فالشركة الأمريكية هى صاحبة الرخصة ولها الحق في تحديد تكلفة حق إستخدام رخصة المشروع !!
ومن معامل التكرير التى تبنت تطبيق التعديل معمل شركة الاسكندرية للبترول باعتبارها الشركة الوحيدة التى تستخدم هذا النوع من المذيب...وقد بدأ المشروع فى عام ١٩٩٩، وتم تحديد التكلفة التقديرية المشروع ٩ مليون دولار، وهو السعر الذى حددته شركة stp الإيطالية ، فقد تم تطبيق التعديل فى دول أوروبا خلال سبعينات القرن الماضي وكانت التكلفة ٩مليون دولار، مع الوضع فى الإعتبار مدة ٢٢ سنة فيما يتعلق بسعر الدولار ، وسعر مهمات المشروع ، والفروق الكبيرة !!
وأسباب التعديل كما ورد بدراسة الجدوى إرتفاع معدلات الأستهلاك ونسبة حقن المذيب للتغذية، عدم ثبات المذيب عند تغيير ظروف التشغيل والصعوبة فى الحصول على الفورفورال الذى تسيطر عليه مجموعة أحتكار !! بالإضافة إلي إرتفاع أسعاره إلى أضعاف أسعاره الفعلية بسبب عمولات السماسرة..وأيضا عملية تخزين الفورفورال لها مواصفات خاصة .. هذه الأسباب هى التى قامت عليها فكرة التعديل وقد أثبت الزمن عدم صحة هذه الأسباب لأن الوحدة مازالت تعمل بالفورفورال وبأسعار الدولار الجديدة ،والتعديلات المطلوبة لتحويل الوحدة وفقاً للاختراع الأمريكى الذى لم ينفذ طيلة ٢٢ سنة هى فترة تجهيز المشروع ، تعديل برج الاستخلاص بالوحدة ، وتعديل مواسير الإشعاع وتعديل سمك المواسير ، تعديل نظام حزام التسخين ، تعديل بعض الطلمبات والمبردات الهوائية ، طلمبات قاع ، خطوط ، بلوف ، صوانى الابراج ، دائرة إسترجاع خليط المستخلص ، ودائرة إسترجاع المذيب، وهى المهمات المطلوبة لتنفيذ المشروع !!
مرحلة التجهيز بدأت من من ٢٢ سنة وحتى الآن لاحس ولاخبر.
وللمشروع موازنة استثمارية سنوية خلال ٢٢ سنة الماضية هى فترة التجهيز للمشروع ، وقد حصلت شركة بكتل الأمريكية على المبالغ المستحقة فيما يتعلق بالرخصة ، وتم شراء المهمات على مراحل دون مراعاة مدة الصلاحية، سنويا يتم التعامل على المشروع فيما يتعلق بالتصميمات ، وشراء المعدات والتوريدات ، وأعمال التركيبات مدنى وميكانيكى !!
فعلى سبيل المثال ، تم توريد برج الوحدة ٣٠٠٠ ( da 3003 ) فى عام ٢٠٠٦، منذ عشر سنوات والذى تم توريده بواسطة شركة بتروجيت الشركة المصنعة للبرج !!
وقد حصلت الشركة الأمريكية على مستحقاتها من المشروع فيما يتعلق بحق الرخصة، والتصميمات الأساسية،والاختبار التجريبي، وحقها فى إتفاقية الخدمات، وتتولى شركة انبى عملية التصميمات وشركة بتروجيت للتركيبات !!
ويتم تمويل المشروع سنوياً من البنك الأهلى المصرى من خلال برنامج تمويلى واعتمادات خاصة بالمشروع ،وبرنامج السداد، ومازال المشروع فى مرحلة التجهيز...فما تم إنفاقه على المشروع خلال هذه المدة بالدولار الأمريكي مبالغ لو تم حسابها على سعر صرف الدولار اليوم ، سيكون الناتج مبلغ فلكى !!
بتروجت وردت برج الوحدة٣٠٠٠ ( da 3003 ) فى٢٠٠٦،والشركة الأمريكية أخذت مستحقاتها من المشروع.
فمن غير المقبول فى عالم صناعة البترول ان عملية تعديل مشروع تستغرق ربع قرن من الزمان ولا ينفذ، فما تم إنفاقه على المشروع وفقا للدراسة واستمرار العمل بالفورفورال يؤكد أن الشركة الأمريكية باعت لنا التروماى !!!
ومن الطبيعى أن جميع الجهات والأجهزة المتصلة بالمشروع تنتظر لحظة انطلاق المشروع ولكن دون جدوى ، لأن إيقاف التشغيل لتنفيذ عملية التعديل تحقق خسائر مالية ١٢ مليون جنيه يومياً!! وحاجة السوق المستمرة للمنتجات الثقيلة وعلى رأسها البوتامين، حيث أن شركة الاسكندرية للبترول من أكبر المعامل المنتجة للبوتامين ..
البعض قد يحاول التنصل من المسئولية سواء بالتقادم او الخروج للمعاش ، إلا أن إهدار المال العام لن يسقط بالتقادم لأنها عملية مستمرة ..وليت هيئة البترول تفحص هذا الملف وتتخذ فيه قرار!!!
