تعتبر الفوسفات في مصر أهم الرواسب المعدنية من الناحيتين: التعدينية والاقتصادية، لأن إنتاجه كان وما يزال يشغل مكاناً بارزاً في المجال التعدينى. ويرجع السبب في ذلك إلى الانتشار الواسع لتواجد الفوسفات في مصر، فهو متوفر على هيئة حزام من رواسب الفوسفات يمتد إلى مسافة حوالى 750 كم طولاً من ساحل البحر الأحمر شرقاً إلى الواحات الداخلة غربا.
أما أهميته الاقتصادية فتتلخص في أنه يصدر إلى الخارج بكميات كبيرة كما يتم تصنيع جزء منه إلى أسمدة كيميائية من النوع السوبر فوسفات.
وتتواجد مواقع الفوسفات التي لهما أهمية اقتصادية بمصر في ثلاث مناطق رئيسية هي:
•وادي النيل بين أدفو وقنا:
ومن أهم مناطق التواجد منطقتى المحاميد والسباعية وتقدر احتياطيات خام الفوسفات في منطقة المحاميد وحدها بحوالى 200 مليون طن كما تصل نسبة (خامس أكسيد الفوسفور) إلى حوالى 22%. وقد أسفرت الدراسات الجيولوجية عن احيتاطي يقدر بحوالى 1000 مليون طن بالمناطق المجاورة لمنطقة المحاميد.
•ساحل البحر الأحمر بين سفاجة والقصير: يتواجد خام الفوسفات بين مينائى سفاجه والقصير بمناطق أهمها جبل ضوى ومنطقة العطشان والحمراوين وتقدر الاحتياطيات من 200 إلى 250 مليون طن من خام الفوسفات.
الصحراء الغربية:
تمثل هضبة أبو طرطور الواقعة بين الواحات الداخلة، أضخم راسب من الفوسفات في مصر حيث يقدر الاحتياطى من الخام بنحو 1000 مليون طن، غير أنه توجد بعض العقبات التي تحول دون استغلاله الاستغلال الأمثل، وذلك لوجود نسبة ملحوظة من الشوائب مما يزيد من تكلفة إنتاجه.
منطقة مصر العليا:
توجد تكوينات الفوسفات في وادي النيل في مصر العليا علي ضفتي نهر النيل، حيث يوجد علي الضفة الشرقية للنيل في المنطقة الممتدة بين ادفو وقنا ويوجد في كل من السباعية والمحاميد على كل من الضفتين الشرقية والغربية، ويعدن خام الفوسفات في هذه المنطقة بطريقة (المناجم المكشوفة) حيث توجد طبقات الفوسفات في هذه المنطقة قريبة جدًا من سطح الأرض بل تظهر مكشوفة علي السطح مباشرة ومن ثم يسهل تعدينها واستخراج خام الفوسفات، ويعيب خام الفوسفات المستخرج من منطقة الوادي في مصر العليا: انخفاض نسبة الفوسفات وارتفاع نسبة الشوائب ومن ثم فإن نقل كميات كبيرة من الخامات إلي مواقع التصنيع يرفع من نفقات الإنتاج.
ومن المقترح إجراء عملية تركيز الفوسفات في الخام في مواقع استخراجه لتقليل نسبة الشوائب إلي أقل نسبة وينقل الفوسفات شبه نقيًا إلي مصانع الأسمدة مما يقلل من الكمية المنقولة وبالتالي خفض سعر المنتج النهائي من الأسمدة وبذلك تحقق القيمة الاقتصادية لخام الفوسفات سواء محليًا أو في مجال السوق العالمية.
منطقة الصحراء الشرقية:
يوجد خام الفوسفات بالصحراء الشرقية موزعة في ثلاث مستطيلات تمتد أطولها بين النيل وساحل البحر الأحمر وهي علي النحو التالي:
المستطيل الشمالي: وحده الشمالي خط بين الغردقة وأسيوط، وحده الجنوبي بين سفاجا وقنا وبه خام أم الحويطات ووصيف في جنوب الغردقة وأبو حاد ووادي حمامة شمال قنا.
المستطيل الأوسط: ويمتد فيما بين سفاجا وقنا كحد شمالي والقصير وقفط كحد جنوبي، ويتركز فيه نحو تسع مواقع لخام الفوسفات معظمها تقع غربي الطريق الساحلي بين سفاجا والقصير.
المستطيل الجنوبي: وحده الشمالي خط يمتد بين القصير وقفط وحده الجنوبي خط يمتد بين مرسي علم وأدفو، وتتركز مواقع الخام في غربيه تحديداً علي امتداد شرقي النيل حيث توجد خمسة مواقع أشهرها المحاميد مقابل مناجم السباعية، وهي من أقدم مناطق تعدين الفوسفات في مصر حيث جري التعدين فيها منذ عام 1897.
منطقة الصحراء الغربية:
توصلت الدراسات الچيولوچية إلي تحديد منطقة واسعة الامتداد تضم طبقات حاوية لخام الفوسفات في جنوب الصحراء الغربية في كل من منخفض الواحات الخارجة ومنخفض الواحات الداخلة ومنطقة هضبة أبو طرطور، وجميعها تقع غرب وادي النيل وتمتد غربًا حتى هضبة الجلف الكبير التي تقع في جنوب الصحراء الغربية.
ويعوق الاستغلال الاقتصادي لخام الفوسفات في هذه المنطقة صعوبة نقل الخام إلي موانئ التصدير لعدم توفر الوسيلة وبعد المسافة. ويمكن التخلص من كل هذه المشاكل عند استغلال هذا المورد العظيم كمشروع استراتيجى للدولة فهو لا يقل أهمية عن مناجم الذهب التي حتى الآن لم يستفد منها.
فوسفات الخارجة والداخلة:
أما المواقع الأخرى بالخارجة والداخلة فقد قدرت احتياطياتها الچيولوچية بصفة مبدئية. ويستثني من ذلك موقع بالقرب من جبل طارق شمال شرقي منخفض الخارجة، حيث قدرت الاحتياطيات الچيولوچية بصفة مبدئية بحوالي 40 مليون طن. وكان هذا الموقع قد استخرجت منه كميات محدودة من الفوسفات خلال العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. وتستثني كذلك بعض مواقع في الداخلة كونها يمكن تشغيلها بالمناجم المكشوفة وقدرت بحوالي 500 ـ 700 مليون طن تقديرًا چيولوچيًا مبدئيًا.
فوسفات أبو طرطور:
يعيب فوسفات أبو طرطور؛ارتفاع نسبة الشوائب فيه، مما أدى الي ارتفاع تكاليفه وانخفاض جودته وعجزه عن المنافسة الخارجية، حيث يبعد عن منافذ التصدير الخارجية ـ حيث يبعد عن سفاجة حوالى 500 كم ـ ومع ذلك فالخام يحتوي علي بعض المعادن النادرة ولا خوف من الطلب عليه مستقبلاً في السوق العالمية مع تزايد الحاجة لتسميد المحاصيل الزراعية وخاصة الارز في جنوب شرق آسيا.
المغرب:
يعد المغرب واحداً من أكبر الدول المنتجة للفوسفات وأول مصدر لهذه المادة إذ يتوفر على%75 من الاحتياطي العالمي الذي يتوزع بنسب متفاوتة بين أربع مناطق أساسية وهي: بن جرير وبوكراع وخريبكة واسفي.
يختزن باطن الأرض المغربية ثلثي الاحتياطي العالمي من الفوسفات. يتوزع هذا الاحتياطي بنسب متفاوتة بين ثلاث مناطق هي: أولاد عبدون، كنتور، ومسقلة. هذه الأخيرة لم تفتح بعد للاستغلال.
يوجد الفوسفاط بكميات كبيرة في الطبيعة وغالبا ما يكون على شكل (الفوسفور الأبيض) وهو سام جداً ويحترق بسهولة في الهواء.
سوريا:
تعتبر سوريا ثاني أكبر احتياطي عربي بعد المغرب، وتتركز المناجم الأساسية قرب تدمر وبالتحديد في منطقة الخنيفسة. والمناجم الموجودة هناك مرتبطة بخط حديدي حتى ميناء طرطوس.
توقف الإنتاج في المناجم نتيجة سيطرة داعش عليها في نهاية عام 2014 وحتى منتصف عام 2017.
