عندما نقارن سعر متوسط خام برنت فى شهر يناير عام ۲۰۱٦ عن ٣٠ دولار كأدنى سعر لمتوسط خام برنت منذ ديسمبرعام ٢٠٠٣ وبمقارنته فى شهر يناير ٢٠۱۸ فهو يتجه ليكون أعلى سعر لخام برنت بنحو ٤۰ دولار بعد الكثير من التحديات والصعوبات التى واجهت الدول المنتجة فمن الواضح إن قراءة أسعار النفط يجب أن تكون قراءة للمعدل السنوى لها لان التذبذب الواضح والحاد فى أسعار النفط هو مؤشر خطر على حالة عدم استقرار الأسواق العالمية للنفط فمستوى سعر خام برنت للأسابيع الأولى من عام ۲۰۱۸ بلغ ۷۰ دولار ومن الممكن أن يكون هذا المستوى المرتفع خادعا والمخاطر الكثيرة المحتملة والتى من الممكن أن تهوى بأسعار النفط والتى تنحصر فى عاملين مهمين : الأول وهو أن هذا المستوى المرتفع سيؤدى الى تحسين اقتصاديات إنتاج النفط الصخرى والغير تقليدى مما يؤدى الى زيادة الكمية المعروضة منه خلال هذا العام لدى الولايات المتحدة الأمريكية كأحدى مراكز القوى فى صناعة البترول والطاقة.
والعامل الثانى المهم هو أن مستوى الأسعار الحالى والمرتفع من الممكن أن يكون ناتج عن دعم اصطناعى بخفض طوعى للإنتاج متفق عليه من الدول المنتجة وهناك احتمال دائم ومستمر بأن ينفرط ذلك الاتفاق باحقية كل دولة بالحفاظ على حصتها من الأنتاج والعمل على زيادتها وللعلم سيكون أثر انفراطه أشد خطورة على أسعار النفط من أى عامل أخر وتلك مخاطر فى الزمن القصير. وأن الصورة قد تبدو أكثر تعقيدا فى حال تم تسجيل ارتفاعات جديدة على حجم الإنتاج فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تجاوزت حاجز ۹ ملايين برميل. وبات من الضرورى على المنتجين داخل منظمة أوݒيك وخارجها البحث بجدية فى كل الأدوات والسبل المتاحة للحفاظ على الأسعار الحالية وعدم السماح لها بالتراجع إلى مستويات متدينة وذلك لأن الأسعار الحالية يكاد تكون مناسبة لتحقيق خطط اقتصادية ونمو جيد عند المنتجين والمستهلكين وتواكب الموازنات الحالية ويتطلب ايضا مراقبة دقيقة لمستويات الإنتاج الأمريكى لانه أحدى العوامل المهمة فى سوق النفط واستقرارها.