للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

ولى العهد السعودى والشراكة مع القاهرة

ولى العهد السعودى والشراكة مع القاهرة

الكاتب : عثمان علام |

03:39 am 10/03/2018

| رأي

| 2232


أقرأ أيضا: Test

كمال عامر:

زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد السعودية، للقاهرة هذا الأسبوع.زيارة تاريخية، ومن خلال ما حدث فيها من لقاءات ومباحثات وزيارات للضيف السعودى يمكن أن نحدد أهدافها.

توقيت الزيارة مهم، هناك أخطار تحيط بالمنطقة وتغيير لمواقف، وإعادة تشكيل مصدر القوى بالمنطقه. وبالتالى انتقال القرارات لمناطق جديدة ما يستوجب إعادة النظر فى المواقف بالبحث عن تقوية للموقف العربى والسعودية ومصر، هما ميزان العملية برمتها، ويجب التنسيق لدرجة التكامل. وهناك تغيرات بالقاهرة، وهى سريعة، وتحتاج تفسيرًا وحربًا شاملة ضد الإرهاب، وعلى كل أمراض المجتمع بعلاج جراحى غير معتاد عليه.. زيارة ولى عهد السعودية كانت تحمل طمأنة بأن خطط المملكة بشأن الانحياز لجانب الشعب المصرى وتطلعاته لبناء مستقبله وتحديد مسار نهضته، والتى أعلنت بعد ٣٠ يونيو أنها أصبحت من ثوابت العلاقة بين الرياض والقاهرة، وأنها ثابتة.

الأمير محمد بن سالمان أراد الاختلاط بالشعب المصرى. لذا حرص على زيارة مشروعات إقليم قناة السويس، والتقى العاملين فيها. وزار الجامع والكنيسة والأوبرا، والتقى المفكرين والصحفيين والوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء وغيرهم من شرائح المجتمع المصرى ومكوناته.. الرئيس السيسى، وكأنه أراد أن يقرب ولى العهد السعودى من مكونات المجتمع المصرى للمشاهدة، وعلى الطبيعة لما يحدث فى مصر.. ومن الملفت أن تلك الزيارات وجدت ترحيبًا من الشارع ولى العهد السعودى اقترب بمسافة أكبر من الشارع. وهو أسلوب يلجأ إليه المسئول الراغب فى تطبيق الأهداف عن طريق المصافحة والنظر فى العيون مباشرة. وقد حجز بن سالمان لنفسه مكانًا فى قلوب المصريين لإحساسهم بأن الأمير واحد منهم.

فى نفس الوقت ظل ما يحدث فى السعودية من تغييرات مختلفة، وفى كل المجالات تمثل هاجسًا لدى بعض المصريين. فى ظل وساطة إعلام منقسم كوسيط لنقل الأحداث والتعليق عليها، وفى ظل غياب أدوات الشرح. ظل التغيير لغزًا والأسئلة حوله حائرة كل مصرى يقنع نفسه حولها بطريقته..ولى عهد السعودية. كان من الذكاء اختياره للذهاب إلى الكاتدرائية والالتقاء بالبابا تواضروس لأول مرة، وأعتقد أن أبرز ما فى الزيارة كلمة ولى العهد السعودى. الأقباط «غاليين» على كل مسلمى العالم.. والمسلمون يجب أن يعرفوا ذلك الدور الوطنى الذى تحملته الكنيسة.. ورد البابا تواضروس بقوله: نسعى للحياة والسلام، ونريد أن تكون تلك المنطقة فى قمة التقدم الدائم. ونفرح بما يتم من نهضة بالسعودية.. الأمير محمد بن سلمان زار الأزهر، والتقى الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ولى العهد السعودى فالأزهر أهم منارات وركائز الفكر الإسلامى، مشيدًا بدور الطيب فى نشر ثقافة الوسطية والتعايش والسلام ومكافحة الفكر المتطرف.. والشيخ الطيب أشاد بدور السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا فى خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة قضايا الأمة.. الأمير محمد بن سلمان.أراد أيضًا أن يشرح ما يحدث بالمملكة من تغيرات لمكونات الشعب المصرى من خلال تعليقاته المقتضبة.. ولأنه أراد من الزيارة كمسئول سعودى أن يروج لسياسات السعودية ومشروعاتها من خلال شرح للخطط الاقتصادية، ومنها مشروع نيوم، وهو تجسيد للعلاقة المستقبلية بين البلدين، حيث يؤدى للرخاء الاقتصادى والسياحى ومقدر له ٥٠٠ مليار دولار، وتشارك مصر والسعودية فى أحد جوانبه من خلال مشروعات تتم على الأراضى المصرية بمشاركة مصرية. إذ تشارك مصر بالأرض والسعودية بالاستثمارات.

من الواضح أن الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد السعودية، نجح أيضًا فى شرح أسس السياسة السعودية الجديدة. فى الإصلاحات الداخلية أو الخارجية، حيث يؤمن رجل السعودية القوى بأن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودى إيجابيًا بإنعاش المناخ السياحى داخل المملكة، خاصة للعائلات والشباب، كما ينعكس على النمو الثقافى والتنويرى.. زيارة ناجحة ومؤثرة دعمت الثوابت السعودية تجاه مصر وقضاياها ومستقبلها.. وأوضحت للمصريين إجابات حول.. ماذا يحدث فى السعودية.. وهل سيؤثر على ثوابت العلاقة معها.. وإلى أى مدى تتجه المملكة فى إصلاحاتها الاجتماعية.. بل الاقتصادية.. وهل هناك تغييرات بشأن التعامل مع مصر.. وهى إجابات ظل المصريون يختلفون حولها إلا أن زيارة ولى عهد السعودية، كانت فيها الإجابات المطلوبة.

ولأنها ناجحة كانت صادمة للإعلام القطرى بشكل عام والجزيرة خاصة، والتى حاولت تشويه الزيارة بكل الطرق باختلاق مواقف وإدارة حوارات لأشخاص غير معنين، وأن حالة الغضب الإعلامى من ناحية الجزيرة القطرية تجاه الزيارة ونتائجها الناجحة عادية، حيث ساهمت الزيارة فى صياغة مشروعات مستقبلية لخدمة شعوب المنطقة فى غياب قطر، واعتمدت الزيارة على الموافقات الشعبية لخطط التنفيذ بكل أشكاله والذى يضرب المنطقة وأن السعودية ومصر وأصدقاء الطرفين، هم القاطرة لتلك النهضة.. بالطبع الرئيس السيسى اطلع ولى عهد السعودية على رؤية مصر تجاه مشاكل المنطقة والعالم. وأعتقد أن الأكثر استفادة من تلك الزيارة هم الشباب فى مصر والسعودية ودول المنطقة، حيث إن حركة البناء والتنمية والإصلاح تصب فى صالح تلك الشريحة العمرية.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