الجزائر:
تم اكتشاف الفوسفات بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة شرق الجزائر وبدأ إنتاج الفوسفات بالجزائر في عام 1894 من قبل شركة قسنطينة للفوسفات وفي عام 1930 تم إنشاء شركة جبل العنق وفي عام 1936 تم اكتشاف الفوسفاط آخر ب بئر العاتر وفي عام 1955 تم إنشاء خط سكك الحديدية لربطها بمناء عنابة وفي عام 1973 تم تحويل الشركة إلى شركة سونرام وفي عام 1984 تم هيكلة الشركة وربطها بشركة الحديد والصلب لتصبح تحمل اسم فيرفوس FERPHOS كما تم في عام 2003 فتح منجم الجديد المسمى كاف سنون.
تحتل الجزائر المرتبة الخامسة عالميا للتصدير والمرتبة العاشرة عالميا للإنتاج، ويحتوي احتياط الفوسفات بشمال شرق الجزائر على 2.2 مليار طن. كما تما اكتشاف عدة مناطق بالجنوب الجزائري تحتوي على الفوسفات والتي لم تستغل ولم تقدر لحد الآن.
تونس:
في سنة 1885 تم اكتشاف الفوسفات من قبل فيليب توماس على السفح الشمالي لجبل الثالجة قرب المتلوي وبعد سنتين أي سنة 1887 تم بعث شركة فسفاط وخطوط حديد قفصة وبعث أول نواة استخراجية بالمتلوي كما تم بالتوازي بعث الخط الحديدي الرابط بين المتلوي وميناء صفاقس. وفي سنة 1899 تم بعث أول منجم استخراج باطني عميق تحت الأرض بالمتلوي ثم في سنة 1903 تم فتح منجمين آخرين عميقين بكل من الرديف والقلعة الخصبة (الكاف) وبعد سنة تم فتح منجم باطني عميق بأم العرائس (1904). وفي سنة 1905 تم بعث الشركة التونسية للاستغلال الفسفاطي STEPHOS في نفس السنة تم ضم منجم أم العرائس إلى شركة فسفاط وحديد قفصة كما أنطلق إنتاج منجم القلعة الخصبة بالكاف. في سنة 1920 توسع حوض الفسفاط ليشمل فتح منجم المضيلة.
في سنة 1948 تم بعث الشركة الصناعية للحامض الفسفوري والكيمياويات SIAPE ثم بعد الاستقلال شرعت الدولة في تونسة مؤسساتها تدريجيا وفي سنة 1962 أصبحت الشركة التونسية للفسفاط بجبل المضيلة ذات رأس مال تونسي أما في سنة 1966 فقد تحول الخط الحديدي قفصة صفاقس والذي أشرفت عليه السلطات الاستعمارية بمقتضى قرار 25 أوت 1896 إلى الإدارة التونسية وفي سنة 1969 تم دمج شركة الفسفاط بجبل المضيلة إلى شركة فسفاط وحديد قفصة كما تم سنة 1970 فتح منجمي صهيب والمراطة بينما بدأ استغلال مقطع أم العرائس سنة 1975 وبداية من سنة 1976 أصبحت شركة فسفاط قفصة هي المشرفة على كل الأنشطة والمناجم وفي سنة 1978 بدأ استغلال مقطع كاف الشفاير قرب المتلوي كما بدأ سنة 1980 استغلال مقطع أم الأخشاب ثم استغلال مقطع أم الخسفة وكاف الدور سنة 1986 كما تم فتح مقطع جديد بالرديف سنة 1989 تلاه سنة 1991 استغلال مقطع الجلابية. وبالتالي فاستغلال الفسفاط بالبلاد التونسية فاق 100 سنة وتصاعد خلالها حجم الإنتاج من بضع مئات آلاف الأطنان سنة 1900 إلى أكثر من 8 ملايين طن سنويا في الفترة الراهنة تمكنت من خلالها تونس احتلال المرتبة الخامسة عالميا من حيث الإنتاج كما تم الاستغناء تدريجيا عن المناجم الباطنية وتعويضها بمقاطع سطحية للضغط على كلفة الإنتاج.
