عندما كانت تقول لي : »أنت عمري» و»أناعمرك» مش كده، كنت أبتسم ولا أعلق، ولكن الآن فقط اكتشفت الحقيقة »انت عمري» وحبي الوحيد وزوجتي وأم أولادي وكل شيء في حياتي، لأول مرة تنهار الدنيا من حولي، فجأة بين ليلة وضحاها فقدتك يا عمري.
هل البسمة التي تعيش بيننا وتنعش أركان البيت تختفي فجأة ليحل بدلا منها الحزن، فالجدران تبكيك، حبيبتي أسمع أنين ستائر الشرفات، أشعر بروحك الطاهرة في كل مكان انت صاحبة اختياره، لا أصدق رحيلك، صوتك صباحا مازال يناديني »الشاي واللبن يا أيمن» هذه المرة الوحيدة التي لا أقول لك »سيبيه وانا هأبقي أشربه» نهضت علي الفور لأتناوله من يديك، فلم أجدها، فانهرت باكيا كالأطفال.
حبيبتي تعلمين حبي لك وتطالبينني بإظهار هذا الحب لك لتسعدي بكلمات كانت بداخلي ولا تخرج علي لساني بخلا مني، وأتمني أن تكون روحك الطاهرة ترفرف في غرفتك لتشاهديني وأنا أحضن ملابسك وأتراقص معها بالدموع.
سامحينا جميعا وأنا أولهم فقد أشقيناك كثيرا في حياتك معنا، كنّا نعيش مرفهين كسالي في حضرتك، نعلم أن شعلة النشاط سترتب غرفنا وتنظف مكان إهمالنا اليومي، وسنجد ملابسنا جاهزة، وطعامنا المتجدد بين الصباح والمساء، ولَم نتخيل يوما بأن الطاقة الجبارة التي تعمل ليلا ونهارا بدون تعب ستختفي فجأة بدون عطل يمكن اصلاحه، هل كنت نورا أضاء لنا الحياة وفجأة اختفي الشُعَاع لتظلم الدنيا من حولنا ؟ !
يا عمري: لأول مرة أشعر بآه الحرقة، بيتك الجديد أكملته ولَم تسعدي بالاستمتاع فيه، فأدعو الله عز وجعل أن تكوني في عليين مع الصديقين والشهداء، فقد اختطفك الموت صائمة وانتي عائدة من عملك إلي بيتك وأولادك بسيارة مجنونة يقودها شاب طائش.