حالة من الزخم الشديد مع اقتراب موعد الانتخابات العمالية فى الأسبوع الأخير من شهر مايو، و التى تشهد إقبالا كبيرا من جانب الكثير لنيل شرف التمثيل بالنيابة عن العاملين فى عضوية اللجان النقابية وعضوية مجلس الإدارة ، وهو ما أصاب الكثير من الناخبين بحالة من الارتباك نتيجة كثرة المرشحين ، وكيفية الأختيار فى ظل عدم وجود أي برامج انتخابية ، وإنما شعارات يتم كتابتها فى ورق الدعاية الانتخابية ؟؟
وبعيدا عن العلاقات الشخصية والاعتبارات الإنسانية التى قد تحكم عملية الأختيار سواء فى منصب النقيب أو العضوية أو مقاعد مجلس الإدارة الأربعة، فيجب أن تكون هناك سمات مشتركة بين مجموعة النقابة ومجموعة مجلس الإدارة أن الفريقين يجب أن يكونوا من الأخيار وهم الأشخاص الذين يحوطهم الخير وما فيه الصلاح والنفع واللذة ، فيجب البحث عن أصحاب المبادئ والقيم التى يجب أن يتحلى بها أى مرشح لتمثيل جماعة نقابية أو عمالية .
وهناك سمات أربعة على الناخب أن يبحث عنها فى المرشح وهى على النحو التالي :-
أولا : أن يكون المرشح قدوة
فلكى يحترم ( بضم الياء ) الأنسان لاتوجد سوى وسيلة واحدة هى أن يكون محترما ، فلكى يحترمك الآخرون لابد أن تحترم أنت نفسك ، فالنقابى أو عضو مجلس الإدارة هو قبل كل شيء خلق عظيم ، فالنزاهة والأستقامة والتجرد والأحساس بالمسئولية تمثل صفات أساسية فى شخصية المرشح على العضويات النقابية والعمالية ..
شخص لا يفكر فى ملذاته أكثر من تفكيره فى مسئولياته ، فينساق مع الغضب أو الحقد، أو ينساق مع المحسوبية أو المحاباة ، فالناس وهم يرونك تعيش بينهم وتأخذ نفسك بالشدة قبل أن تأخذهم يضمرون لك الحب وفى ذات الوقت يخافون سطوتك ، فمن يستطيع أن يقهر نفسه من السهل عليه أن يقهر الظالمين ...وأمارة القدوة فى المرشح أنه يمتلك تاريخ وصحيفة أخلاقية خالية من البقع السوداء الفاقع سوادها ..
ثانيا : مرشح طيب القلب يحب الرفق .
قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك ) .
لأن الضعيف وذو الحاجة هو الموظف المهيض الجناح الذى يحتاج إلى الرفق والمعاملة الحسنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من إمام يغلق بابه دون ذوى الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته ..
ثالثا : المرشح القوى الأمين
وتعنى القوة هنا الكفاية والخبرة الفنية والقدرة على القيام بأعباء ذلك المنصب ، وتعنى الأمانة الكفاية الخلقية النابعة من قوة الأيمان بالله .
فالقوى الفاجر الفجور عنده يجعله عديم الخلق ليتجبر وينحرف ويبغى دون حاجز يصده أو وازع يرده ، لأن حبه للفجور وولعه به لابد وأن يجمع حوله الفاجرين من أمثاله .
القوة وحدها لا تكفى والأمانة وحدها لا تكفى ولابد أن يجتمع الاثنان معا قوة وأمانة ، كما جاء فى كتاب الله ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) ..
رابعا : الأمانة لدى المرشح
لايسرق ولايختلس ولا يرتشى ولا يستغل ، فإذا أردنا قرارا سليما فليكن هناك نائبا نزيها صاحب تاريخ أبيض ناصع البياض لا خوف عليه أذا أؤتمن على المال والعباد ..
الأختيار أمانة كبرى ، قال تعالى ( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ..