لعل ما اصابني من شظيات الخرطوش المصوب الي رأس وزير التعليم الدكتور طارق شوقي ومشروع النهوض بالتعليم في مصر عقب مقالاتي الاسابيع الثلاث الماضية ؛ دفعني للهروب لما يحدث في التعليم العالي من واقع » انت مراية نفسك » للرقابة الادارية .
الرقابة الادارية في مصر تقوم هذه الايام بجهود جبارة لتحجيم الفساد في مصر وتقليل آثاره علي المجتمع ولانه لايمر يوما الا تطالعنا الاخبارالسارة ؛ بالقبض علي مسئول كبير اوصغير برشوة في اي مؤسسة مهما علا شأنها .....فالشكر موصول لرجالها .
والرقابة الادارية في مصر وضعت تعريفا عاما للفساد احسبه الاهم : » انه الأفعال التي يقدم علي ممارستها شخص اومجموعة من الاشخاص بدون وجه حق للحصول علي منافع ومزايا بطرق مخالفة لما نصت عليه القوانين والتشريعات الوطنية ».
والحقيقة انني منذ اكثر من عام كنت في زيارة لصديق عزيز ومسئول كبير في الهيئة العامة للرقابة الادارية وسألته؛ زمان كنتم تتحسسون الاقتراب من الجهات السيادية كمؤسسة الرئاسة والقضاء والشرطة وبصفة عامة حاملي لواء الحصانة؛ وشغالين علينا في الجامعات والناس الغلابة في الهيئات والمؤسسات الاخري زي الفل ؛ ولكن بعد ان ألقيتم القبض علي القاضي الكبير في مجلس الدولة بتهم الرشي المتعددة اقلها المالية من شهور؛ ايقنت انكم حصلتم علي الضوء الاخضر من الرئاسة .
الحقيقة الرجل لم يتأفف من نقدي بل اوضح لي ان جميع المؤسسات بما فيها السيادية كانت وستظل تحت اعيننا ؛ وانه تم القبض علي مسئولين كبار في هذه المؤسسات ونالوا عقابهم ؛ ولكن الامر انذاك كان يقتضي عدم الاعلان اوالاشهار في الاعلام .
ولعل ماتقوم به لجنة مكافحة الفساد بالجامعات برئاسة اللواء خالد سعيد مع وزارة التعليم العالي وجامعاتها ؛ من تدريس لمقرر حقوق الانسان ومكافحة الفساد وطرح ميثاق الطالب الجامعي وما يتضمنه من توعية لابنائنا الطلاب بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد شئ يدعو للاشادة والتقدير .
والسؤال هنا هل تحصل الرقابة الادارية علي اجازتها السنوية في رمضان حيث تجمد اعمال الشياطين ؟ ونتذكر » انه من غشنا ليس منا » صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ كل عام وانت بخير ..الا قد بلغت اللهم فاشهد .
