للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كيفية أختيار أفضل العناصر للجلوس على مقاعد التنظيمات النقابية

كيفية أختيار أفضل العناصر للجلوس على مقاعد التنظيمات النقابية

الكاتب : عثمان علام |

03:19 am 09/11/2017

| رأي

| 2266


أقرأ أيضا: Test

د-أحمد هندي:

يتطلب الأمر وجود حريات نقابية وأنتخابات حقيقية من القاعدة وهى مجالس إدارات النقابات العمالية الفرعية ، فإذا كانت النقابات الفرعية قوية أصبحت النقابات العامة أكثر قوة ، والاتحاد العام هو المظلة القوية التى يحتمى بها العمال من أجل تحقيق المصالح الإقتصادية للعمال والعاملين ..

قوة التنظيم النقابي بالنقابات العامة والاتحاد العام لنقابات العمال تقوم على مدى ما تتمتع به النقابات الفرعية من قوة أعضائها، و التى لديها القدرة على طرح وجهات النظر الخاصة بمجموع العاملين حول قيود العمل والإجراءات والقرارات التعسفية التى تصدر عن السلطة ، وهو ما يستدعى امتلاك العضو النقابى لقوة المفاوضة، فالنقابى الناجح هو من يوصف بأنه مفاوض بارع ، نظرا لأن أعضاء النقابات العمالية الفرعية أكثر تعايشا مع مشكلات العمال ، وفى حالة تماس مستمرة معها على أرض الواقع. 

وتجرى الانتخابات العمالية للدورة النقابية ٢٠١٨ - ٢٠٢٢ ، فى ظل مناخ سياسى واجتماعى واقتصادى ومالى مختلف عن سابقتها فى ٢٠٠٦ ، فقد عاصر العمال حالة الحراك السياسي عقب ثورتى يناير ٢٠١١ ، يونيو ٢٠١٣ ، وهو ما يجعل الانتخابات النقابية القادمة عملية انتخابية مفتوحة للجميع !!! 

ويقع الدور الأكبر على القاعدة العمالية المسئولة عن عملية الأختيار ، و التى يجب عليها إكتشاف أفضل العناصر المرشحة لتكوين كتيبة قوية من الأقوياء الأمناء تبدأ من المستوى الأول النقابات الفرعية !! 

ويبلغ عدد مجالس إدارات النقابات العمالية الفرعية على مستوى الجمهورية ٢٣٢٠ نقابة فرعية ، يتشكل منهم اللجان النقابية العامة وعددها ٢٣ نقابة عامة يبلغ عدد أعضائها ٤٨٣ عضوا يمثلون جميع القطاعات العمالية وهى على النحو التالي : 

الغزل والنسيج - السكك الحديدية - المرافق العامة - الصناعات الغذائية - الصناعات الهندسية المعدنية الكهربائية - الكيماويات - الصحافة والطباعة  والإعلام - السياحة والفنادق - الخدمات الإدارية - الإنتاج الحربى - البترول - الزراعة والتجارة - البنوك - الإتصالات - التعليم - البحث العلمى - الخدمات الصحية - البناء والأخشاب - النقل البرى - النقل البحرى - النقل الجوى - المناجم والمحاجر - البريد ..!! 

ويتشكل اتحاد عام عمال مصر من ٢٣ عضوا ، من كل نقابة عامة واحدا من مجلس إدارتها لعضوية مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات العمال ، فإذا استطاعت الشركات والمنشآت اختيار مجالس إدارات فرعية قوية ، فمن الطبيعى أن تكون النقابات العامة قوية والاتحاد العام قوى ، لأن القاعدة العمالية قوية نتيجة حسن الأختيار ، وبالعكس إذا كانت النقابات الفرعية ضعيفة كانت النقابات العامة ضعيفة والاتحاد العام أضعف !!! 

لذلك يجب أن تقوم الاختيارات على القضاء على استراتيجية الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة من خلال الأبواب الخلفية وبعيدا عن الشفافية ، فالبعض يعتقد أن قضاء الحاجات الفردية وأسلوب التأشيرات الخاصة والحصول على بعض الاستحقاقات المالية عبر العلاقة العضوية التي تربط النقابى بالسلطة القائمة على الإدارة !! 

اختيار أعضاء مجالس المنظمات النقابية أمانة على جميع العاملين ، قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) ..

فيقع على عاتق كل إنسان أن يختار معيار واحد فقط فى المرشح لعضوية مجلس إدارة المنظمة النقابية وهو الكفاءة الفنية والخلقية .

الفنية تعنى القوة لأنه سيحكم بين الناس بالعلم والعدل الذى دل عليه الله والقدرة على تنفيذه ..

أما الخلقية تعنى الأمانة ، فلا يخون ولايسرق ، ولايظلم ولاينحرف ، ولا يصعر خده للناس أو يمشى فى الأرض مرحا ، وقوة الإيمان لا تختلف باختلاف المواقع أو المناصب أو الأحوال ، فلا تختار المشتاق إلى المنصب من أجل الجلوس جنب إلى جنب بجوار أعضاء السلطة من أجل الحصول على المزايا المادية الخاصة على حساب مجموع العاملين !!! 

مطلوب كتيبة من الأقوياء الأمناء من أجل تحقيق المصالح المالية والاقتصادية للعمال ، فيجب البعد عن الميل والهوى أثناء عملية الأختيار ، لأن مجلس إدارة المنظمة النقابية عبارة عن مجموعة عمل لا تقوم على أشخاص بعينها بقدر ما تقوم على فكرة فريق عمل واحد متوحد من أجل العمال ومصالحهم التى هى فوق الجميع !! 

ولعل أفضل المواقف فى المفاضلة بين القوى والضعيف ، موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع  أبى ذر الغفاري ، فقد كان الرسول يشهد له دائما بالأمانة والصدق وقال فيه ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء ، أصدق لهجة من أبى ذر .

فقد روى عنه رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله ألا تستعملنى ، أى ألا تجعلنى أميرا على شئ ، فضرب الرسول بيده على منكبى ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف ، وأنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خذى وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذى عليها فيها .

يا أبا ذر ، إنى أراك ضعيفا ، وأنى أحب لله ما أحب لنفسى ، لا تومرن على أثنين لا تكن رئيسا عليهما ولا تلين مال يتيم لا تكن وصيا عليه .

وقد وضع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه معيار كيفية اختيار الرجال بقوله : أريد رجلا إذا كان فى القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم ، وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم !!!!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