10:55 pm 18/05/2018
عثمان علام:
إذا رأينا الإخوان ينتشرون دون مقاومة، فأعلم ان ذلك في قطاع البترول قائم.. وإذا وجدت أن هذا الفصيل يكبر ويترعرع ويغرد وكأن أحداً لا يراه، فأعلم أنك في قطاع البترول..رؤساء شركات لايزالون في اماكنهم وهم اشد المناصرين للإخوان، قيادات تنفيذية كانت تشاركهم في تظاهراتهم ولا يزالون في اماكنهم..وكأنه ليس هناك جنود يقتلون كل يوم برصاصهم وفي كل مكان..ولا أحد يريد أن يتخذ قرار ليجتث هؤلاء من جذورهم.
بالأمس تم إعلان الكشوف المقبولة في انتخابات النقابات العمالية..وتقدم من قطاع البترول مايزيد على ال6 آلاف مرشح من مختلف الشركات..من المرشحين شخصيات وطنية خدمت ولا تزال تقوم على خدمة البلد.. وعلى الجانب الأخر هناك شخصيات تقدمت لهذه الإنتخابات مدسوسة ومدفوعة بأهداف إخوانية شيطانية.. شخصيات ظلت خاملة ومختفية وناعسة ونائمة طوال السنوات الخمس الماضية، حتى جاءت لهم الفرصة لتعيد فرزهم من جديد..ووجدت أن النقابات العمالية هي الفرصة التي لن تتكرر حتى يتصدرون المشهد من جديد.
ولم يكن ببعيد في ظل تراجع المراقبة والخزي والضعف الذي تشهده وزارة القوى العاملة..وفي ظل النوم العميق الذي يغط فيه مديرو أمن بعض الشركات البترولية..أن نجد العديد من الشخصيات بلغت اعدادهم في بعض الشركات 30 مرشح و 20 مرشح يُقبلون في كشوف النقابات..وإذا ما سألت يقولون ان هذه كشوف مبدئية وأنه ليس هناك ملاحظات أمنية على هؤلاء..رغم أن منصة رابعة لو اراد الله لها ان تنطق لقالت أن هؤلاء كانوا يقفون عليَّ ويخطبون وينددون، ويهتفون بإسقاط مصر كما كان يهتف البلتاجي وصفوت حجازي والعريان ومرسي والشاطر والمرشد.
كيف نكون في بلد لا تزال تحارب الإرهاب الذي خلفه انصار المرشد وكل جماعة الإخوان الإرهابية ان تسمح لأذنابهم والمنتمين اليهم ان يُقبلوا في كشوف الانتخابات حتى لو كان هذا القبول مبدئياً؟.. وهل نسي وزير القوى العاملة محمد سعفان كيف كانت حربه مع الإخوان؟..وهل نسيت مصر وقطاع البترول كيف كان الإخوان يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة؟..والأهم من ذلك كله..هل لا يزال هناك من يمسك بزمام الأمور في قطاع البترول وينتمي للإخوان يريد تصعيدهم من جديد؟؟
الأمر ليس في النقابات فقط، ولكن في إنتخابات مجالس الإدارات..فقد تسبب موظف بالشركة العامة في جعل كل المتقدمين لإنتخابات مجالس الإدارة فئات، رغم ان هناك وصف لكلاً منهما، والقانون ينص على ان تكون النسبة 50/50، فكيف يتم قلب اوراق الترشيح ليصبح ال29 فئات؟.
من الواضح أن الحرب مع الإخوان لن تنتهي، والسبب في ذلك ليس لقوة الإخوان بقدر ذلك التواطئ الموجود في بعض مؤسسات الدولة، كالموجود في البترول والقوى العاملة، وإذا احتل الإخوان النقابات وعضويات مجالس الإدارة بشركات القطاع العام، فسيكون ذلك باباً جديداً لخلق حالة من القلق والتوتر ولن تهدأ البلد مرةً أخرى.
أفيقوا يرحمكم الله..فمصر ليست في حاجة إلى توتر وقلق من جديد.. وكفانا الأيام السوداء التي عشناها في ظل حكم المرشد وأعوانه.
وأخيراً..الحق ياسيسي..الإخوان يريدون الإنقضاض على النقابات .