. وجاءت على سبيل التشاور، فتم تكليفها فوراً.. هذه هى الوزيرة نبيلة مكرم، كانت قنصل مصر فى دبى، وكان أمامها مشوار طويل فأصبحت وزيرة.. وأنا أحترم صراحة السفيرة نبيلة، عندما قالت بكل صدق، لـ«المصرى اليوم»، إنها جاءت إلى وزارة مش موجودة أصلاً، وإنها «مكنتش فاهمة هتعمل إيه»؟!.
ولا ينكر أحد أنها وزيرة «ديناميكية» وأنها مجتهدة إلى حد لافت.. لكنها كشفت عن طريقة تعيين الوزراء.. فليس شرطاً أن تكون لديها خبرة بملفات الوزارة التى يمكن أن تديرها، وليس شرطاً أن تكون فاهمة «هتعمل إيه»؟.. فكل شىء يأتى بعد الوزارة.. لكنها كشفت لنا صفحة مجهولة: كيف يتم اختيار الوزراء؟.. فهل يُشترط أن يكون «المرشح الوزارى» فاهماً فى الحكاية؟!.
إنها فرصة لكى نعرف القصة قبل التشكيل الوزارى المنتظر، بعد أداء الرئيس اليمين الدستورية الأسبوع القادم.. أولاً: مَن يرشح الوزراء والمحافظين؟.. ثانياً: على أى أساس يتم اختيار هؤلاء؟.. ثالثاً: هل تعرف «جهة الترشيح» المرشح أكثر من نفسه؟.. رابعاً: هل صاحبنا القائم بالترشيح كشّاف مواهب وزارية؟.. خامساً: لماذا نستبعد مَن لديه ملفات الوزارات «دائماً»؟!. مرات كثيرة، قلنا إن «مرشحين» فى تغييرات سابقة ربما ذهبوا لأداء اليمين، وهم لا يعرفون طبيعة الوزارة.. وحكى لى أحدهم أنهم طلبوه فجأة لأداء اليمين.. وذهب وهو لا يريد الوزارة.. وأيضاً كان لا يعرف أى وزارة!.. ثم فوجئ بأنه استُبعد من وزارة كان يريدها، إلى وزارة لا يريدها.. ولم يمكث فيها طويلاً.. وللأمانة كان ذلك «أيام المجلس العسكرى» بعد الثورة!.
إنها نفس الطريقة تقريباً.. طريقة تسكين الوزراء.. تقديم أسماء لا تحلم بالوزارة ولا تنتظرها ولا تعرف ملفاتها.. مع أنه من المنطق أن يتم استدعاء مَن يعرفون الملفات.. ومع أنه من الطبيعى أن يتم تكليف المرشحين بدراسة الملفات والاستعداد لأداء «المهمة الوطنية».. والآن أمامنا فرصة لاختيار أكثر من مرشح وإعطائه وقتاً لدراسة ملفات الوزارة كوزير «محتمل»!.
مأساة أن يتم تكليف وزراء بأعمال وزارات لم يحلموا بها، ولم يدرسوا ملفاتها.. ومأساة أكبر أن يكون هذا هو العادى وليس «الاستثناء».. نريد وزراء يفهمون فى مهام الوزارات قبل أن يتعلموها فى الوزارة، كما فعلت الوزيرة نبيلة.. ونريد الاختيار بمعايير موضوعية وليس بعشوائية.. ونريد حكومة تعرف «جاية ليه»؟، وليس حكومة لا تعرف «جاية ليه»؟.. قبل حلف اليمين!.
أكرر مرة أخرى تهنئتى للوزيرة نبيلة على صراحتها.. فنحن نحتاج هذه المكاشفة الآن قبل حركتى الوزراء والمحافظين.. وأقسم لكم أن أحد المحافظين أيضاً قد راح يشكو عدم تعيينه «وكيل كلية»، فقالوا له: لا وكيل ولا حاجة، خلاص تبقى محافظ!.. وحدث فعلاً، وكان «أفشل محافظ»!.