همس بالشارع.. النظام لا يطيق المعارضة، ويهدد كل من يعارضه، والدليل أن الإعلام أصبحت الأغلبية منه تردد نغمة واحدة بلون واحد.. واستمعت أيضا إلى أن هناك خطة لتأميم الآراء والأفكار وبالتالى.. تطبيق شعار «ممنوع الخروج عن النص»، والنص هنا واضح، وهو ترديد ما يسعد الحكومة حتى لو أغضب الشعب.
واستمعت أيضا لوجهة نظر بأن هناك اختفاء للشخصية السياسية قسرًا.. بمعنى أدق أن عهد الرئيس عبدالناصر لم يمنع ظهور سياسيين وكتاب ومفكرين ونجوم سياسة.. والرئيس أنور السادات قدم لنا تجربة الأحزاب.. والرئيس مبارك صقل المعارضة ومنحها حرية الحركة ومنح المعارضة حصانة، وكان هناك عدد كبير منهم بالبرلمان والصحافة.
بينما الآن يتوارى حتى من رأينا فيهم مشروعا سياسيا أو نجما من الممكن أن يخدم بلده، أو نتوسم فيه منصبًا.. والحقيقة أن مجرد النقاش حول تلك الموضوعات أمر صحى، ولكن هناك حقائق موجودة، عادة لا يلتفت إليها من يؤمنون بما سبق أو يطرحونه.
مصر الآن تواجه تحديات متنوعة، وهى غير مسبوقة من أخطار الداخل والخارج، ونعيش حاله من الطوارئ، قد لا يشعر بها المواطن العادى، وهو ما يؤكد نجاح الدولة فى القيام بدور الحماية وتوفير الأمن لمواطنيها، مصر الآن تواجه تحديات غير مسبوقة بالداخل وتعيش صراعا واضحا بشأن التنمية.. وتقوية عناصرها واستحداث مصادر قوه للبلد.
إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وأعتقد أن الدولة المصرية تبذل جهدًا بشأن أن تصبح البلد قويه بما يتيح لها حماية مواطنيها وأراضيها ووحدتها.. وبالطبع نجاح السيسى فى حماية البلد ومنع تقسيمها ونزع فتيل الحرب الأهلية عنها أمر لم يسعد كثيرين، لذا هم لا يتركون أى مناسبة إلا وصدروا الأذى لنا.
فى ظل تلك الأجواء التى تواجه الدولة المصرية كان على الدول أن تحارب بيد وتبنى باليد الأخرى، وبالتالى هذا الانقسام قلل من إيقاع العمل وتباطؤ النتائج.. وما هو معلوم أن هناك أولويات تختلف الآن، حيث نعيش زمن الحرب، عما كان من المفترض أن نحققه فى زمن بدون إخطار.
ومن هنا أجد أن التركيز على تقوية البلد بعناصر قوة مباشرة أمر له الأولوية.. وإن كانت عملية التقوية يجب أن تمتد لكل شيء فى إطار متواز على الأقل لنضمن النتائج وليحدث تشبيك بين تلك العناصر مما ينعكس على المجتمع.. الدولة الآن تعمل على التنمية كمنطلق ومنهج عمل..لكن فى نفس الوقت ملتزمة بترميم الأعمال، وهو ما يستنزف طاقتها بقدر كبير.
لدينا ملفات وتحديات بشأن تنمية الشخصية بشكل واضح لحماية التنمية الاقتصادية والفجوة بينهما أمر لن يستقيم، وبالتالى سنفقد الكثير من الوقت والإمكانيات والقدرات.
شراء القذيفة أهم من غيرها، لأننا نعيش حالة حرب تتراجع معها الاهتمامات.. وأجد ضرورة إطلاق أفكار حول بناء المجتمع بناء جديدًا.. يقلل من المشاكل التى نعانيها.. ويتيح لنا أن نهضم أى تطوير أو تنمية.. وسط الحروب لا تحقق الحكومات العلامة الكاملة عن الأعمال.. وفى الأولويات قد تتراجع عمليه مساندة الدولة لاكتشاف أو الكشف عن الموهوبين سياسيًا وفكريًا واقتصاديًا.. وقد تنقص الخدمات.. البلد فى حالة حرب حقيقية.. والأولوية لها.
السيسى قدم نفسه لنا فى الفترة الرئاسية الأولى.. من خلال تجاربه واطلاعه على الأخطار التى تهدد المجتمع والدولة وضع خطته للإنقاذ.. وأشعل حرب التنمية وصنع شرايين لحياة أفضل للمصريين ولتسهيل حياتهم.. والآن بعد أن حقق الفوز فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة سيكمل ما بدأه.. وينطلق لتحقيق رؤية المواطن.. فى ضرورة بناء مجتمع قوى يناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويساند خطط التعمير.
مصر الآن فى حاجة لضبط العملية الاقتصادية والإقلال من الديون التى تهدد الأجيال وتخنق الجيل الحالى.. فى حاجة لإعادة رسم خريطة الحياة.. وفى ظل وجود الإرهاب وضرورة محاربته، يجب أن نبحث عن ثقافة جديدة لحياة جديدة متطورة يشعر فيها المواطن بقيمته مما يسهل جذبه وتفاعله مع الحدث.. بالطبع كل خطوة نحو التعافى لها ضريبة.. ونحن ندفعها..وعلى الحكومة أن تمتد يدها الغليظة لشرائح المجتمع لتشارك وتحقق لنا العدالة.. وعندما يشعر المواطن بأن الحكومة عادلة.. أتوقع أنه سيبرهن على قناعته عمليا.. أنا أؤمن بضرورة المشاركة فى بناء مصر الجديدة.. وبأن الحكومات لها دور ونحن أيضا.
ومن السهولة أن نتحدث والصعوبة أن نعمل، وحرية الإعلام والتفكير والحياة بشكل عام تتراجع أمام رصاصات موجهة من إرهابى لى وأسرتى وأهلى.. فى زمن الحروب لا وقت للرفاهية..وأعتقد أن المثقفين يعلمون جيدا أن مصر مستهدفة.
مازالت هناك أخطار تهدد وجودنا.. كدولة وأفراد.. وأن خطط الغرب لتقسيم مصر مازالت موجودة وجاهزة قد تكون قد انهزمت فى جولة ولكن مازالت هناك جولات وعلينا أن ننتصر بالشعب وليس بالحكومات فقط.
كوتيشن: الدولة المصرية تبذل جهدًا بشأن أن تصبح البلد قوية بما يتيح لها حماية مواطنيها وأراضيها ووحدتها.. وبالطبع نجاح السيسى فى حماية البلد ومنع تقسيمها ونزع فتيل الحرب الأهلية عنها أمر لم يسعد كثيرين، لذا هم لا يتركون أى مناسبة إلا وصدروا الأذى لنا