الصحراء الغربية:
في الصحراء الغربية تتوفر على احتياط كبير من الفوسفات تمتد على مساحة 250 كلم مربع مرتبة على على ثلاث مستويات وهي (خوسيه رامون، دييجو، أجيري José Ramon Diego Aguirre)، وقد تم اكتشاف الفوسفات بالصحراء الغربية من طرف الجيولوجي الإسباني مانويل اليا
بدأ الاهتمام بالفوسفات في عام 1960 وتم إنشاء شركة إمبريزا ناسيونال ديل منيرا ووفي عام 1962 تم اكتشاف احتياطات واعدة وفي 22 مايو 1968 تم تغير اسم الشركة من اسم إمبريزا ناسيونال ديل منيرا إلى اسم فوسبوكراع Fos Bucraa وأنطلق الإنتاج عام 1969 تم إنتاج 000 20 الف طن وتم إنشاء خط اتوماتيكي على طول 98 كلم لنقل الفوسفات إلى مناء العيون ناحية المحيط الأطلسي لتسهيل تصديره وتم إنشاء مرافق لانشطة التعدين وقد استثمر مبلغ 24.5 مليار بسيطاس إسباني
وفي 18 أبريل 1972 تم أول تصدير إلى اليابان 7100 طن، وتم الإنتاج وفي عام 1974 تم استخراج 2.3 مليون طن من الفوسفات. وبعد انسحاب محتل إسبانيا 1975 من الصحراء المغربية استجابتا لقررات الامم المتحدةلانهاء الاستعمار في أفريقيا. وبعد انسحاب إسبانياو استرجاع المغرب للصحراء بدأ المغرب باستغلال منجم بوكراع باسم شركة فوسبوكراع المغربية منذ عام 1976، يقع منجم فوسفات بوكراع على بعد 100 كلم، جنوب شرق مدينة العيون.
السعودية:
تم في أوائل القرن الواحد والعشرين اكتشاف كميات كبيرة من الفوسفات شمال السعودية (حزم الجلاميد) مما رشح لاحتلال السعودية المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج المواد الفوسفاتية بداية من 2020 حسب التوقعات في موقع حزم الجلاميد حيث ضخت السعودية 8 مليارات دولار لتطوير المشروع استخدام وتصنيع الفوسفات.وقد قالت شركة سابك السعودية في 2010 إن دول الخليج تستحوذ على 17 مليون طن من إنتاج الأمونيا فوسفات العالمي و15 مليون طن من اليوريا سنوياً، مشيرة إلى إمكانية احتلال السعودية المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج المواد الفوسفاتية خلال 20 سنة القادمة في موقع حزم الجلاميد[2].
وتوقعت الشركة التي تعد أهم أكبر مصنعين ومصدريين للبتروكيماويات في العالم أن تصبح السعودية قادرة في أوائل العام القادم على تصنيع الفوسفات وتصديره، مضيفةً بذلك إلى جعبة الأسمدة المصدرة من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مادة جديدة من المواد المغذية الأساسية الثلاث لتصبح بالتالي أكبر مصدّر للفوسفات الثنائي الأمونيوم في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، من خلال إنتاج 9.2 مليون طن من الفوسفات الثنائي الأمونيوم أي ما يمثل 18% من صادرات الفوسفات في العالم.وقد أعلنت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" عن أنه من المقرر أن إنتاج الشركة سيبدأ في الربع الثاني من 2010 ضمن مشروع معادن للفوسفات الذي يعد الأكبر من نوعه بالعالم[3] وقد كان من المتوقع عند ذلك الإعلان أن ينتج مشروع الفوسفات حوالي 92 ر2 مليون طن سنويا من فوسفات الأمونيوم الثنائي بالإضافة إلى 440 ألف طن سنويا من الأمونيا التي سيتم تصديرها إلى الأسواق العالمية. كما أن المشروع سينتج 160 ألف طن سنويا من حامض الفوسفوريك لبيعه في الأسواق المحلية بالمملكة[4].
الاردن:
يوجد في الأردن في منطقة الرصيفة وسط المملكة ومنطقة الحسا والشيدية جنوب المملكة وتم إيقاف الاستخراج من منطقة الرصيفة بسبب الغبار الناتج من الاستخراج وأثره على السكان واقتصر الاستخراج الآن على منطقة الحسا. ويوجد في الأردن شركة تهتم باستخراج الفوسفات وهي شركة مناجم الفوسفات الأردنية والتي تنتج المواد الصناعية المهمة مثل حمض الفوسفوريك الذي يستخدم في صناعة الأدوية والسماد الكيميائي.