موضوع المعاش المبكر أو الخروج إلي المعاش قبل السن القانوني، ليس بالشيئ الجديد، ولكن في الأعوام السابقة قليلا جدا من كانوا يلجأون للمعاش بكامل إرادتهم، وكنا دائماً نسمع عن مدي تأثر الأشخاص عند بلوغهم سن الستين.
والغريب الآن هو الرغبة الجامحة والمتزايدة لدى العاملين في الخروج للمعاش المبكر عند بلوغ سن ٥٥ ،بل بعض الأشخاص يودون أن لو يخرجوا قبل بلوغهم ال ٥٥ عاماً، لو اتيحت لهم الفرصة، وقمة الغرابة هو رغبة الموظفين الأمفاء في التفكير في المعاش المبكر.
فعندما يبدأ بعض الموظفون في التفكير في المعاش المبكر وخاصة ذوي الكفاءات، فحتما يوجد أجراس خطر من إصابة هؤلاء الموظفين المتميزيين بالإحباط، وعندما يصلوا لمرحلة عدم الرغبة في الإستمرار في العمل أو الطموح في أي منصب بل الرضا بالتعويض بمكافأة نهاية الخدمة وتقبل الدخل الأقل وهو بدلاً من الدخل المادي الأكثر وهو المرتب والحوافز والبدلات، فهذا دليل أننهم وصلوا لقمة الإحباط.
أما عن أسباب الإحباط، فحدث ولا حرج، الروتين وكبت الأفكار الخلاقة ونظام الترقية بالأقدمية، وعدم تشجيع الكفاءات، ووضع الموظف في موضع الدفاع عن نفسه وتبرير الأفعال بدلاً من تخصيص الوقت للإبداع.
إذاً لماذا لا تُجري إستطلاعات للرأي للوقوف على أسباب الرغبة في المعاش المبكر، فإذا كانت الإجابات متعلقة بالإحباط في محيط العمل، فلنقف عند أسباب إحباطهم أو رغبتهم في ترك العمل، ولنستمع لآرائهم ومقترحاتهم.
ناقوس الخطر بدأ يدق فعلاً، إذا كان الراغبين في المعاش المبكر هم ذوي الكفاءاة، لأننا سوف نطيح بخبراتهم ونضرب بها عرض الحائط، فرفقاً ونظرة إهتمام إلى أصحاب الكفاءات!